شبكة ذي قار
عـاجـل










يصرح خامئني أن حرب الملالي في سوريا استمراراً لحربه ضد العراق ، وهي حرب الاسلام ضد الكفر ، هذا المعتوه الطائفي المجرم يكشف أن حرب ايران التي دامت ضد العراق ثماني سنوات كانت فارسية بامتياز ، وأن الدور العراقي كان دوراً دفاعياً عن أمنه الوطني وأمن أمته القومي ، ورغم الموقف الواضح من النظام الوطني العراقي آنذاك ، في فضح مواقف ملالي الفرس والتي كانت واضحة في شعارات تصدير الثورة ، والاصرار على الاستمرار في العدوان رغم قرارات مجلس الامن المطالبة بوقف اطلاق النار ، فإن الكثير من المواقف للأحزاب والتنظيمات التي تخندقت في الخندق الفارسي المجوسي لم تكن لا في مستوى المبادئ الوطنية والقومية ، ولا في مستوى المبادئ الماركسية ، التي جميعها تتقاطع مع نظام طائفي متخلف بكل المعايير الإنسانية، وبالنظر اليوم للصراع الدائر على الارض السورية ، فهذه الاحزاب والتنظيمات ذاتها التي تتماهى مع موقف نظام الملالي في طهران ، رغم وضوح الدور الايراني في العمل على استهداف الامن القومي العربي في أكثر من قطر عربي وفي المقدمة العراق وسوريا.

هل مواقف هذه الاحزاب والتنظيمات منسجمة مع الفكر الذي تدعي أنها تمثله ، أم أن المصالح ذاتها التي تحكم حركتها هي التي تقود وتهيمن على أصحاب القرار فيها ، وأن الفكر في واد والممارسة في واد آخر ، وإذا كانت كذلك فأي غباء يهيمن على أتباعها الذين باتوا رعاع لا يميزون بين الفكر والممارسة ، فإذا كنا مثلاً نفهم المواقف الخيانية لنظام حافظ أسد في سوريا بحكم انتمائه الطائفي ، فكيف نبرر لحركات سياسية تحمل السلاح في مواجهة الهجمة الصهيونية على أرض فلسطين، وهي تتغذى بالفكر اليساري ، وتدعي أنها قومجية تارة أخرى رغم مواقفها الخيانية منذ شعارات الخميني في تصدير الثورة ، مروراً بحفر الباطن وغزو بغداد واحتلالها وحتى اليوم .

فلننظر إلى الصراع الدائر في سوريا ، فأين تقف هذه التنظيمات ؟ ، إنها تصب في خندق ملالي الفرس ، وبات بوتن الرفيق الذين تتوجه هذه التنظيمات إلى كعبته التقدمية التي يمثلها ، فما الذي تختلف فيه روسيا عن امريكا ؟ ، وهل باتت روسيا وملالي الفرس يمثلان الممانعة والمقاومة في قتل الشعب السوري ، رغم تحالف بوتن مع نتنياهو المجرم الصهيوني في فلسطين المحتلة ، حلال عليهم في اللحاق بعربة بوتن نتنياهو وملالي الفرس ، وحرام عليهم أن يركبوا عربة تحرير الشعب السوري من بشار وعائلة الاسد .

الاحزاب والتنظيمات العربية القومجية منها واليسارية تخلت عن مبادئها ، وباتت تجتر الماضي الذي تتغنى به دون أن يكون في هذا الماضي التليد ما يسمن ويغني من جوع فكري وتجارب نضالية ، أوصلتها هذه المواقف إلى حافة الإنهيار حد التملق على موائد الأعداء الذين يتربصون بالامة ، وخير دليل على مواقف هؤلاء ما جرى في العراق بعد عملية الغزو والاحتلال ، ثم ما كان من مواقف لفصائل فلسطينية لحقت بعربة اوسلو دون حياء أو خجل ، وقد كانت جميعها ودون استثناء رغم مواقف البعض الخيانية في الاصطفاف مع ايران الفارسية ، تتلقى الدعم والمساندة من النظام الوطني العراقي .

كان للعراق قبل الغزو وبعده الدور الكبير في فضح هذه المواقف الخيانية ، فاصطفاف هذه الاحزاب والتنظيمات في الخندق الفارسي المجوسي أثناء العدوان الايراني كان فضيحة لهؤلاء ، ومواقف هؤلاء في حفر الباطن كانت خيانية بامتياز ، وبعد الغزو والاحتلال كانت هذه المواقف رخيصة جداً ، وحده العراق الذي استطاع فضح كل هذه المواقف أثناء العدوان الايراني لمدة ثماني سنوات ، وهو يصد الهجمة الفارسية عن الجبهة الشرقية للأمة ، أو في مقاومته الباسلة التي تصدت للامريكان وعملائهم فأجبرتهم على الرحيل ، وهاهي اليوم تتصدى للهجمة الفارسية المجوسية التي قدم فيها الامريكان العراق على طبق من ذهب ، نظير التحالف الفارسي المجوسي الامريكي الصهيوني .

العراق على الدوام هو القدر الذي غرف منه الجميع ، ورغم الحصار بقي القدر على سيرته الميمونة في الدعم والمساندة المادية والمعنوية ، لأنه كان صاحب نظرية قومية تقدمية ، يأبى أن لا تنسجم مواقفه مع مبادئه ، بعكس تجار الشعارات الذي يهرولون باتجاه من يدفع ، حتى لو على حساب الامة ، فالشعارات كانت للتضليل والخداع ، بدليل أن هؤلاء باتو على الهامش في الساحة رغم الزعيق الاعلامي ، وحده العراق قبل الغزو وبعده مازال صوته مدوياً ، يواجه أعداء الامة بصدور أبنائه وتضحيات مناضليه ، يعلن أن ليل الامة سينجلي ، وأن المناضلين سيقطفون ثمرة النصر ، وأن بغداد ستعود إلى سيرتها الاولى في القيادة والريادة ، فهذه هي امتنا لن تركع ، رغم ما تواجه من مؤامرات وخيانات ، خاصة من هؤلاء الذين يتمتمون بالعربية ، ولكنهم يجيدون التفكير والممارسة بالعبرية .

dr_fraijat45@yahoo.com





الخميس ١ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة