شبكة ذي قار
عـاجـل










ثلاث عشرة سنة عجاف مرت على العراق وهو يئن بين مطرقة العدو من الشرق وسندان عدو من الغرب. وكلا العدوين سواء. فالمطرقة لا تشتغل الا مع السندان والسندان هو الآخر لا يعمل الا بمطرقة؛ وهكذا راح العدوّان يطرقان الهدف من اجل تشظية شعب واحد موحد وتقطيع اوصاله ومن ثم رسم خطوط ملونة لتحديد كل شظية من تلك الشظايا. ورغم كل تلك المطارق المتمثلة بالعمليات الإرهابية لضرب الشعب واسكات صرخاته المطالبة بطرد المحتل المجوسي، ما زال صوت الحق ينادي اننا شعب عراقي واحد، وليس فينا من يتقبل فتنة السني والشيعي او الكردي والعربي والتركماني واليزيدي والصابئي والآثوري والكلداني، الخ. جسد واحد وقلب واحد وصرخة واحدة. مما جعل المحتل يفقد توازنه عند سماعه صرخات الحق وجعلته يفقد صوابه ويزيد من عملياته الإرهابية مستهدفاَ أهلنا في غرب العراق واثارة حفيظتهم ضد أهلنا في باقي ارجاء الوطن من ناحية، ومن ناحية ثانية راح يضرب أهلنا في بغداد مستفزاً إياهم لاشعال ضغينتهم ضد أهلنا في الغرب وفي كل مكان. والحال ذاته ينطبق على عملياته في أماكن أخرى من الوطن الجريح لتأجيج الفتنة بين العرب والاكراد.

ان الخسائر التي تكبدتها إيران في سورية، والخسائر التي لحقت بداعش في الأنبار ( وإيران وداعش هما المطرقة والسندان ) جعلتهما يزيدان من عملياتهما الإرهابية في عراقنا الحبيب لغرض تشتيت الانتباه عن ما لحق بهما من خسائر، وللضغط على الشعب الصامد بل لإسكاته عن المطالبة بطرد الخونة المجرمين خارج الحدود.

يقول جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الأميركي في مقابلة مع ديفيد إجناسيوس من مجلة واشنطن بوست بتاريخ 10 مايو 2016، ان الولايات المتحدة مجبرة على تبني طرق متعددة للقضاء على داعش وان اسهل هذه الطرق صعب وشائك. وقد أوضح ان داعش بدأت تفقد السيطرة على كثير من الأراضي التي احتلتها، وانهم قتلوا العديد منهم... وانهم مقدمون على تحرير الموصل الا ان ذلك سيستغرق وقتاَ طويلا وسيكلف كثيراً. كما انه لا يرى ذلك ممكنا في عهد الإدارة الاميركية الحالية.

على الرغم من ان هذا التصريح كان مفاجئاً وغير متوقع، الا انه يعبر عن حقيقة واقعة. لقد اطلقت إدارة أوباما العنان لحزب الدعوة وكافة القوى الموالية لإيران وعصاباتهم لان يعبثوا بالبلد وان يسمحوا للإيرانيين بالتغلغل الشامل في مفاصل الدولة، وفسح المجال امام الخونة المجرمين من التلاعب بمقدرات الشعب والتصرف بإمكانياته المادية كيفما يشاؤون خصوصا بعد ان انسحبت القوات الأميركية من العراق في 2011. وصار الاعتماد على المليشيات المرتبطة بإيران بقيادة هادي العامري وعرابه قاسم سليماني لان تلعب دورا كبيراً في تعذيب الشعب وترهيبه وقتله.

من المعلوم ان الاميركان قد أرسلوا مؤخراً قوات عسكرية يقدر عددها بـ ( 4,500 ) عسكري. الا انه لم يلاحظ أي تحرك عسكري حقيقي على ارض الواقع. ترى اين اختفت تلك القوات الأميركية؟ وما هي مهمتها الحقيقية؟ وكم هو تعدادها الحقيقي؟

ما يسمى بالجيش العراقي مؤلف من افراد ينتمون الى مجموعات سياسية وطائفة دينية إضافة الى المليشيات العميلة. الانتماء الى الجيش لا ينم عن الرغبة في خدمة العمل والدفاع عن حياض الوطن، بل لتلبية نداء العملاء المطالب بزرع الفتن والقيام بعمليات إرهابية ضد الشعب، والدليل على ذلك ما جرى في الانبار وصلاح الدين وديالى. كما ان الانخراط في الجيش يعني الرواتب والسرقات المنظمة. فكلما زاد تعداد الوحدات العسكرية، زاد معها مدخول الآمرين والقادة نتيجة الابتزاز وصرف الرواتب لأسماء وهمية. ومما زاد في هذا النوع من السرقات انخفاض سعر النفط وافلاس خزينة الدولة. ترى هل تستطيع مثل هذه القوات تحرير الموصل او القضاء على داعش المنتشرة في أراضي واسعة في الجبهة الغربية من العراق؟

نستطيع القول انه من الصعب ربح المعركة ضد داعش لأسباب عديدة منها تدهور العملية السياسية والانشقاق الذي حصل بين الأطراف من الداخل، مما يصعب توحيد الجهود والقدرات والمصادر تحت راية واحدة. والسبب الثاني هو انهيار الاقتصاد الوطني نتيجة الفساد المستشري في كافة مفاصل الدولة، وعدم وجود القائد الفذ القادر على لم الشتات والسير الى الامام. وبالتالي نخلص الى القول ان الحثالة المتمسكة بالسلطة من المجرمين والفاسدين خونة الأمانة وعملاء إيران هي العدو الحقيقي للوطن والشعب مثله مثلهم السندان الذي تضرب عليه المطرقة.

لن تستطيع اية دولة، حتى اميركا نفسها، ان تغير من مجريات الامر في العراق وما من عصا سحرية لتصحيح الأوضاع والوصول بالبلد الى بر الامان. لا بد للشعب ان يختار القيادة السياسية الحكيمة القادرة على رأب الصدع، وتخليصنا من المحتلين والمجوس والخروج بنا من هذا النفق المظلم المليء بالحشرات والصراصير. وما من قيادة قادرة على ذلك الى قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي.

دمتم للنضال ولرسالة امتنا المجد والخلود!

imadmugheer@hotmail.com





الثلاثاء ١٧ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم مغير نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة