شبكة ذي قار
عـاجـل










والسؤال الذي يطرح نفسه الم يكن للأنظمة السياسية القومية العربية أخطاء وهفوات وسلبيات رافقت مسيرتها لعشرات الأعوام وللحقيقة نقول نعم ويمكن ان نوضح ذلك بما يأتي :

1 - ان من ضرورات نجاح ثورات الشعوب وديمومتها فرض سلطات مركزية من اجل استمرارية الثورة والمحافظة عليها من الضياع وزيادة قوتها لمواجهة التيارات والفئات المناوئه التى ترى في الأنظمة السياسية القومية نهاية لأحلامها ومخططاتها التآمرية فكانت تتحين الفرص للأنقضاض على مسيرة الثورة ومنجزاتها وقد يكون التفكير في كيفية المحافظة على مسيرة الثورة سببا مشروعا في ايام الثورة الأولى ولكن ان يستمر هذا الوضع اكثر من عشرة اعوام فذلكقد يكون تسلط وتجني على الآخرين من وجهة نظري ومن الأفضل ان تخفف القيود وتسمع الآراء الأخرى برحابة صدر ومسؤولية واعداد انتخابات برلمانية تشارك فيها حتى المعارضةوعلى الشعب ان يختار من يمثله من قوى الثورة او المعارضة

2 - تدني مستوى قبول الجماهير العربية للفكر القومي وظهرت محاور اقليمية حلت محل مشاريع العمل العربي المشترك بسبب فشل بعض النظم السياسية ذات التوجهات القومية عن تحقيق وعودها للجماهير في عدد من اقطار الوطن العربي وظهور تيارات حزبية قطرية ومذهبيه استغلت الدين للوصول الى نبض الجماهير ساعدتها قوى اقليمية ودولية للوصول الى السلطة لا حبا فيها ولكنها جاءت لتنفذ اجندات هذه الدول وتحقق مصالحها على حساب مصلحة الشعب العربي في الأقطار العربية.

3 - أهمال مؤسسات المجتمع المدني والتوجهات الديمقراطية والرأي الآخر خلق حالة من العزلة لبعض الأنظمة السياسية القومية وأصاب الأحباط غالبية مناصريهم فأنحسرت المشاركة الجماهيرية ووزعت المناصب على الآقارب والمحسوبين وبقي عامة الشعب منعزلا عن اي مشاركة سياسية او وظيفية فأستغل الأعداء هذا التنافر فصبوا جام غضبهم على السياسات القوميةبدعم من اجندات اقليمية ودولية حاقده على كل ماهو عربي

4 - الأنشقاقات الأحزاب مصر والعراق وسوريا والجزائر والسودان ومصر والمغرب واليمن والتنافس على السلطة أضعف الجميع وقاد الى التناحر بين ابناء الحزب الواحد فأختلفت النيات وتناحرت الخنادق وضعفت القيم وتضاربت القرارات السياسية فأنهارت جماهيريتها وسقطت أنظمتها وخارت قواعدها واختلفت توجهاتها

5 - فشل المشاريع الوحدوية العربية في سوريا ومصر والعراق واليمن سواءا بسبب التآمر عليها من اعداء الأمة العربية او بسبب حب بعض القيادات للسلطة والجاه والتفرد بالقرارات وحب السيطرة

6 - فقدان الناصرية لبريقها بعد انتكاسة 1967 واحتلال العدو الصهيوني لمساحات واسعة من الأرض العربية وأستنزاف امكانيات الثورة في حروب اخرى مع اعداء العروبة التقليديين وأشتداد التأمر على الثورة وعلى الرئيس عبدالناصر بشكل خاص*

7 - الخلافات العربية العربية والحروب العربية العربية والتناقض الواضح بين الأحزاب والقوى السياسية القومية وتضارب مصالحها وأستمرارصراعاتها وفشل جميع مؤتمرات القمة العربية ومساعيها الحميدة الرامية للم الشمل العربي و توحيد جهود الأمة العربية الأقتصادية والسياسية فأنهارت بذلك النفوس وعظم الشعور بالأحباط لأي توجهات تهدف الى ردع الصدع العربي وأحياء مفاهيم العروبة من جديد فأقتحم الأعداء الحدود على مصراعيها ففتحت الأبواب لتدخلات وتجاذبات سياسية اقليمية ودولية زادت من الأحتقان وشجعت على الفرقة وألهبت نيران التناحر بين ابناء القطر الواحد وأضعفت التوجهات الوطنية وأهلكت الأحساس بالعروبة وزرعت حالة اليأس في النفس العربية لتعجيزالأيدلوجية القومية وأظهارفشل أحزابهاومفكريهاومفاهيمها حتى أمسى التفكيربوحدة الأمة ونهضتها ضربا من الخيال لا يمكن تحقيقه مطلقا بعد ان اصبح الوطن العربي دويلات تتنازع فيما بينها وأنظمة سياسية معزولة عن جماهيرها وقوى تتصارع فيما بينها على الأرض العربية وميليشيات متنوعة المنابع والأرتباطات تقاتل على الأرض العربية بدوافع اقليمية ودينية ومذهبية وبين قوى وطنية وقومية اخرى هُمِشت وأفلت جهودها بسبب ابعادها عن اي مشهد سياسي وطني او قومي يعارض توجهات الدول الأقليمية ورغبتها بالسيطرة والأستحواذ على القراروالفكر والتوجه القومي

8 - قصور بعض الأنظمة السياسية القومية العربية في معالجة مشاكل الأقليات
فيها شجع الدول الأقليمية والدولية المعادية للعرب على استغلال هذه الظاهرة للنيل من الأنظمة السياسية القائمة وأظهارها بأنها لا تحترم حقوق الأنسان ولا تعطي لهذه الأقليات الفرص المناسبة للعيش الرغيد اسوة بالديمقراطيات الغربية ومن ثم تهيئة الأجواء المناسبة لطرح مشاكل الأقليات على المستوى الأممي والدفع بأتجاه التخندق الطائفي والقومي والأثني الذي يضعف الأنتماء الوطني ويقود الى الأنفصال والتقسيم الذي يكون مؤيدا من الدول الكبرى و ذريعة للتدخل المباشرفي شؤوننا الداخلية .

ومع كل ما تقدم ورغم مرارة وألم الأحداث وثقلها ونتائجها وبعد التغيير الذي حصل في اغلب الأقطار العربية وانتكاس واضح للنظم السياسية القومية العربية وظهور احزاب قطرية ومذهبية اختزلت التوجه القومي بالقطري والقطري بالطائفي والوطني بالمذهبي فأنتشر القتل على الهوية وتعددت خنادق القتال في الوطن الواحد وانهار الأقتصاد وخارت الجهود وأرتهنت المواقف ونزحت الملايين دون ان تجد من يوفر لها الملاذ الآمن وبعد ان ضاعت كل فرص الحياة وسط الضياع العام للزمان والمكان والأمكانيات يمكن القول ان الفكرالقومي العربي اليوم اكثر من اي وقت مضى ضرورة وحاجة وطنية وقومية لا بد من سيادتها وسموّها لمواجهة التحديات والأخطارولابد من مراجعة شاملة للمسيرة النضالية للأحزاب القومية لمعالجة جميع المشاكل التي تواجه الأمة العربية وأقطارها من تردي وضعف وتشرذم وحروب مستمرة وتشويش للقيم والأفكار وفساد للنفوس وأنتشار الوجع الأنساني واساءة واضحة للمعايير والنظم السياسية وانهيار اقتصادي وأجتماعي وسياسي وامني وضياع للأمكانيات وشيوع المفاهيم القطرية والمذهبية والطائفية التي غارت بالجسد العربي وأنهكت قواه وفتحت ابوابه على مصراعيها للقوى الأقليمية والدولية لتزيد ولتقوي طعناتها بين أضلعه لتصفية حساباتها وأثبات وجودها وتحقيق مصالحها على الأرض العربية وهذا يتطلب ليس طي صفحة الماضي ولكن بالأدراك الواضح والفهم العميق للواقع السياسي العربي ودراسة دقيقة للمتغيرات السياسية لنتجاوز ما واجهناه من محن وقلق على المستقبل وخوف على الأجيال اللاحقة ووضع نهاية للويلات التي أكتوينا بها فلابد من البحث عن قراءة جديدة للواقع وتصحيح الخطايا والأخطاء وتقييم المبادىء والبرامج والأهداف وتمحيصها وانتخاب القيادات المثالية والمقتدرة القادرة على الأبداع الفكري والسلوك الوطني القويم والتأكيد على الهوية العربية للاقطار العربية للوصول الى ما هو افضل لأقامة الدولة العربية الواحدة ذات سيادة قومية ورئاسة منتخبة وبرلمان يمثل كافة الأطياف تخضع السلطة التنفيذية لرقابته وانفتاح على الأخرين وتوسيع المشاركة الجماهيرية في القرار السياسي والتداول السلمي للسلطة والتأكيد على اشاعة روح المفاهيم القومية والأخوة والتضامن العربي من جديدوتعضيد هذه التوجهات اعلاميا ووثائقيا على ان تتوجه الأحزاب بخطاب فكري متنوريدعم توجهات القوى الوطنية والقومية في ايجاد ميثاق قومييأخذ بنظر الأعتبار الأهداف والمباديء والشعارات القومية لترجمتها الى عمل سياسي وتنظيم الجهود لتتحمل القوى المنضوية تحت ظل الميثاق المسؤولية التأريخية وترتيب جهودها وتوحيد مساعيها لنعود كما كنا امة واحدة وشعب عربي واحد وتوجهات واضحه ورؤى هادفة لمسيرة شاملة لتطلعاتنا ومستقبل أجيالنا حتى ننهض من جديد.





الاحد ٨ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة