شبكة ذي قار
عـاجـل










السيد معن بشور المحترم
الدكتور الفاضل خير الدين حسيب المحترم للاطلاع
تحية عربية من بغداد التي تئن من خنجر أسود مسموم

شكراً على دعوتكم لتقيم فترة المؤتمر خلال الخمس وعشرون عاماً مضت، ولكون أحد عشر سنة منها والعراق هو تحت الاحتلال الفارسي، نرجو أن يتسع صدركم لقبول النقد بشأن تقصير المؤتمر بموقفه تجاه الساحة العراقية، وتقصير مماثل لغيرها من الساحات العربية، ولنا تعقيب ونحن نجزم سلفاً أن تعقيبنا هذا سوف لن يُذكر في تقيمكم فيما يخص الأحد عشر عاماً مضت والعراق يئن من المليشيات الفارسية وهي تفتت في عراقنا الجريح .

ماذا سيكون موقف المؤتمر القومي العربي ( الذي يقر بالمقاومة العراقية كونها مقاومة وطنية وهو أمر لا شك فيه ) في حال قيام المقاومة العراقية بعملية ثأر من بعض شخصيات ورموز المقاومة اللبنانية لما فعلوه بها؟

أي إذا افترضنا العكس، وكانت المقاومة العراقية هي من تقوم بتفتيت حزب الله وتجول وتصول على الأرض اللبنانية وتسهم في تثبيت احتلاله، هل كنا سنرى ذات الصمت من مؤتمرنا الموقر؟ هل سيدين المؤتمر مثل هذا الفعل؟

نحن لا نشك بأن سيل الإدانات حينها سوف لن ينقطع وربما أبعد من الإدانات.

إذاً لماذا لا تكون هناك إدانة لمن يقتل المقاوم العراقي ويشرف على تدريب المليشيات الطائفية في البقاع اللبناني، والتي كانت من ثمارها تثبيت الاحتلال الأمريكي الذي شكل غطاءً للمحتل الفارسي. لم نشهد للمؤتمر القومي العربي خلال الأحد عشر سنة مضت على احتلال العراق إدانة، ولو على استحياء من باب حفظ ماء الوجه، لأي جرم من الجرائم التي لا تعد التي اقترفتها تلك المليشيات الفارسية في العراق، ولا إدانة لدور حزب الله الداعم والمساند والمدرب لهذه المليشيات.

وهل عنوان مقاومة يسوغ لحزب الله في لبنان تفتيت العراق وضرب مقاومته الوطنية؟

هل توقف المؤتمر القومي أمام احتضان حزب الله بتاريخ 7 / أكتوبر / 2011 لعراب الاحتلال العميل أحمد الجلبي , على الرغم من أن زيارته وأهانته داخل قاعات حزب الله تمت من قبل المشاركين في الندوة التي أعدها حزب الله ,إلا أن المؤتمر القومي لم يتجرءا بإصدار بيان كموقف , أو حتى لو تصريح صحفي من قبل الأمانة العامة للمؤتمر , والسؤال عن أي موقف قومي داعم للمقاومة العراقية تتحدثون .

هل استوقفت المؤتمر القومي نشر صور قاتل العراقيين "نوري المالكي" من قبل حزب الله في بيروت. وما هو الفرق العملي بين صورة نوري المالكي وبريمر؟؟

ولو قدر للمقاوم العراقي أن يرفع صورة أي من شخصيات الاحتلال والعملية السياسة المسخ وفرضها على الشعب اللبناني ما ذا سيكون موقف المؤتمر القومي تجاه من يفعل ذلك؟

أن المتتبع لأفعال حزب الله وإيران بعد 2001 عموماً و2003 خصوصاً، سيعي لماذا سُمح لحزب الله أن تكون له هذه الحضوة والسطوة؟ والزمن كفيل بأن يجيب على هذه الشكوك!!!!.

أما موقف المؤتمر القومي العربي على الساحة اليمنية فهو أكثر كارثية من موقفه على غيره من الساحات العربية، واليمن يعلن وبشكل رسمي من أعلى سلطة متمثلة برئيس الدولة مروراً بوزير داخلية اليمن وإلى كل التقارير الرسمية والصحفية عن مساعي إيران لتفتيت اليمن وعن كميات السلاح الفارسية الواصلة للانفصاليين في الجنوب، أو الدعم اللا محدود للحوثين على أسس طائفية. والمتابع للساحة اليمنية يدرك دون كبير جهد عن مثلث مصالح بين إيران وأرتيريا وإسرائيل بتبادل الأدوار لتقسيم اليمن ولتغير الوجه العربي للبحر الأحمر، وبالأخص خلال السنوات الأربع الأخيرة حيث اتضح المشروع وللعلن عن هذا الثالوث الغير معلن رسمياً والواضح عملياً، ولم يبدي المؤتمر ولو إشارة واحد بإدانة هذا المثلث السرطاني الذي يفتت اليمن ويقسمه.

أما الساحة السورية فقد طالبنا خلال مؤتمر القاهرة بإدانة كل أشكال المليشيات على الساحة السورية مها كانت هويتها بدءً من الفصائل التكفيرية إلى الفصائل الطائفية. ولكون الإدانة ستشمل الطرف الفارسي في المؤتمر تم تجاوز المقترح فهي موازنات ظرفية وليست مواقف قومية جادة.

مرت على الأمة خلال فترة التقييم المطلوبة أحداث جسام لم يبدي المؤتمر القومي موقف قومي تجاهها! منها على سبيل المثال لا الحصر تصريح علي لارجاني رئيس البرلمان الإيراني بقوله نصاً "على دول الخليج أن تقدر المجال الحيوي الأمني لإيران أن لم تدرك ذلك فإنّا سنعيدها إلى ما كانت عليه قبل أربعة عشر قرناً"، أو تصريح رحيم صفوي قائد القوة البرية الإيراني بقوله "حدود إيران لا تنتهي بالشلامجة عند البصرة بل تمتد إلى جنوب لبنان" ويضيف "تلك المرة الثالثة التي نصل فيها للبحر الأبيض المتوسط". كيف يكون العداء للعروبة إن لم يكن سلوك إيران وأذرعها على كل الساحات العربية عداء، عداءً يستهدف الوجود العربي من أجل تدعيم مشروع فارسي على حساب أمتنا.

إننا ولشديد الأسف لم نلمس موقفًا قوميًا واحداً للمؤتمر القومي العربي في الدفاع عن عروبة العراق ضد الاحتلال الفارسي. ولا أي موقف ولو خجول دفاعًا عن عروبة البحرين أمام شعار "البحرين جزء لا يتجزأ من أرض إيران".

ولم نجد موقف دفاع واحد عن عروبة اليمن المهددة من قبل النفوذ الفارسي. أما أخوتنا في الأحواز العربية فأن من مواقف المؤتمر القومي تحريم الحديث عن عشرة ملاين عربي تحت الاحتلال الفارسي , لا أدري كيف نحن قوميون عرب ونتنازل عن شعب عربي وأرض عربية ونسكت عن مواقف معادية لمشروعنا القومي ؟

والسؤال عن أي موقف قومي سنتحدث؟؟؟؟

سعدون المشهداني
عضو المؤتمر القومي العربي
١٠ / ٦ / ٢٠١٤





الجمعة ٤ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعدون المشهداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة