شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء أمتنا العربية .... يا أبناء شعبنا الجريح في سورية و العراق
مع حرب التجويع ألا أخلاقية و ألا إنسانية التي لم تعرف البشرية مثيلاً لها من قبل . و مع القصف الجوي الروسي و فضائع الميليشيات الطائفية الصفوية الحاقدة ، يأتي قرار مجلس الأمن الدولي و التواريخ التي حددها للمفاوضات و التي للآن لم تشي إلا بالوعود و الآمال الكاذبة وفق ترتيبات و مناورات الدولتين الكبيرين أمريكا و روسيا . وفق هذا يأتي استشراء العهر و الصلف الإيراني الفارسي إضافة إلى محاولتهم الخطيرة بالتطهير العرقي ضد العرب و التأسيس للاستيطان الصفوي . اليوم تتقاطع الاحتلالات مع التدخلات الأجنبية التي لم تعد تُعّد ولا تُحصى ؟! مع المخاطر الوجودية التي يتعرض لها شعبنا خاصة في سورية و العراق على يد الاحتلال الإيراني و ميليشياته الطائفية . لقد تصاعد فعلها الإجرامي ، و تعمل بدون هوادة على تفكيك و تفتيت النسيج الاجتماعي في سورية و العراق كما هو في لبنان من قبل و دور الحوثي في اليمن . لقد استماتت إيران و ميليشياتها لعمل خرق و تغيير حاسم لموازين القوى على الأرض للعبور إلى مرحلة تحلم بها إيران لإعادة تأهيل نظام البراميل الاسدي ولو على جزأ من سورية وفق ترتيبات سكانية و جغرافية تخدم بالنتيجة المشروع الإيراني الإسرائيلي بالمنطقة خاصة في سورية و العراق . و إدخال المنطقة في مرحلة احتراب طائفي و عرقي ( عبر الورقة الكردية ) لغرض تدمير الوجود العربي و فرض الهيمنة الإسرائيلية الإيرانية .

يا أبناء شعبنا العظيم ... نحن اليوم ندرك الصعوبة البالغة التي فرضت علينا ، كما ندرك حجم هذه المؤامرة الكونية التي أصبح نظام الأسد أداة صغيرة و تافهة بها لكننا اليوم أيضا نعاني بشكل خطير تبعثر الرؤيا العربية و افتقاد العدد من الدول العربية للبوصلة الوطنية و على الخصوص رؤية حقيقة الصراع و المخاطر المترتبة عليه ! إن تمسكنا بالهوية العربية كهوية جامعة إنسانية و حضارية ، بعد أن سقط التزييف الذي لحق بها عبر نظام البراميل الاسدي ، أصبح لزاما علينا جميعا بدون استثناء و على مصر دور استثنائي و خاص لمواجهة هذه المؤامرة على وجودنا كأمة ، لأن الساحة العربية تعجّ اليوم بالأصوليات المذهبية و الطائفية و العرقية . كما هو دور الميليشيات الطائفية في هدم الدولة و مؤسساتها لتصبح القوة الحاكمة بقوة السلاح . يجب التأكيد بأن الصراع هو صراع عربي بوجه المد و الهيمنة الفارسية و ما التغطية المذهبية الطائفية إلا وسيلة لتصدير الفتنة و تحويل الإسلام كدين إلى مذاهب و طوائف تتقاتل و فتح الأبواب على مصراعيها للاستيطان المذهبي و الفارسي .

لقد جرت محاولات مستميتة من اجل حرف الثورة عن مسارها و إلصاق تهم الإرهاب الباطلة وحدث هنا و هناك تشويش و سوء فهم لدى العديد من الأصدقاء لكن الوعي للمخاطر و الأهداف وراء هذه المحاولات الخبيثة قد دحضتها الحقائق الموضوعية على الأرض . كما ثبت من جهة أخرى البديهية التي لا تقبل النقاش وهي بدون تسليح الفصائل المعارضة من أبناء شعبنا السوري لا مجال لحل ! أي كان و مهما أصدروا من قرارات دولية و أممية ....

إن توازن القوى على الأرض يبقى الشرط الأساسي لأي حل و تزويد المعارضة السورية بأدوات القوى المطلوبة هو للدفاع عن النفس كحق إنساني و أخلاقي و قانوني من وضع حد للمجازر التي يتولاها النظام الاسدي و إيران على الأرض و تساعدهم روسيا و إسرائيل من الجو فالثورة السورية البطلة و المقاومة العراقية الباسلة قد كشفت و عرّت هذا الحلف العميق الإسرائيلي الإيراني و تابعهما الأمريكي من قبل و الروسي اليوم . بالرغم من الاختلاف أو التباين ما بين الأهداف الروسية و الإيرانية من جهة و التباين بين النظرة الإسرائيلية و الأمريكية الملحقة بها من جهة أخرى .

يا أبناء شعبنا الصامد على كل الجبهات .... إن البديهية التي يجب أن نحرص عليها و نراعها بحدقات عيوننا هي وحدة فصائل المعارضة على الأرض ، و هذا هو الرد العملي و النوعي على كل ما يحدث بالرغم من تباين الرؤى و الاختلاف أو تنوع المشارب . إننا أمام امتحان رهيب في هذه اللحظات التاريخية و الخطيرة في حياة ثورتنا و مستقبل امتنا . وحدة فصائلنا انتصار للوطنية السورية الصادقة ، كما إن قوتنا الحقيقية بدعم شعبنا و اعتمادنا على الله و على أنفسنا أولاً و آخراً . صحيح أن القوة التي نواجهها قوى عالمية و كبرى .... لكن قوة الله و دعم شعبنا بالحق أقوى من قوة الشر و الظلام و الطائفية الحاقدة .

يا أبناء شعبنا المجاهد ... إن مؤتمر الرياض قد أنجز خطوة تاريخية مهمة بوحدة المعارضة على المستوى السياسي في الخارج و لتكن وحدة فصائل المعارضة هدية هذا العام لشعبنا و استكمالاً لنتائج هذا المؤتمر ... لنؤجل كل ما يدعو إلى الخلاف بالرؤيا أو البرنامج إلى ما بعد التحرير .. شعبنا بالنهاية هو صاحب الحق و الحكم في اختيار النظام الذي يشاء . من اجل الوصول إلى حل عادل و مقبول لا يكون إلا بوحدة المعارضة لتكون قادرة للدفاع عن شعبنا أولاً و وضع حجر الأساس للحل السياسي المنشود . لا للحل الاستسلامي الذي تحاول إيران و روسيا فرضه لا و ألف لا للهيمنة الفارسية الصفوية الحاقدة على العروبة و الإسلام هذا ما تؤكده الحقائق على الأرض ، و هذا بالنسبة لشعبنا ضرورة و ليس خيار اخرجوا الأجانب من بلادنا و شعبنا السوري يقرر مصيره لنتدبر أمرنا بحكمة و عقلانية بدون أوهام و نتكل على الله و شعبنا و وحدتنا .

عاشت ثورة شعبنا ثورة الحرية و الكرامة ، عاشت سورية موحدة بأرضها و شعبها ، و ثورة حتى النصر

دمشق  ٢٠ / ١ / ٢٠١٦
شباب البعث القومي في سورية
 





الجمعة ١٢ ربيع الثاني ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شباب البعث القومي في سورية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة