شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها الأخوة الكرام

- القضية السورية أمانة في أعناقكم فلا تفرطوا في الأمانة مهما كانت الضغوطات ؟! لا نطلب معجزة بل خطوة توحيدية .

- كونوا بمستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم ، و ليكن الهدف الأساس وقف المذبحة بحق شعبنا المكلوم و انقاذ الوطن المعرض لمخاطر الانهيار الكامل ؟ّ!

- وجهوا نداء انساني للعالم أجمع بأن لا تستمر المذبحة للشعبين في سورية و العراق تحت يافطة الارهاب ؟ّ! و التركيز بأنها ثورة شعب ضد نظام مجرم و قاتل و ارهابي.

- ليكن مؤتمركم جوابا حاسما بوحدتكم من أجل اسقاط الحجة – الذريعة ( انقسام المعارضة و عدم توحدها ) و عندما نسقط هذه الذريعة ننتقل بالاجابة على السؤال المقصود ؟! ما هو البديل ؟ البديل هو الشعب و الشعب وحده البديل .

السادة المؤتمرين أردنا ان نغتنم هذه المناسبة لنتوجه اليكم بهذه الرسالة من قلب المعاناة و المأساة التي يعيشها شعبنا العظيم ، و بهذه الفترة المفصلية التي تمر بها ثورتنا لنبعث اليكم برأينا المتواضع مشفوعا بتراث نضالي و وطني و قومي ضد النظام الأسدي منذ نصف قرن و نيف .

ان قضيتنا اليوم تدخل مرحلة مفصلية و فارقة سواء بالنسبة الى سورية أو المنطقة عامة ، متذكرين بأننا على أبواب العام القادم حيث ذكرى مرور مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو ذائعة الصيت في رسم حدود دولنا الوطنية ؟. فاذا كانت تلك الاتفاقية قد رسمت الحدود الجغرافية ما بين بلدان المنطقة بالتقسيم فأننا اليوم مقبلون على رسم الحدود و الجدران ما بين الشعب الواحد داخل الوطن الواحد . فبدل من ان نكون وطن واحد و مواطنين موحدين ! نحن معرضون الى الغاء هذه الأوطان و تحويلها عبر مشاريع الهيمنة الايرانية الفارسية الصفوية الحاقدة الى طوائف و مذاهب و أعراق تتقاتل و تتصارع من أجل الغاء العرب و الاستيلاء على المنطقة و ثرواتها و عودة الاستعمار بأشكاله القديمة و الحديثة . سماءنا و أرضنا و أوطان بكاملها اصبحت مشاع و مفتوحة للعالم بدون اعتبار و لا احترام لمبدأ السيادة الوطنية أو مراعاة للقوانين و الأعراف الدولية ! تحولت الى ارض مشاع لأصناف مختلفة من الاحتلالات النظام الاسدي المجرم و حلفاءه من فرس و روس و ميليشيات طائفية حاقدة ، استباحت أرضنا و اقتلعت شعبنا و تحاول عبثا اجتثاث هويتنا العربية الجامعة !
وفي هذا الوقت يجتمع مؤتمركم العتيد من أجل البحث بما تؤول عليه سورية و الى أين نحن ذاهبون ؟! نحن أمام نموذج عراقي لسورية تعدّه ايران بالتعاون هذه المرة مع روسيا بديلا عن الولايات المتحدة الأميركية التي قامت بغزو العراق و احتلاله و التأسيس للارهاب بالمنطق ، و " داعش " مثالا صارخا و نتاج متور للارهاب في سورية و العراق و الحجة أو الذريعة للاحتلالات هي محاربة الارهاب ؟ّ! فكل حسب قوته و شطارته يدخلون بلادنا و يطلقون العنان للميليشيات الطائفية الحاقدة و يدمرون الدولة و أجهزتها و جيشها كما جرى بالعراق نموذجا!!!!

أيها الأخوة الكرام اذا كان عندكم من مهمة رئيسية و عاجلة وهي على رأس المهمات و الاهتمامات فهي وقف نزيف الدم السوري ، وقف المذبحة و التدمير الممنهج لشعبكم و بلدكم . نعرف جيدا حدودكم و طاقتكم؟ لكن اذا كان الخط الوكني و الهوية الوطنية التي هي فوق الحزبية و عابرة للطائفية و المذهبية و العرقية و أظهرتم ترفعا فوق الغرائز و الأهواء و المنافع الآنية الضيقة ، و الحرص على موقفكم المبدئي من أجل قيام نظام مدني تسوده مبدأ المواطنة و سيادة القانون تضعون الحجر الأساس والخطوة الأولى نحو الحل السياسي المتوازن و العادل ما يحفظ لكل مواطن حقه بدون تمييز أو محاباة أو عنصرية شوفونية من أي طرف كانت ؟! و لنحرص و بقوة على رفض آفة التفتيت المذهبية الطائفية حيث جوهر مشروع الهيمنة الايرانية الفارسية الصفوية الوجه الآخر للمشروع الصهيوني الاستيطاني و الامبريالي للمنطقة .

أننا ندرك تعقيدات القضية السورية و الضغوطات الاقليمية و الدولية من قبل الأصدقاء قبل الأعداء و لا داعي أننحملكم أكثر من طاقتكم لكن ما يجب أن يكون ماثلا أمام الجميع ثقل المسؤولية الوطنية تجاه شعبنا و ثورته و التضحيات و الصمود الأسطوري من أجل حريته و كرامته .

أن كلمة السر في نجاح مؤتمركم العتيد هو وحدة الموقف و توحيد الكلمة لنصل الى وحدة البندقية على الأرض . وحتى لا يكون مؤتمر للجهات الداعمة و الدافعة ! و حتى يكون مؤتمر سوري و لصالح الثورة يجب أن نفاجئ العالم أجمع بوحدتنا و أن لا نكون ألعوبة أو مطيّة أو أداة لمشاريع و أجندات أقليمية أو دولية و يجب أن نتخلى عن العنعنات و المصالح الذاتية و نكون مثالا يحتذى به .... و لم لا ؟!

ليكن مؤتمركم مفاجأة سورية لنفسها و مفاجآت سورية للعالم أجمع . أن هذه الخطوة التاريخية تشكّل رافعة للثورة و هدية لشعبنا و ثورتنا المباركة .. أن اجتماعكم في الرياض و نجاحكم بتوحيد كلماتكم و موقفكم ، هو نجاح للملكة بالقدر نفسه ، و سجل تاريخي للملكة و موقفها المشّرف مع شعبنا السوري العظيم و الذي لن ينساه ابدا بدون شك .

أيها الأخوة يجب أن لا يغيب عن بالكم الأنتقال الذي جرى ما بين جنيف و فيينا ! يجب أن لا يكون المكان الجديد مرجعية جديدة تحلّ محل مرجعية جنيف 1 لعام 2012 و نسف الفكرة الأساس ألا و هي هيئة الحكم الانتقالي . و أن المرحلة الانتقالية بالمعنى القانوني و اللغوي هي الانتقال من وضع الى آخر ، من نظام الى بديل عنه ، و من حكومة الى أخرى ومن رئيس الى رئاسة جديدة .... ان الطرح الايراني الخبيث عن حكومة وحدة وطنية هو تجاهل صريح و خطير لهيئة الحكم الانتقالي المنصوص عليها و نسف لها . لدسترة المحاصصة الغاء للوطن ! و الأخطر من هذا الطرح ايضا ما جاء من توصية حول اقتراح دستور تحت سيادة النظام و الاحتلالات ، أن النصوص في الدستور كما هو دستور العراق بعد الاحتلال الأمريكي الايراني الصهيوني شرّع تفتيت الوطن العراقي و تقسيمه طائفيا و عرقيا وهو بالنتيجة شرعنة الميليشيات و الغاء الدولة . أن الدستور مسألة سيادية يقرّها الشعب و تعدّه الهيئة التأسيسة المنتخبة من الشعب و المخصصة لهذا الغرض بالذات ... في الصراعات السياسية و المسلحة ، مبدأ توازن القوى على الأرض هو الذي يرجّح كفّة الثورة و يعيد الجميع الى الصواب ... ليكن مؤتمركم منطلقا و مثالا يحتذى به من قبل قوى الثورة على الأرض من أجل دحر النظام و اسقاطه مع حليفه الايراني الفارسي و وقف العربدة و العنجهية الروسية في سماء سورية و أرضها الحبيبة .... من المفارقات العجيبة و الخبيثة بأن النظام و مفتيه ( الحسون ) هدد الرب و فرنسا تحديدا بالارهاب ! فصدقوا بوعدهم كما أن الغرب يتبارى اليوم بالرضوخ للاجرام الأسدي و ارهابه !

يجب أن نرفع الصوت عاليامن أجل وقف هذا الابتزاز من قبل النظام و حلفاءه و هذا الابتزاز الأسدي و حليفه الصفوي و المتوافق ضمنا و علنا مع العدو الاسرائيلي فهم اليوم موّحدين في السماء كما هو على الأرض . ليكن ردنا حاسما و قويا بوحدتنا ... على مؤتمركم الكريم أن ينقل القضية السورية و يحررها من النظر اليها عبر الشخص – الفرد الى المشروع الوطني الديموقراطي ، المشروع الأساسي للثورة و أن الشعب هو البديل ولا بديل عنه أي كان . ايقاف قضية شعب و وطن و المنطقة و العالم على شخص ؟! مسألة عبثية و مهزلة و مأساة و استخفاف بالعقول !!!!! ليكن مؤتمركم منطلقا لمشروع ، مشروع الحل الوطني الذي لا بديل عنه ... و منطلقا و حافزا لوحدة الصف ووحدة التوّجه من أجل وحدة البندقية المقاومة على الأرض . استقلال قراركم ضمان أكيد للقضية لا يجوز التنازل عنه . نتمنى لكم التوفيق و كلنا أمل بأن يراجع كل واحد منكم نفسه .... و يضع يده على قلبه و يصغي الى ضميره و يحكم العقل و الحكمة من أجل حل معضلة هذا القرن و لشعبنا النصر الأكيد

و الله ولي التوفيق ...

دمشق في  ٧ / ١٢ / ٢٠١٥
شباب البعث القومي في سورية
 





الاربعاء ٢٧ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شباب البعث القومي في سورية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة