شبكة ذي قار
عـاجـل










المرء وجد نفسه أمام أمر جلل يوم أن حدثته نفسه بالكتابة عن القائد الشهيد/ صدام حسين ، وكيف لا هو قد سجل اروع صفحات التاريخ في التضحية والفداء في سبيل دينه وأمته ووطنه وأرتفع إلى المقام الجليل مقام الصديقين والشهداء والصالحين ..

كذلك الكلمات أنبات عن عجزها تماماً عندما أريد لها أن تعبر عن ما جاش في الصدور .. واللغة تقاصرت معانيها من أن تشتمل على تلك الدلالات البعيدة لاستشهاده .

قد غاب المنال
فصدام قصيدة فوق الجبال
وصدام مكانه قمم السماء
وطريقه صعب المنال
كان – طيب الله ثراه – رمزاً للفداء والعطاء والصمود والتحدي ، كان مدرسة متفردة في الثبات على المبدأ والحق ، كان نموذجاً في زمن عزت النماذج .

لقد جاء برسالة في زمن عجيب !! فكانت كلماته أكبر من أن يفهمها من رهن فكره وعقله وقراره ومصيره لإعداء الأمة العربية مضى هكذا مثل صناع المجد والتاريخ الأوائل – طارق بن زياد ومسلمة بن عبد الله وصلاح الدين الأيوبي - من نفس المكان وبنفس الطريقة ... ولكن في زمن مختلف وعجيب !! هذا الزمن العجيب ليس كسابقاته وجعل الوقوف ليس كالمواقف التي تعاقبت على الأمة العربية في الوقوف عندها ، بل حتى وجوه العرب فعل فيها الزمان ما فعل !! ولم يكن هنالك في هذا الزمن زعيماً عربياً غيره يتحدى بلسان صدق ويقول ألف لا للظلم والعدوان ولم يكن هنالك أحد غيره يروي الحقائق ويعيد الفصول ...

كثيرون هم أولئك الذين تحدثوا في يوم استشهاده وكلهم في دواخلهم يبكون فقده الأليم ... ويبكون ايضاً حالهم ومقامهم بعد غيابه ... فمن للزمان بعده يعزف أنشودة الفرح القريب ويرسم على لوحته سنابل القمح الوفير !!

ومن لهذه السطور يكتب عليها صدق إنبلاج الفجر بعد ليل طويل كحل الاجفان بالحزن العميق ... فلن يبكوه فحسبهم إنه شهيداً إن شاء الله عبر إلى جنات الخلد ليلحق بزمرة الشهداء ...

أنت ايها القائد العظيم قد حملت الهم العربي وشددت الوثاق ما تخاذلت ولا تراجعت يوماً رغم ضخامة التآمر وتعاضد الأعداء بمختلف اشكالهم والوانهم ومللهم عليك وعلى رفاقك المجاهدين الشرفاء ... استعنت بالله ومضيت في الطريق تنشد العزة والنصر والسؤدد لامتك .. أنت ذلك النبع الفياض الذي نتنقي منه الجماهير العربية القيم والمعاني النبيلة ، ومازالت الجماهير العربية تنهل منه فلا ترتوي ولا تهدأ اشواقها ... ولن تهدأ حتى تعلو الراية التي حملت لواءها أو تهلك دونها ... لذلك لم تمت قد دسك التاريخ في رحم الليالي وسطرت كلماتك ومواقفك المشرفة صحف الازل.

سقنا هذه المقدمة السريعة لنتحدث عن جريمة العصر ، جريمة إغتيال بطل التاريخ العربي القائد الشهيد صدام حسين المجيد.

عندما نتذكر هذه الجريمة البشعة تختلج الكلمات في الصدور ويقف الدموع في الملاقي والجراح تزداد نزيفاً ، قصة استشهاده يوم السبت 30/12/2006م تمثلت فيها كل معاني الرجولة والشهامة العربية الاصيلة. لأنه حرر نفسه بعدم مخافة الأمريكان وأعوانهم الخونة ورفض بشدة الذل والخضوع والإنكسار وقد كان يدرك أن طريق العز الذي سلكه يؤدي به لهذا المصير المحتوم ، ولكنه كان يقول للأجيال من بعده : من غيرنا يعطي لهذه الأمة معنى في أن تعيش وتنتصر ، من غيرنا يحمي عرض وكرامة شرف أهلنا ، وقد صدق في هذا ... اي عظيم هذا واي قصة ، قصة استشهاده.

تقول المصادر والروايات ، عندما تم إبلاغه بأنه سيتم إغتياله أو عدامه ظلماً وزوراً وعاراً لم يرف له جفن ، بل راح ينظر باستهانة لمن جاء يبلغه بالخبر ... كان إيمانه بعدالة موقفه وثقته في وطنه وشعبه أنبل لذلك لم يتأثر بقرارات الجبناء الذين أحتلوا العراق وجاءوا الان ليضيفوا فصلاً دامياً جديداً في تاريخ العراق باغتيال زعيمه وحامي حماه .

في مثل هذه اللحظات ينهار الشخص الضعيف ويتمنى لو منحته الاقدار عمراً فوق عمره وبأي ثمن كان ...ولكن فارس العروبة صدام حسين كان فريداً في وقفته حين راح بإيمانه القوي بالله ورسوله وأمته يعيش ما تبقى له من لحظات بشكل طبيعي وكأنه يدون في سجل تاريخه صفحة أخرى على شجاعته ومروءته ونخوته ومثابرته ... تأكيداً لهذا الموقف طلب تناول وجبة من الارز مع لحم دجاج مسلوق ثم شرب عدة كوؤس من الماء الساخن مع العسل ... وعند طلب منه التوجه للحمام لتجنب اي حرج عند عند لحظة الاعدام رفض ذلك ولكنه توضأ ثم جلس على طرف سريره يقرأ القرآن الكريم . وفي هذه اللحظة أيضاً كانت حجاج بيت الله الحرام يبيتون في منى بعد ان نفروا من عرفات الى مزدلفة وكانت جموع المسلمين فى ارجاء العالم تستعد لصلاة عيد الاضحى المبارك وفى هذه الحظه ايضا كانت فرقة الاغتيال المجرمة تواصل عملها لاعداد العدة لإعدام صدام حسين .. والشيطان الاكبر الجبان جورج بوش بعد ان نسج خيوط مؤامرة الاغتيال واعطى تعليماته لتنفيذ العمليمه فى يوم عيد المسلمين ليستفز مشاعرهم اندس فى عرفة نومه ووجه اوامره لأعوانه بالا يوقظونه من نومه اثناء اغتيال البطل صدام حسين ..

وبعد ساعه من ابلاغه بقرار الاعدام ادخل القائد الشهيد صدام حسين الى قاعة الاغتيال او الاعدام فتلي عليه قرار الاعدام وكان الشهيد صدام ينظر الى هؤلاء المجرمين غير مكترث بل كان مبتسما بينما كان القاضى الحقير عميل الامريكان والصهاينه المدعو منير الحداد وشلته المتآمره من وزارة العدل العراقيه خائفين وبعضهم كان يرتعد والبعض الاخر كان خائفا حتى من اظهار وجهه مرتدين كاقنعه العصابات - وهم فى الاصل عصابه وليس رجال قضاة - وعند تلاوة القرار كما اشرنا انفا كان القائد الجليل الشهيد صدام حسين رابط الجاش وقوى الاحتمال هادئاً ومتماسكاً لم يفزع ولن يجزع رغم سوء المعاملة والضرب القاسي الذى تعرض له من هؤلاء السفهاء والحاقدين وردد مقولات حفرت فى وجدان جماهير الامه العربيه ستبقى انشاء الله نبراسا لمن يقتدى بالقاده التارخيين ويعتز بسيرهم.. وردد القائد الشهيد قائلا : ( يعيش الشعب .. تعيش الامة .. يعيش شعب فلسطين ,فلسطين عربيه .. يسقط العملاء .. يسقط الغزاة .. نحن فى الجنة واعدائنا فى النار .. نحن اهلها .. الله اكبر وليخسا الخاسؤن .. انا لله وانا اليه راجعون ).

وبعدها صعد بطل التاريخ الى منصة الإعدام كالأسد الذى يخطو بثبات وكانه يزف الى المجد والخلود ,كانت السكينه تسكن عيناه وملامحه التى بدت بالغة الهدوء بدأ وجهه واثقا واعصابه ثابتة , ونظراته فيها كثيرا من التحدى دون خوف او وجل .

قال تعالى : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
قال تعالى : ( ... فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ{146} آل عمران

ثم صعد بهدوء على السلم الحديدى الموصل الى المشنقه وهو لايزال يهتف عاش العراق ,فلسطين عربيه ويقرأ بعض ايات من القران الكريم فصاح به احد المسؤلين الجبناء ( هل انت خائف ) فرد عليه البطل صدام حسين بهدوء وبنفس ابتسامته الساخرة : ( لا ليس خائف انا اخترت هذا الطريق ) واضاف الشهيد بسخريته لماذا ترتدى قناعاً اسود هل تخاف منى ؟!

ثبات القائد الشهيد صدام على هذا النحو قد قهر الحاقديدين الذين جاءوا ليشهدوا واقعة اغتياله ومعهم اعلامهم الشيطانية وكامراتهم فى مشهد ينم عنه الحقد والتشفى والانتقام .

وتفيد المصادر والمعلومات الذين حضروا لمشاهدت تنفيذ الاعدام كانوا جميعاً من فصائل الارهاب الموالية لاييران الرئيسيه ومن بين الحضور عبدالعزيز الحكيم وموفق الربيعى , وعلى الدباغ ,سامى السكرى , بهاء الاعرج ,ومريم الريس ,ومقتدى الصدر .ورياض النورى ,منقذ فرعون, على الاديب ,وخضر الخراعى,وصادق الرعابى, ومصور المالكي المدعو المسعدي الذي قام بصوير الحدث ، بالاضافة لضباط مخابرات ايرانيين وعدد من قادة جيش المهدى ولم يوجد أي إمام او شخص سنى, وسبب فى عدم وجود للسنه والمحامين والصحفين كان لوجود قادة كبار من المخابرات الايرانيه والحرس الثورى وقادة فيلق القدس الايرانى منهم الجنرال سليمانى ، الجميع كانوا يرتدون اقنعة سوداء تغطى وجوههم حتى لا يظهروا فى الاعلام ويتم التعرف عليهم .

وعندما وقف بثبات القائد الشهيد صدام حسين امام حبل المشنقه قال له احد منفذى عملية الاعدام: "سنضع كيسا اسود من القماش السميك على وجهك " فرض البطل صدام بشده فحاول اقناعه بان الغرض حماية رقبته من التمزق فرفض ايضا وقال له اريد ان انظر فى عيون هؤلاء مشيراً إلى الاوغاد الذين حضروا للتشفى فيه بل للتشفى على العرب والمسلمين,وفى محاولة اخرى اقترح مجرماً اخر من منفذى عملية الاغتيال ان يلف الكيس حول رقبته لحمايتها من التمزق فوافق القائد الشهيد على هذا الاقتراح.

وتقول المصادر والمعلومات ان المدعو رياض النورى صهر مقتدى الصدر هو من قام بوضع حبل المشنقه حول عنق الشهيد وقام بتعديل الحبل حول عنق السهيد هو مقتدى الصدر ويقال ان مقتدى الصدر اخذ الموافقه من نور المالكى – رئيس حكومة الإحتلال - ان يضع هو وصهره حبل المشنقة حول عنق القائد الشهيد .

وبعد أن وضع هؤلاء المجرمون – مقتدى الصدر وصهره رياض النوري - المجردون من كل القيم الاخلاقيه والانسانيهٍ حبل المشنقه السميك حول رقبة اغلى الرجال صدام حسين نزلوا على السلم الحديدى وبقى واحداً لشد العصى الحديديه وانتظار امر تنفيذ جريمة الاغتيال ، وحول حبل المشنقه يقال تم صنعه فى اسرائيل بطريقة مخالفه للقانون من حيث الطول ونوعية الحيل وبعد تصنيعه ارسل على وجه السرعه الى اتجلترا منها ارسل الى العراق ويقال ابضاً فى هذا الصدد اثناء التحضير للشنق دخل الى قاعة الإعدام احد الضباط الامريكان ومن اصل يهودى واخذ يقيس طول الحبل حتى وصل الى 39 عقده وهى عدد الصواريخ التى اطلقها العراق على تل ابيب عام 1991 لذلك سعى الصهاينة لاعدام القائد الشهيد صدام حسين والتشفى منه بصناعة الحبل بهذه الطريقة :

وتخيروا الحبل المهين منية *** لليث يلفظ حوله الحوباء
لبى قضاء الأرض بمهجة ** لم يخشى إلا السماء قضاء

بينما كان وثاق الحبل يشد على عنق الشهيد كان يسود الموقف صمت عميق قعطه
الشهيد صدام حسين قائلاً بهدوء هيه هي المرجلة – هي المشنقة - عاش العراق ثم قال يا الله ونطق الشهادتين بصوته الجهوري والنبرة القوية التي تمتع بها طوال فترة حكمه وبنائه للعراق العظيم وحمايته البوابة الشرقية.

ولم يتحمل الجبناء الذين حضروا للثأر منه أكثر من ذلك فعلت اصواتهم بالتشفي واللعنات وردد بعضهم بالقول : وعجل فرجهم وألعن عدوهم ، قاصدين بذلك الائمة وفقاً لمعتقداتهم .

هؤلاء المجرمون لعنهم المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها ودعو للشهيد صدام حسين بالرحمة والمغفرة وصلوا عليه في المساجد صلاة الشهيد الغائب.

صحيح أن تلك اللحظات ختمت حياة أعظم قائد عربي في التاريخ المعاصر كانت حياته ملحمة من العطاء والتضحية والبذل والجد والفداء ، إلا أنها في نفس اللحظة قد شهدت ميلاد تاريخ مشرف ستبقى الأجيال العربية تتصفحه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..

لقد رحل صدام حسين إلى جوار ربه شهيداً ونحسب أن روحه الآن في أجواف طير خضر تستظل بظلال اللجنة والوارفة في كنف مليك مقتدر.





الاحد ٢٧ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس سليمان دارشح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة