وصلت مجموعة من الرسائل من اخوة حريصين على ديمومة المؤتمر القومي , وانا من ضمن الذين يحرص على ديمومة المؤتمر القومي , ومرد هذه الرسائل هي رسالتي للأخ العزيز ماجد الجميل والذي اعتز بحرارته وحرقته على عروبة العراق والمنطقة.

أذ كان الاحتجاج أن الفقرة السادسة بينت عن حرص المؤتمر على عروبة العراق ووحدته أرضاً وشعباً. .. إلى أخر السياق.

يعلم المؤتمر بأمانته العامة وعموم أعضاء المؤتمر الموقر أن دستور الاحتلال الذي فرض على العراق من قبل الاحتلال الأمريكي الإيراني , هو سعيهم لإخراج العراق من الوجود العربي . اذ ذكر في دستور الاحتلال المادة ( 7 ) الفقرة ( ب ) اذ نصت على أن : { العراق بلد متعدد القوميات والشعب العربي فيه جزء لا يتجزأ من الأمة العربية },أي أن العراق ليس بلداً عربياً ، وليس جزاءً من الوطن العربي ، ولكن السكان العرب في العراق فقط هم وحدهم جزء من الأمة العربية .

ان هذا القانون يسلخ عن العراق عروبته وانتماءه العربي بصورة مطلقة ، اذ لم يرد في جميع مواده وبنوده وخاصة في ديباجته أي ذكر على أن العراق هو جزء من الوطن العربي أو كلمة عرب أو عروبة سوى ما ذكرناه أعلاه .

والمكان الثاني الذي ورد فيه كلمة العرب هو في المادة التاسعة اذ نصت على أن اللغة العربية واللغة الكردية هما اللغتان الرسميتان في العراق وفيما عدا ذلك فتجد تجاهلاً كلياً لكلمة عرب أو عروبة ، أو أن العراق جزء من الوطن العربي وبذلك سلخ عن العراق عروبته وسلخ عن وطنه وأمته العربية .

ليست هفوة ولا لا مبالاة :
لم يكتب هذا الدستور لإثارة مشاعر وجس نبض الشارع العراقي , بل كان برنامج معد وسياق عمل عملت عليه قوى الاحتلال الأمريكي الإيراني طيلة ثلاثة عشر عام , من بدء الاحتلال ولغاية كتابة هذه السطور . فكان أول عمل قامت به أذرع إيران هو تحيد وتحجيم الوجود العربي في الجنوب والوسط وجعلهم في خانة الولاء الطائفي , واعتبار الطائفة هي الهوية , ثم العمل على تهميش ما تبقى من التكوين العربي من خلال هذا العنوان , فكانت عملية تغير التركيبة السكانية لما تبقى من الوجود العربي في العراق اسهل , بعد تحيد أكبر تكوين عربي في الوسط والجنوب, فشهد العراق أكبر موجات هجرة وصفها المراقبون بأنها أكبر من الهجرة التي حدثت للشعب الفلسطيني خلال عامي 1948 , وعام 1967, إذ قدرت عدد المهجرين للخارج بأربعة ملاين عربي عراقي ,ورافق هذه العملية طيلة أعوام الاحتلال عمليات قتل منهجية تجاوزت ثلاث ملاين عراقي بعموم القطر من شماله إلى وسطه وجنوبه . كما شهدت أعوام 2015 وعام 2016 , عملية تفريغ لعشرات المدن والقرى والقصبات من سكانها بحجة محاربة الإرهاب . لم يتوقف الأمر على منهجية القتل والتهجير لتغيير التكوين السكاني بل نال البعد الفكري والحضاري في العراق , فمعروف أن الحافظ للغة العربية هي معاهد تعليم القرآن والحديث , وقد نالت هاتين الركيزتين من تفجير وحرق لهذه المعاهد وكذلك دور الأوقاف والمساجد , وهناك مئات المفردات على محاربة الوجود العربي والهوية العربية مورست من قبل المليشيات الإيرانية على الساحة العراقية . لم نلمس من المؤتمر القومي إشارة وإدانة لهذه الممارسات طيلة كل هذه الأعوام , وأصبح العراق كم منسي ,لا يتجاوز ذكره من باب رفع الحرج , وأن ذكر العراق يذكر دون تشخيص لقوى الاحتلال ويتم العبور والتغاضي عن الدور الإيراني في الساحة العراقية .

من باب التذكير : أن المتابع لبعض ما قامت به إيران من خدمات سياسية لتثبيت الاحتلال الأمريكي نشير إلا بعض منها :

1 - فإيران هي أول دولة بعد أمريكا اعترفت بمجلس الحكم الذي شكله الاحتلال .
2 - وإيران هي أول من دعمت بعد أمريكا لأول حكومة لمجلس الحكم بعد الاحتلال للحاكم الأمريكي بريمر .
3 - وإيران كانت أول مساند لحكومة أياد علاوي بعد أمريكا .
4 - وإيران كانت أول مساند ا للانتخابات الأولى التي دعا لها المحتل الأمريكي .

5 - وإيران كانت أول من اعلنت عن مساندتها للدستور المسخ الذي يحوي بين طياته قنابل لتمزيق العراق .

6 - وإيران كانت الداعمة والمؤيدة وبدون تحفظ للانتخابات الثانية مما حدا بالمرشد الثورة الإسلامية علي خامئني يعلن في خطبة الجمعة خلال حملة الانتخابات العراقية الثانية من طهران عن تأييده ودعمه معتبراً عملية الانتخابات الثانية في العراق تحول مهم في العالم الإسلامي.

بليد في عالم السياسة من يعتقد أن إيران ملئت الفراغ بعد الانسحاب الجزيء لأمريكا من العراق , إذ بعد كشف المستور أصبح الاجتماع الثنائي الأمريكي الإيراني لتنصيب حكومة من حكومات الاحتلال من المسلمات على الساحة العراقية .

كل ذلك والمؤتمر القومي العرابي لم يشير بالإدانة لطبيعة لهذا التعاون على حساب الهوية العربية, وعقد المؤتمر عشرات الندوات لمختلف العناوين ولم نسمع بوجود محاضرة عن مخاطر الوجود الإيراني على الهوية العربية , ومخاطر التغيير السكاني من العرب والمؤسسات الحاضنة للثقافة العربية على الساحة العراقية .

نعم ذكر المؤتمر ببيانه الختامي حرص المؤتمر على عروبة العراق , ما هو تأثير هذه الكلمة هو تأثير محدود , ولكن لو كان المؤتمر خلال مسيرته وطيلة ثلاث عشر عام يدين ويفضح ويجرم التعاون الأمريكي الإيراني على الساحة العراقية , ومثلما يدين المؤتمر القومي الحركات الإرهابية كذلك يدين المليشيات الإيرانية . عند ذلك نقول نعم لا يزال المؤتمر القومي العربي حريص على ثوابت الهوية القومية العربية في العراق , إلا اني أخشى أن يأتي يوم يمنع به الحديث عن عروبة العراق كما نمنع من الحديث عن عروبة الأحواز العربية .

نص الرسالة الموجهة للأخ ماجد الجميل
عزيزي ماجد الجميل
تحية طيبة وسلام

كما وصل البيان الختامي للمؤتمر لي كذلك وصل اليك وللأخوة الأخرين
الحمد لله اني لم احضر المؤتمر ولم اكن بوق للمشروع الشعوبي الفارسي
البيان على عموم فقراته هو بيان يمثل وجهة نظر السياسة الإيرانية في المنطقة
ولكن استوقفتني الفقرة السادسة من البيان والتي اشارت إلى الشأن العراقي

على الرغم من الصياغة المحكمة للفقرة كي تبدوا ذات بعد سياسي ضد المحتل إلا أن المتبصر لها يجدها كارثة كمؤتمر قومي بخصوص الساحة العراقية

فطلب المؤتمر من القوى السياسية بالحل السياسي من خلال نبذ الانقسام المذهبي , أي لا توجد هناك قوى ضد الاحتلال الأمريكي ولا مقاومة وطنية ضد العملية السياسية المسخ بل هي دعوة للحوار وكأن العراق لم يحتل ولا زال تحت الاحتلال , وفي طيات هذه الفقرة اقرار بالعملية السياسة التي هندسها ورتبها الطرف الأمريكي والإيراني, وتجاهل المؤتمر أن حكومة العبادي هي الحكومة الخامسة للمحتل , وغض الطرف عن وجود قوات لأكثر من ستين دولة أجنبية وهي تقتل بعرب العراق.

وبما أن مصلحة إيران ديمومة العملية السياسية بادرة المؤتمر لحل الكارثة العراقية بنبذ الانقسام المذهبي.
فالمشكلة كما يراها المؤتمر هي بوجود هذا الانقسام المذهبي وليس بوجود الاحتلال .
والمشكلة كما يراها المؤتمر هي بوجود هذا الانقسام المذهبي , وليس بوجود حكومات فاسدة وعميلة للمشروع الإيراني الأمريكي.
وليس بسبب التعاون الإيراني لتثبيت المحتل الأمريكي على الساحة العراقية.
وليست المشكلة بسبب المليشيات الإيرانية التي تعبث بالعراق.