شبكة ذي قار
عـاجـل










التاريخ لا يصنع الرجال .... بل الرجال هم من يصنعون التاريخ

التاريخ ليس سجل احداث وذكريات الماضي و وقائعه فحسب بل ذلك التأثير الانساني الخالد في صياغة انشطته المادية والفكرية وتحشيد امكانياته المؤثرة وتوجيهها وفق تصورات مدروسة وأسس سليمة قادرة على الأسهام الفاعل في صناعة الواقع ونجاح خططه المستقبلية للوصول الى ارقى النتائج في مفاصل الحياة العامة ورفد الحضارة الأنساية وصيرورتها ورُقيِها برؤى وملامح هادفة تسهم في حركة المجتمع وسموه ورفعته وتتفاعل مع امكانياته بتميز وأقتدار للوصول الى ما يضمن للحياة تطورها ونهضتهاواحداث التغيير المطلوب في فضاءاتها فالأنسان هو المحرك الأساسي لكتابة التاريخ وهو صانع انجازاته وماضيه الخالد وحاضره المبدع ومستقبله المشرق والا سيبقى التاريخ صامتا دون ان نسمع عنه شيئا وثابتا لا تتحرك بين صفحاته الفصول ولا تتلاحك بين جنباته الأحداث وكلما كان الأنسان اكثر وعيا وأشد تأثير وأرقى مقدرة أستحق بذلك السمو والرفعة وزاد حبه ودامت ذكراه وظهرت للوجود خصائله.فكم من الأزمان والتواريخ سميت برجالها وعهودهم وفترات حكمهم فيقال عهد الخلفاء الراشدين او العهد العباسي او العهد الجمهوري او الملكي اوحكم الملك او الرئيس فلان وهي سنوات قد تمتد الى عشرات السنين او ربما عقود وما جرى في هذه السنوات من اعمال وافعال وأحداث تنسب الى رجالات ذلك العصر او الى القائد والموجه الرئيسي لها أوالدور المشهور لشخصيات سياسية او اجتماعية او عسكرية معينة أثّرت بشكل كبير على مجريات الأمور في تلك العهود وحصاد نتائجها فكان توثيق هذه الأحداث يمثل تاريخها وأفعال رجالاتها وفاعليها وقادتها وطلائعها وبالتالي أضحت صفحات التاريخ سيرة ذاتية وأفعال شامخه ونشاط انساني واضح المعالم امتلأت به صفحات الكتب فكان أثرا مكتوبا وزمانا مرقوبا وفعلا منسوبا لأفراد وقيادات ونخب أفردت تاريخا حافلا كانوا هم من أحدثوا الفعل فيه وكونوا صيرورته التاريخية .ومن العراق رجال صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه فكانوا نورا في الظلمات وسندا في الملمات وسيوفا في المحن لم تخدعهم المناصب ولم تغريهم السلطه لأنهم يرون ان المال العام محرم والسلطة مسؤوليه والجاه زائل فسطروا وفق هذا المنظور ملامح وطنية لا تنسى وأشاعوا نسقا من القيم الأنسانية التي لا تمحى وأفعالا نادره لا تحصى حتى ملأت سيرتهم نفوسنا أباءا وتاريخنا عزا وحاضرنا بهجة وافتخارا .

فلم يخافوا ملكا مستبدا متعجرفا مغرورا... ولم يهادنوا من اباح المحرمات زورا ... وملأ الدنيا ظلما وجورا ... فكانت سجاياهم عدلا وقسطا ونورا ... وفعلا راقيا ساميا مبرورا ... لأنهم كانوا يخافون يوما شره مستطيرا ... فوقاهم الله شر ذلك اليوم وجزاهم عنا جَنّة وسرورا ... رجال أشرقت الدنيا بعطائهم الثر سماحة وعدلا منثورا ... فتعلموا وأجتهدوا وجدّوا حتى تراكمت في سواعدهم الخبرة وفي عقولهم الأقتدارالمطلوب اولا وتحمل المسؤولية الأنسانية والأخلاقية والوظيفية ثانيا ومن ثم التخطيط والتنظيم والفعل العسكري الوطني والجهادي للوصول الى تحقيق الأستقلال الناجز للأمة ثالثا فكانوا هم من رفع سارية الفعل البطولي وقادوا ابناء امتهم الى حيث الهدف الأسمى في اقامة النظم الوطنية وبناء الدولة العصرية وتحقيق التنمية المطلوبة فيها وبالأمكانيات المتوفرة آنذاك رابعا حتى صار الموقف لديهم اكبر وأضخم مما هو موثق ومعروف وان ما وصل عن البعض منهم لا يمثل الا جزءا يسيرا من الفعل الشامخ الأعم والأشمل .ونحن اليوم امام واحدا من ابرزهؤلاء الرجال الذين ساهموا في وضع اللبنات الأولى لصرح العراق الشامخ وصاغوا وبأقتدار الرؤى والأفكار والمنطلقات القومية السليمة والملامح العصرية الحديثة لبناء قاعدة صلده لدولة مستقبليه وغدٍ مشرق باهرومتميزمنذ ما قبل ثورة الشريف حسين في الحجاز ( الثورة العربية الكبرى عام 1916 ) وما بعدها من أحداث جسام رسمت الصورة الحقيقية للذات العربيه وللمصلحه الوطنيه والقومية على حد سواء





الاثنين ٢٧ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة