شبكة ذي قار
عـاجـل










أنجزت العقول النيرة تشييد صرح علمي تعليمي حضاري في العاصمة النرويجية أوسلو، وحينما ذاع الصيت بين الناس في أنحاء العالم انبرت أصوات الأصدقاء والمقربين والأحبة، تهنئ وتبارك، ونحن نثمن مواقفهم الأخوية الصادقة النبيلة، وأخرى من شدة الغيظ انكفأت في دهاليز مظلمة تنسج روايات خيالية وأساطير، مرة على هيئة أسئلة مغرضة : هل يعقل أن تحصل العقول العراقية العربية على فرصة اللجوء، ثم تفكر بالتفاعل مع العقل الأوربي لتشييد جامعة، وأين في العاصمة النرويجية أوسلو؟ أو: هل يعقل ما نسمع أن عقولاً عراقية عربية تؤسس جامعة في أوربا، وما اسم هذه الجامعة؟ فيرد آخر متندراً وساخراً: ربما هذه العقول في حلم، أو ربما تمكنت بالكثير من تشكيل جامعة للتعليم الألكتروني أي للتعليم عن بعد.

ومن المؤسف أن تلقى هذه الأقاويل والروايات صداها لدى أصحاب العقول المصابة بالخدر ومحدودي التفكير الذين يتلقفون أي معلومة فيصدقونها من دون تمحيص أو تحقيق لعجزهم عن التفاعل مع الآخر وعدم امتلاكهم الرؤية الصائبة.
ونحن لا نلوم مثل هؤلاء السادة وليس لدينا أي عتب عليهم، فلا يد لهم فيما يشيعون أو يقولون فهذا هو حدود تفكيرهم وقدراتهم.. إنهم لا يتخيلون أبداً أن عقولاً تفيض بالعلم وبنت أولى الحضارات في العالم، وتنبض بعناصر الخير وتزرع حب العلم في الحياة، وتتوهج بالعطاء العلمي، وتمتلك صفاء القلب ومقومات الإرادة للتفاعل مع الآخرين، قادرة على بناء جامعة .. فكيف لمن لم يعجز عن بناء حضارات كبرى كانت الهادية لحضارات العالم بعدها أن تعجز عن بناء مؤسسة علمية ؟

ولكننا لم نردّ عليهم ولم نغضب ولم يصبنا من تقولاتهم الإحباط حتى إذا قامت جامعة هاكون في العاصمة النرويجية أوسلو، وانتظم دوامها، وتهيأت أجواء ومستلزمات استقبال الطلبة من جنسيات مختلفة، ومن كل مكان من العالم، فسيكون ذلك هو الرد على تقولات هؤلاء السادة وهو الشاهد على قدرة العقل العراقي العربي في وضع البصمة العلمية المشرفة في تاريخ البشرية والإنسانية.





السبت ٢٥ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ. د. خضير عباس الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة