شبكة ذي قار
عـاجـل










بالرغم من كل ما فعلته أمريكا بالأمة العربية بصورة عامة والعراق بصورة خاصة .. لكننا !.. اصبحنا صاغرين .. نعم صاغرين ورضينا بالأمر الواقع ! وحين اقول هذا فهو ليس اجحافا بنا كعرب ، وإنما هو حقيقة لواقع مجرب من قبل حكام الشعب العربي منذ عام ( 1948 ) ولغاية احتلال العراق بالاحتلال ( الامريكي البريطاني الايراني ) عام ( 2003 ) وبقينا لا نحرك ساكنا وقد تطاولت اليوم بأفعالها وحماقاتها وباتت تذكي فينا روح التذمر واليأس والاستسلام فتهاوت بعد احتلال ( بغداد ) عروشنا وتفرق شملنا ورفعنا رايات الذل والخنوع في كل مكان ، وها نحن اليوم ننتظر وصول الطائرات والبوارج الحربية لحلف الناتو بتصريح أو بغير تصريح مما يسمى بمجلس الأمن الدولي لتدك معاقلنا نحن العرب كما فعلت في العراق لتبسط نفوذها وسطوتها على كل دولة من الدول العربية وكل مدينة وناحية وحي وزقاق من أرضنا .

وستعمل على تقسيم بلداننا كما تشاء وكما تريد ونحن ! نتفرج والأكثر من هذا منشغلين في مشاكلنا الداخلية المحصورة بين الاختلاف على بضع كيلومترات من حدود هذه الدولة او تلك ، او لاختلافات ايديولوجية بين الحكام العرب ، او بالنزاعات العرقية الطائفية ، او لاعتماد البعض من انظمة الامة على الدول الغربية لحماية امن نظامهم ناسين ان الدول العظمى ومهما تكن جنسيتها لا تفكر بالأمن القومي العربي ولا بأنظمته ومهما كانت العلاقات بقدر مصالحها الاستراتيجية .. او .. او الخ .. وبالتالي اصبحت امتنا العربية مهددة ووضعت لها خارطة جديدة لها من بعد مرور قرن على الخارطة المشئومة المعروفة لأمة العرب في معاهدة سايكس بيكوا عام ( 1916 ) على طاولة التقسيم والتجزئة الى دويلات ومحميات ونحن عن كل ذلك لاهيين وبصراعاتنا الداخلية منشغلين وعن مصير امتنا بعيدين !!، ولم لا وسلطاتنا ستتوسع ودولنا ستتعدد وما المانع في ذلك ؟! لأننا نحن الفائزين ! ألم يتفتت الاتحاد السوفييتي قبلنا وكذلك يوغسلافيا ؟ ونحن ! لسنا أقوى منهما ولا أرقى منهما ولا أكبر منهما .

نعم ستفعل وتفعل أمريكا بنا أكثر وأكثر من هذا لأنه وكما ندعي لا أحد يقوى على مقارعة آلتها الحربية ودروعها الحديدية ونسينا إن أرادة الشعوب أقوى وأشد ، وإن الصمود لا الاستسلام أشد فتكا من هذه الآلات الخرساء .

وعلينا أن نتدارك أمرنا اليوم قبل الغد للخلاص مما يدبر لنا في السر والعلن. ولنعلم إن من يقتل في العراق ومصر وتونس والسودان واليمن والبحرين هم أخوة تجز رقابهم بأيدينا بدفع من الغرب الذي لم يخسر لحد الآن رصاصة واحدة وبتنا نحن وحدنا وقود المؤامرة وحطبها وإلا ..!..

من سيحاسب أمريكا ويوقف غيها وتطاولها علينا نحن معشر العرب ؟ .

وهل نسينا أو تناسينا ما فعلته أمريكا قبل حين في العراق وكم من الآلاف الأبرياء قتلت وكم من الملايين شردت وكم من الأطفال يتمت ؟ .

هل تجرأ أحد منا على المطالبة بحق هؤلاء وبدماء هؤلاء أم أنهم لا يستحقون الحياة كباقي البشر ؟ .

ومن يستطيع اليوم أن يرفع صوته بوجه هذا الظلم الذي حاق وسيحيق بنا كل حين؟

يا قوم .. أعلموا أن أمريكا اليوم في أوج عظمتها والعظمة لله وحده وعنفوان نهضتها التي تبنى على أشلائنا فإن لم نتحرك ونتعاضد ونتكاتف ونتصارح فلن تقوم لنا بعد اليوم قٌائمة ولن نكون قادرين على مواجهة الطغيان الذي شتت جمعنا وفرق كلمتنا ومزق وحدتنا وحطم كبريائنا.وعلينا اليوم أن نعلم إن عزتنا ورفعتنا في الوقوف بوجه الزحف القادم نحونا من الغرب والشرق ، وإن لم يكن هناك من يقدر على محاسبة جبابرة العصر الجديد فلنكن نحن العرب من يفعل ذلك كما فعلنا في بريطانيا التي كانت في عز قدرتها ولقناها أشد الدروس ألما وحسرة ولنلقي نظرة على ماضينا لأنه مرآة مستقبلنا ومستقبل أجيالنا وعلينا أن ننطلق منه لنعيد ألقنا ومجدنا وسؤددنا قبل فوات الأوان.





الاحد ١١ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سجاد النعيمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة