الشعب الثائر في بغداد اجتاح قبل اسبوعين المنطقة الخضراء ودخل البرلمان بعد هرب رئيسه واعضائه،ومن وقع من البرلمانيين بايدي الثوار "باس الارجل وتوسل وتبرأ من حزبه و برلمانه وحكومته! " كي يفرج عنه ،وامس 21 / 5 دخلوا مبنى الحكومة ومكتب العبادي رغم فتح نيران حية وغازات مسيلة للدموع و خانقة من قبل ( الفرقة الذهبية وسرايا الخراساني والعصائب وباوامر مباشرة من سليماني ) والتي ادت الى سقوط شهداء وجرحى بحدود المائة؟! وثوار المدن الاخرى في البصرة وبابل والقادسية ( الديوانية ) والمثنى ( السماوة ) وواسط ( الكوت ) وذي قار ( الناصرية ) وميسان ( العمارة ) وكربلاء والنجف،احاطوا بمباني المحافظات لاقتحامها واستطاع البعض اسقاط مجالس اكثر من محافظة ،ومزق المتظاهرون وداسوا على صور خميني وخامئني ،واحرقوا العلم الايراني مرددين " آني العراقي آني ..خل يطلع الايراني! آني العراقي آني..خل يسمع سليماني " و" ايران برة برة ؟!!" و " باسم الدين باكونه الحرامية"!الشعب المنتفض وثورته المتصاعدة لن ترضى الا بالتغيير الشامل للعملية السياسية وكنس بقاياها ولن ينخدعوا بالوعود المعسولة والاستجابة لبعض المطالب! ولم تثن الثائرون التفجيرات والتفخيخات الغادرة التي حصدت عشرات الارواح في ابرز مدن بغداد الشعبية ( الثورة والحرية والشعب والشعلة وحتى الكاظمية وغيرها ) ولم يرهبهم نزول عناصر ميليشيا ( السرايا والعصائب ) المدججين بالسلاح الى الشوارع والتهديدات بالملاحقة والتصفيات!فالوضع المتأزم في تصاعد ينبىء بسبب "عدم ابالية المتسلطين والمنتفعين وتجاهلهم للشعب واسترخاصهم لدماء الابرياء "بالانفجار بعد انفلات الامور وخروجها عن السيطرة وبما يسرُع من الاطاحة بالعملية السياسية رغم اتكائها على الدعم الامريكي والمساندة الايرانية واستخدام القوة المفرطة فضلاً عن بطش وعنف المليشيات المرتبطة بها ،فالمعاناة اتسعت بفقدان الامان والاستقرار والخدمات الاساسية،واستمرار جريان الدم العراقي،وتزايد اعداد المعتقلين والمظلومين ،وبلوغ معدلات الفقر والبطالة وانتشار الامية والتخلف ارقاماً مخيفة ، وفساد المتسلطين وسرقاتهم وفضائحهم اصبحت مفضوحة بشكل مقزز، وها هي خزينة العراق الثري وصاحب الثروة النفطية الهائلة مفلسة !والاقتصاد العراقي مرتهن ومربوط بقروض البنك الدولي لاستمرارعمليات النهب، فلم تكفهم سرقة اكثر من 800 مليار دولار من اموال الشعب التي اضحت عقارات و حسابات خاصة باسماء المتنفذين في السلطة وعوائلهم والقريبين منهم ، كما ان ثلاثة اضعاف ارض العراق خارج سيطرة الحكومة ،وان الحرب على الارهاب لم تحقق تحرير اي مدينة ،ولعل الفلوجة البطلة التي لقنًت المحتل الامريكي درساً ،وكان بأس رجالها المقاومين احد العوامل الاساسية في هزيمة الامريكان واجبارهم على الانسحاب ، هذه المدينة رغم القصف اليومي وتدميرها بالكامل وتشريد اهلها .. مازالت عصية على قوات العبادي والمليشيات المرتبطة وفيلق سليماني ، اذ ما زالت بعض قصباتها واحيائها تقاوم ببسالة منذ اكثر من سنة يعجز معها المهاجمون المدعومون بغطاء جوي من تحقيق اي تقدم يتناسب وحجم القوات المهاجمة؟!

 ان استمرار التظاهرات وتكرار اقتحامات الثوار العزُل لمعاقل السلطة في المنطقة الخضراء والمطالبة بطرد المحتل الايراني وعدم الخشية من بطش وغدر الحرس وفيلق سليماني ..لايعني تجاوز عقدة الخوف والرهبة من المتسلطين ومن اسيادهم الامريكان والايرانيين حسب وانما سقوط هالة وقدسية المتسلطين من" اهل العمائم والمدس" المسيسين وانكشاف حقيقتهم المضللة رغم ما احاطوها من بدع واباطيل ظنوا انها ستنطلي طويلاً على هذا الشعب! فقد تعرٌوا تماماً وعرف زيفهم وفسوقهم ودجلهم واساءاتهم للدين الحنيف وخيانتهم للبلاد ولشعبهم ،فلا احترام ولاطاعة لاوامر "الولي الفقيه" ولا لتنظيرات وفتاوى مراجع قم ومشهد ومن شابههم ووالاهم في العراق! فقد صبر شعبنا طويلاً وتحًمل ما لا يمكن تحمًله حتى بلغ السيل الزبى وانفضحت حقيقة هؤلاء المتسلطين ،افندية وعمائم، فالغشاوة المغلفة بالايمان والديانة الزائفة قد انقشعت وماعادت دار السيد مأمونة؟!!.