شبكة ذي قار
عـاجـل










قطاع غزة بقعة جغرافية صغيرة مكتظة بالسكان ، فنسبة الكثافة السكانية فيها تفوق أي نسبة كثافة في أي بقعة من العالم ، ومنذ احتلال القطاع من قبل الكيان الصهيوني في الخامس من حزيران ، وهو يعاني من شتى صنوف العدوان المدني والعسكري ، فالحصارعدوان ، ومنع المواطنين من حقوقهم المدنية ، كحقهم في العيش بأمن وسلام دون ماء أو كهرباء أو فرص عمل ...الخ هو عدوان ، والجرائم الصهيونية العسكرية التي باتت شبه يومي هي عدوان صارخ على المواطنين ، وحقهم المشروع في الحياة ، وبين كل فترة وأخرى يتم شن حرب عدوانية بربرية تدمر فيها "اسرائيل" كل ما تقع عليه آلياتها العسكرية ، وطائراتها الحربية أمام مرأى العالم وسمعه ، حتى العرب والمسلمون ممن يتنافخون بالممانعة والمقاومة لا يحركون ساكناً لوقف بربرية العدوان الصهيوني ، ومساندة أبناء القطاع الذين يتلقون الصواريخ في صدورهم .

ما من جريمة حدثت في هذا العصر ، وحتى في العصور التي خلت ، قد حدث فيها جريمة بمستوى جريمة اغتصاب فلسطين ، وبدعم ومساندة قوى الاستكبار والعدوان العالمي ، الاستعمار قديمه وحديثه ، وما من دولة تجرأ أن تضع اصبعها في العين الصهيوني لمواجهته في العدوان المستمر على عموم فلسطين وقطاع غزة تحديدا ، بحكم الهيمنة الصهيونية ، وخوفاً وممالأة للامبريالية الامريكية ، فالعالم بات امبريالياً صهيونياً ، وكل الذين يتنافخون في شعارات الممانعة والمقاومة من دول الاقليم بشكل خاص هم عملاء للطرفين من تحت الطاولة ، يبيحون لأنفسهم التعاون الاقتصادي والعسكري مع هذا الكيان لتحقيق أهدافهم العدوانية ، سواء على شعوبهم أو على الجيران ، وما الشعارات التي يتبجحون برفعها إلا لذر الرماد في العيون ، أو لتسويق أنفسهم ، وخاصة عند ذوي العقول النتنة الرخيصة التي تباع وتشترى بدولارات صفراء.

القطاع يعاني من أساسيات الحياة على الارض ، بلا خدمات ، لا ماء ولا كهرباء ولا فرص عمل، وحتى أبسط مقومات العيش ، يبحثون عنها في كل زاوية من زوايا القطاع الضيقة ، التي لم تعد قادرة على تحمل وطأة البشر المثقلة أجسامهم بكل متاعب الحياة ، والعدوان الصهيوني مستمر في غيه ودون هواده ، يريد سحق الروح الفلسطينية وتدميرها ، لأنه يعيش هاجس الخوف من أن فلسطين ليست أرضاً بلا شعب تعطى لشعب بلا أرض كما أرادت الصهيونية تسويق اغتصابها.

نفرح عندما يأتي هذا الطرف أو ذاك لفتح كوة صغيرة في جدار الحصار القاتل الظالم ، وننسى أن الحصار عدوان ولا يجوز التعامل معه إلا بزواله ، وتحقيق الحرية الكاملة لابناء فلسطين في الحياة الحرة الكريمة على وطن لهم ، هم أهله وأصحابه منذ الاف السنين ، والكيان الصهيوني مجرد وجوده على الارض هو عدوان ، ولابد من اجتثاث هذا الوجود ، ولن يكون ذلك الا بتعزيز روح المقاومة ، ودعم أبناء فلسطين في عموم الارض الفلسطينية لمقاومة الاغتصاب لوطنهم واحتلال ارضهم .

رغم الحصار الظالم والحرمان الجائر ، والاصطفاف العالمي ضد فلسطين وابنائها ، فإن ليل الاحتلال وايام الاغتصاب زائلة ، فما ضاع حق وراءه مطالب ، والفلسطينيون على أرض فلسطين وفي عموم مراكز الشتات متمسكون بحقهم في العودة ، وكنس الاحتلال ، فكل الاحتلالات في هذا العالم قد إنتهت إلى زوال رغم بطشها وعدوانيتها وجرائمها ، ولكن النصر في نهاية المطاف هي للشعوب التواقة إلى الحرية ، والفلسطينيون ليسوا أقل من شعوب العالم في التضحية ، لا بل هم أكثر من قدم التضحيات في سبيل الدفاع عن أرضهم وممتلكاتهم .

العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة يستصرخ كل الاحرار في هذا العالم ، للوقوف مع الفلسطينيين لردع الاحتلال ، ووقف النزيف اليومي لابناء القطاع ، الذين يفتقرون لابسط مقومات الحياة ، ويستطيع الافراد والتنظيمات والحركات السياسية والمهنية أن تقدم الكثير على هذا الطريق ، ولابد من استنهاظ الهمم ، وشحذ العقول لعمليات المواجهة السلمية في كل أنحاء العالم لتجريد الكيان الصهيوني من عدوانيته ، فهذا الكيان يتباهى بأنه قوة عاتية ، وهو مدجج بالسلاح الذي يأتيه من كل حدب وصوب ، وفي مثل هذه الحالة ، فالمقاومة بكل أنواعها ضده حق مشروع ، يجب مساندتها بكل ما تحتاج إليه دون منة من أحد ، ولا من أجل كسب المواقف ، وتسجيل النقاط ، حتى يشعر هذا الكيان الغاصب أنه يجد من يقف في وجه عدوانه من جهة ، وحتى يمكن تجريده من آلته العسكرية التي يعتمد فيها على وجوده من جهة أخرى .

dr_fraijat45@yahoo.com





الثلاثاء ٣٠ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة