شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ اندلاع الحرب الدائرة على الأرض السورية بين النظام والمعارضة ، ودخول التنظيمات الطائفية على المسرح السوري كانت لملالي الفرس اليد الطولى في تأجيج الصراع ، من خلال حشد التنظيمات الطائفية وتوجيهها ، وادارة دفة الاقتتال وتمويلها، وحشدها من كل الدول التي استجابت فيها التنظيمات الطائفية المرتبطة بنظام الملالي ، للاشتراك فيما يدور من اقتتال على الأرض السورية ، لهذا ترى أن كل التنظيمات الطائفية التي تساند النظام السوري تنظيمات طائفية ، ترتبط بنظام الملالي الفرس .

التنظيمات الطائفية وفي مقدمتها حزب الله ، والأحزاب الطائفية في العراق وفي افغانستان تدار من قبل القيادات الفارسية ، وتحديداً من قاسم سليماني الذي يدير الصراع ، بعيداً عن أي دور لقوات النظام السوري ، لعدم ثقتهم بالنظام وقواته من جهة، ولاعتبار أن الصراع على الأرض السورية والحرب الدائرة هي حرب الملالي، من أجل توسيع نفوذهم بعد أن هيمنوا على صناعة القرار في العراق ، من خلال التنظيمات الطائفية المشبوهة التي تدير الحكم في بلاد الرافدين .

اذن المعركة على الأرض السورية بين ملالي الفرس وتنظيماتهم الطائفية والمعارضة بشتى أنواعها وصنوفها ومذاهبها ، فمن اصطبغ الحرب الدائرة والصراع على الأرض السورية بالحرب الطائفية هم ملالي الفرس المجوس ، الذين يتوهمون أن يقيموا امبراطورية الفرس التي اندثرت، ومن هنا جاءت تصريحات بعض قيادات نظام طهران عن قرب اقامة الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد ، ووصول طهران إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط ، وظهور ما صار يطلق عليه بالهلال الصفوي .

ملالي الفرس رأس الأفعى في الصراع الدائر على الأرض السورية ، ومع تهالك النظام السوري وقواته ، فقد بات الخلاص من التنظيمات التي تدعمها ايران هي البوابة التي يمكن من خلالها إنهاء الصراع ، والسماح للشعب العربي السوري التخلص من اتون القتل والدمار والتشريد ، للوصول إلى اختيار ما تراه الجماهير العربية السورية من نظام حكم يتمثل بالديمقراطي ، مع الالتزام بوحدة الأرض السورية تحت قاعدة المواطنة للجميع ، بعيداً عن أي تباينات عرقية أو دينية أوطائفية ، فالمواطنة هي القاعدة الأساسية التي تحكم أي نظام مدني خال من الطائفية والدينية والعرقية ، فالوطن للجميع والتمثيل من خلال الخيار الشعبي بالوسائل السلمية الديمقراطية .

الغرب وفي المقدمة منه الادارة الامريكية يعي أن وجود ملالي الفرس بتنظيماتهم الطائفية هم الذين يؤججون الصراع ، والتخلص منهم سيفتح الباب للشعب السوري للخلاص من النظام بوسائل سلمية ديمقراطية ، لأن النظام حامي حمى المصالح الفارسية المجوسية على الارض السورية ، ولكن الادارة الامريكية وحلفاؤها من الدول الغربية لا تريد حل الأزمة السورية ، لأنه لايهمها من يحكم سوريا مادامت قد تدمرت وخرجت من دائرة الصراع العربي الصهيوني ، عندها لا يهم من يحكمها حتى لو بشار نفسه ، فقد تسنى لها تحييد حواضر الأمة ، وبشكل خاص جيوشها في كل من العراق وسوريا ، وهاهو الجيش المصري محكوم باتفاقية كامب ديفيد من جهة، وبالعمليات الارهابية في جزيرة سيناء من جهة أخرى.

إن نظام وطني ديمقراطي بعيداً عن المحاصصة الطائفية في سوريا ليس في صالح أعداء الأمة ، وفي المقدمة من هؤلاء الكيان الصهيوني ونظام الملالي في طهران ، فالنظام الوطني الديمقراطي يدفع بكل مكونات الوطن إلى المحافظة على الوحدة الوطنية ، والسعي لتحقيق الأهداف الوطنية التي تهم الجميع ، والوحدة الوطنية تخلق جيشاً قوياً للدفاع عن الوطن ، والسعي لتحرير اراضيه المغتصبة وبشكل خاص الجولان المحتلة .

قلنا سابقاً إن واحدة من الأسباب التي دفعت بشار الاسد للاستعانة بالروس ما ضاق ذرعاً من تجاوزات حلفائه الفرس،لا بل عدم اعتبار لسلطته من قبل ملالي الفرس وتنظيماتهم الطائفية ، التي تتصرف على الارض بمعزل عن التنسيق مع قوات النظام، وهو ما جعل بشار أن يفكر بايجاد حليف قد يساعده في التخلص من هيمنة الملالي ، وتنظيماتهم الطائفية التي تجاوزته كثيراً، وهو ما أوقع الغرب وفي مقدمته الادارة الامريكية في مأزق التدخل الروسي بهذه القوة لجانب بشار الاسد ، وما دفع الروس للتفكير بالحرب الاستباقية التي ستنفجر على الاراضي الروسية من التنظيمات الارهابية ، خاصة من الروس المنخرطين في صفوف هذه التنظيمات على الارض السورية حال عودتهم بعد انهاء الازمة السورية .

ملالي الفرس في حربهم الطائفية ، وتمزيق الأمة العربية في العراق وسوريا واليمن وأطماعهم في اليمن ، وهيمنتهم على لبنان من خلال حزب الله يخدمون المشروع الامبريالي الصهيوني ، لأن إضعاف لا بل تدمير القوى العربية ، وتمزيق شعوبها وجيوشها من قبل الاطماع الفارسية يخدم الكيان الصهيوني ، الذي سيتسنى له في غياب القوى العربية ، العراقية والسورية والمصرية أن يكون سيد المنطقة ، وهو بالتأكيد سيكون الحليف الاستراتيجي لملالي الفرس ، لاحياء علاقات تاريخية لا زال اليهود يقدرونها للفرس ، عندما تم تخليصهم من السبي البابلي على يد كورش الفارسي .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الاثنين ١١ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة