منذ قرون عديدة ، والامة العربية تعاني من سيطرة أجنبية وتشويه لثقافتها وتراثها، ونهب لثرواتها واغتصاب لاجزاء من اراضيها .

ونظرة الى التاريخ الحديث للامة العربية وخاصة منذ اتفاقية سايكس ـــ بيكو عام 1916توضح أن أراضي عربية قد أغتصبت من الوطن العربي واخذت مساحتها تزداد سنة بعد أخرى، كما الحال في الاحواز وفلسطين والاسكندرونه والجزر العربية الثلاثة في الخليج العربي واراضي عراقية على الحدود الشرقية زأجزاء أخرى في مشرق الوطن العربي ومغربه .

وعلى الرغم من أن الوطن العربي كان يشهد بين آونه واخرى انتفاضات وثورات ضد الوجود الاستعماري وان حروبا كانت تقع في محاولات لاستعادة بعض الاراضي التي أغتصبت من أرض الوطن .. الا أن ذلك لم يتم ولم تكن نتائج هذه المحاولات في معظمها الا أنتكاسات أدت الى سلب أراضي عربية جديدة .. ولنأخذ ( فلسطين ) قضية العرب المركزية وما آلت اليه الحروب التي وقعت مع الكيان الصهيوني منذ بدء مؤامرة التقسيم وحتى الان :ــ

أولا : عام 1948 لم تمنع الحرب الشكلية التي خاضتها الحكومات العربية أقامة الكيان الصهيوني أرض فلسطين بدعم الامبريالية العالمية .

ثانيا : عام 1967 لم يكن حال الارض العربية في الخامس من حزيران عام 1967 بأحسن مما كانت عليه عام 1948 وانما كانت أسوأ منها بكثير عندما تمكن الكيان الصهيوني من أحتلال ( الضفة الغربية والجولان وسيناء وقطاع غزة ) كما فعل ذلك في عام 1956 .

ثالثا : عام 1973 على الرغم من ان معارك تشرين عام 1973 قد أثبتت وبشكل قاطع قدرة الجندي العربي على القتال واحراز النصر الا أنها لم تؤد الى تحرير الارض المغتصبة أو اجزاء منها .

وقد سببت هذه الانتكاسات وضعا نفسيا لدى المواطن العربي كاد أن يصل حد الانكسار النفسي الذي عمل المستعمرون والصهاينة والانظمة المستسلمة على تكريسه لفرض الاستسلام على العرب واجبارهم على الرضوخ لما يسمى بالامر الواقع والقبول بأغتصاب أراضيهم والتفاوض مع المغتصبين الصهاينة .

وكانت نتائج الحروب التي خاضها العرب ضد الكيان الصهيوني اطارا واسعا للحرب النفسية على الامة العربية اذ عملت أجهزة الاعلام الاستعمارية والصهيونية والرجعية والاستسلامية على اعتبار ( ان العرب لم يستطيعوا في تأريخهم الحديث استعادة أي جزء مغتصب من اراضيهم وانما كانت محاولاتهم تؤدي الى اقتطاع واغتصاب اجزاء اضافية ) ، وسيلة للنفاذ الى المواطن العربي والعمل على بث اليأس وروح الهزيمة والاستسلام لدى ابنائه .

القطر العراقي والاراضي العربية المغتصبة
موقف القطر العراقي من استرجاع الارض العربية المغتصبة في فلسطين وغيرها كان واضحا وينطلق من ايمان حزب البعث العربي الاشتراكي، بوحدة الامة العربية وقدسية أراضيها في أي اجزاء الوطن الكبير .. وكان عمل ثورة 17- 30 تموز على تكثيف الجهد القومي نحو تحقيق الهدف المركزي، استعادة الاراضي العربية المغتصبة ، يأخذ بنظر الاعتبار الواقع العربي الذي تعيشه الامة العربية وطبيعة الانظمة القائمة فيها .

وكانت سياسة ( الحد الادنى ) من الموقف العربي في مواجهة استسلام السادات وخيانته والعمل على تصعيد هذه السياسة للعمل العربي الجاد وعلى طريق التحرر.. كانت هذه السياسة تسير جنبا الى جنب مع ( العراق ) المقتدر ، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، على تأدية مهماته الوطنية والقومية داخل القطر والوطن العربي.

وبناء ( العراق المقتدر ) يعني اعطاء النموذج الثوري على العمل الجاد من أجل تحرير الارض العربية .. وهكذا كان تصدي ( ثورة تموز ) لاحتلال الفرس لاراض عراقية في عهود سابقة .

وجاء قرار قيادة الحزب والثورة في القطر العراقي ( بتحرير الاراضي التي اغتصبها الفرس واعادتها الى حضن الوطن العربي وحدوده الشرقية – القطر العراقي ) .

وكان قرار تحرير الارضي العراقية قرارا قوميا ينطق من حقيقة وحدة الارض العربية وأهمية استرجاع كل شبر مغتصب منها .

وكان النموذج الكبير للعراق المقتدر وبناء القوة العسكرية الضاربة حيث تم تنفيذ قرار التحرير من قبل القوات المسلحة بارادة قوية وكفاءة قتالية رائعة ، وتمكن القطر العراقي من تحرير الارض العراقية العزيزة في زين القوس وسيف سعد واراضي اخرى ، وعادت للوطن العربي اجزاء مغتصبة على طريق التحرير الشامل لكل الارض العربية .

فماذا يعني تحرير العراق لاراضيه من سيطرة الفرس ؟
سبق وان تمت الاشارة الى حال الامة العربية في التاريخ الحديث وكيفية اغتصاب اجزاء من اراضيها وعدم استطاعة العرب استرجاع هذه الاجزاء وان كانت مساحة الارض المغتصبة تتزايد بين فترة واخرى لاسباب لم تعد خافية على الجماهير ومنها الحكام العرب وعدم جدية البعض الاخر منهم في التوجه للتحرير وغير ذلك وبالتالي فأن أسباب الانتكاسات العربية تعود الى عدم توافر شروط النصر المتعارف عليها .

شروط النصر هذه هي :ــ
1- وجود القيادة المخلصة المقتدرة .

2- ايمان الجماهير وقواتها المسلحة بقدرة القيادة وعدالة القضية التي تقاتل من أجلها وما يعنيه ذلك من عزة الوطن وكرامته .

وبعد ثورة 17-30 تموز عام 1968 في القطر العراقي ، وتسلم حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة ، وجدت الجماهير العربية بثورة تموز نموذجا حيا في تحرير الاقتصاد تحريرا كاملا وبناء قوات مسلحة مقتدرة، وبالحفاظ على استقلالية متميزة في العالم .

ومما زاد في ثقة الجماهير العربية قدرة القيادة وفي مقدمتها شهيد العصر صدام حسين المجيد على احراز النصر في المعارك التي خاضتها ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية، مما جعل الجماهير تنظر الى العراق نظرة متميزة في عمله الجاد من أجل تحرير الاراضي العربية المغتصبة .

وجاء تحرير الاراضي العراقية في ( زين القوس وسيف سعد ) من السيطرة الفارسية الحاقدة . وقد كان قرار التحرير واحراز النصر تحولا نوعيا في حياة الامة العربية حيث كان يحمل معاني كبيرة منها :ـ

1- انتقال الامة العربية من حالة النكسات واغتصاب أجزاء من اراضيها الى حالة الانتصارات واسترجاع ما اغتصب من الوطن.

2- أن تحرير الارض العراقية يؤكد من جديد قدرة الامة العربية وقواتها المسلحة وجماهيرها على احراز النصر في حالة توافر القيادة المقتدرة والمخلصة والايمان بعدالة القضية وبعزة وكرامة الوطن .

3- انها كانت ضربة كبيرة لاعداء العرب وحربهم النفسية التي استهدفت ( من خلال تركيزها على الانتكاسات القومية ) جعل المواطن العربي انسانا منهزما وخاضعا للحلول التصفوية والاستسلامية .

أن تحرير العراق لاراضيه تميز بأنه كان معتمدا على الارادة الوطنية والقومية المستقلة البعيدة عن مراكز الاستقطاب الدولية حيث يندر في العالم ان ينهض بلد بمهة من هذا المستوى دون الخضوع الى مراكزوسياسة القوى الدولية الكبرى المتصارعة .

وبالتالي فأن تحرير العراق لاراضيه في ظل حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادة شهيد الحج الاكبر صدام حسين المجيد يضاعف المسؤولية التاريخية لحزبنا امام الامة ومستقبلها وذلك عن طريق تصعيد النضال القومي ضد المشاريع الاستسلامية على طريق التحرير الشامل للارض العربية، وحزبنا ثورته في القطر العراقي وتنظيماته القومية وجماهيره في الوطن الكبير قادرة على تحمل هذه المسؤولية وتحقيق الاهداف الكبرى للامة ..

والى أمام .