شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً : إن ما يجري في العرق من فوضى لم تكن وليدة هذه الظروف الاستثنائية فقط بل هي مُخَططْ مدبر ومدروس يشترك فيه أعداء البعث والعروبة يُتَمِمْ بعضهم البعض الآخر من قبل الإمبريالية والصهيونية والصفوية الذين جاؤوا على الدبابة الأمريكية ليغذوهم بروح أعجمية وطائفية مقيتة، وجعلوا من الفوضى غطاءً يخفون مقاصدهم الدنيئة ورائها ويضمرون حقدهم الأسود وعدوانهم الأهوج على إبناء العراق لإخراجه من محيطه العربي وعلى البعث الذي يمثل طليعة الأمة العربية ورافع راية الرسالة الخالدة، ومما يؤكد صحة ذلك إن قادة العملية السياسية العميلة هم من الفوضيين الشعوبيين المتنفذين الحقيقيين في السلطة الذين ترتبط جذورهم بمؤسسيها عبر التاريخ في قم وطهران لتلتقي مع الأحزاب الإسلامية بكل أشكالها ولا حرج أن تلتقي مع الشيوعية المحلية التي فشلت في بيئتها ومحيطها التي نشأت وترعرعت فيه ولهم دور كبير مع الشعوبية الفوضية والطائفية حيث تلتقي مصالحهم التخريبية مع تلك الأحزاب البعيدة كل البعد عن الواقع العربي والإسلامي... بعيدة كل البعد عن المبادئ والقيم النبيلة... وارتبطت بأجندات وقيم خارجية شاذة التقت مصالحهم مع مفاسدهم...! فهؤلاء لا يريدون للعروبة والإسلام الارتقاء إلى مستوى مسؤولية الأمة كل هؤلاء هم من الحاقدين على العروبة والمحاربين للبعث العربي الاشتراكي ولوحدة الأمة العربية وآمالها في العراق.

أثبت هؤلاء السياسيين الذين تتمثل فيهم دناءة الشعوبية الفوضوية والطائفية منذ الغزو الإمبريالي الصهيوني الصفوي للعراق ( عام 2003م ) وتكالبهم بكل أشكالهم وألوانهم ومعتقداتهم ليثبتوا كلياً أنهم امتداد لتلك الحركات الشعوبية الهدامة التي ابتلى بها الشعب العربي والعراق على وجه الخصوص منذ فجر دولة الرسالة العربية الإسلامية الأولى وإلى يومنا هذا، ولم تختلف أو تتغير مواقفهم الدنيئة عبر التاريخ سواءً في قضية الاسكندرونة... وفلسطين... وعربستان... أو في جزر الخليج العربي...! عن مواقفهم الدنيئة وغدرهم في دعم الغزو الإمبريالي الغادر على العراق صاحب المواقف القومية والإنسانية المشهودة والمعروفة لدى الأعداء قبل الأصدقاء، لم تتغير مواقفهم العدوانية وتآمرهم العلني على كل حركات التحرر العربية بسبب ذلك الحقد على كل ما هو عربي أو يمت للعروبة والإسلام بصلة.

هؤلاء يمثلون ثلة دنيئة في خُلقها وأخلاقها جاؤوا على الدبابة الأمريكية... أثبتوا كرههم للعرب والعروبة ووقفوا بكل خسة وعار ضد أماني وأهداف الأمة العربية وعزها ومجدها

( 1 )

وكرامتـها... وعنـدما نسـتعيد شـيء من التاريخ نجـد أن هؤلاء الأنجاس كثيـراً ما التقت
مصالحهم مع المصالح الاستعمارية في كل من ( العراق ــ وسوريا ) على حد سواء يقودهم أعداء أمة العرب من الأعاجم والصهاينة وأدلاء الخيانة المجرمين.

وتصدوا لكل مواقف العراق العربية والإسلامية التي يسعى إلى أن تعلوا وتزهوا هذه الأمة بأمجادها وقيمها النبيلة والإنسانية، إن هؤلاء كانوا ولا يزالون ألد أعداء الأمة فاصطفوا مع امتداداتهم الشعوبية وتصدوا لها وأوقفوا تقدمها وبرزوا بمواقفهم الدنيئة في حياكة حبائل المكر والغدر ضد الأمة العربية...! وما العدوان الذي قاده الشعوبي عبد الكريم قاسم وانحرف بالثورة عن مسارها الوطني والعربي... ثم تصدى واغتال الكثير من رجال البعث والوطنيين وأجج الطائفية ضد العروبة المتمثلة في حزب البعث العربي الاشتراكي باعتباره طليعة الأمة العربية ومنير دربها.

ورفع هؤلاء الأقزام أصواتهم الضالة كما هم اليوم لتطفوا على الساحة العراقية فرفعوا شعاراتهم البائسة واليائسة ضد البعث العربي لأنهم يعتبرون كل عربي عدواً لهم وهذه هي أساس دعوة الشعوبية التي تمثلت في خلق المنافقين الذين وصفهم الجليل ( جل جلاله ) بقوله : {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}. المنافقون 4

لذلك فهم يَتَهِمُونْ البعث ويَهْتِفُونْ ضِدَهُ...؟ إنهم يَتَهِمُونْ البعث والبعثيين على مواقفهم الوطنية النضالية والجهادية والقومية والإسلامية والإنسانية... وحقيقة أمرهم قد انكشفت من خلال تصريحات ( أبو مسيلمة الكذاب نوري المالكي ) وآخرها تصريح جديد للنائب ( فايق الشيخ ) خلال مهزلة مقتدى الصدر واقتحام البرلمان الذي قال عن سنة المالكي ومعهم الأكراد : ( هذولي جماعة معاوية سكوتيه ) نستنتج من ذلك :

إنها ( كلمة حق يراد بها باطل ) مع قناعتنا أن العملية كلها باطلة ولكن نريد أن نحلل ما قاله على أساس الواقعية السياسية القائم على أنهم يريدون إلغاء المحاصصة والطائفية وهذا كذباً وبهتاناً وما لا يعقله عاقل، كيف يمكن للعاقل أن يصدق أن المجرم الطائفي كاظم الصيادي وحاكم الزاملي هم دعاة ذلك...؟ فأرادوا من خلال هذا الادعاء إخراج سنة المالكي بهذه الطريقة من الحكومة وجلب أشخاص آخرين متأسلمين ومستسلمين لمنهج وعقيدة نوري المالكي وفكره الإجرامي أمثال مشعان واللويزي وغيرهم.... فاستخدموا مقتدى الصدر وأركبوه على موجة الاعتصامات لتفويت الفرصة على الجماهير المنتفضة ويسيء إلى دورها الوطني كما أساؤوا إلى دعوة معاوية ( رضي الله عنه ) وإلى سيدنا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) حيث ذكر أبن العربي في عواصمه : ( قال موسى بن عيس بن أبي حاج أبو عمران الفاسي أحد ( الأعلام ) ، قال عنه حاتم بن محمد : وكان من أحفظ الناس وأعلمهم وكان قد حفظ حديث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) والمَعْرِفَة بمعانيه،

وكان الكثير من العلماء انتقدوا رواية التحكيم ورووا خلافها في كتبهم، فقد أخرج الدر قطني بسنده إلى ( حضين بن المنذر ) ( هو تابعي ثقة ) أنه جاء فضرب فسطاط ( معاوية )

( 2 )

فبـلــغ نبأه ( معاوية ) ( رضي الله عنه ) ، فأرســل إليـه فقال إنه بلغنـي عن هذا ( عمرو بن العاص ) الذي بلغني عنه فأتيه فقلت : أخبرني عن الأمر الذي وليت أنت وأبو موسى كيف صنعتما فيه؟ قد قال الناس في ذلك ما قالوا...قال والله ما كان الأمر على ما قالوا...! ولكن قلت لأبي موسى ما ترى في هذا الأمر؟ قال : أرى أنه من النفر الذين توفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو راضٍ عنهم، قلت : فأين تجعلني أنا ومعاوية فقال إن يستعين بكما ففيكما معونة، وإن يستغن عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكما ) ( 1 ) .

وذكر أبن عثم في الفتوح : ( وليس من شك في أن أمر الخلاف الذي رأى الحكمان رده إلى أهل الشورى ليس إلا أمر الخلاف بين علي ومعاوية ( رضي الله عنهما ) حول قتلة عثمان ( رضي الله عنهم ) ، وهو ما أطبقت على ذكره المصادر الإسلامية، أما الخلاف حول الخلافة فلم ينشأ عندئذ، ولم يكن معاوية مدعياً للخلافة، ولا منكراً حق علي رضي الله عنه فيها ) ( 2 ) .

وقال ابن العربي أيضاً : أن معاوية كان ( ممتنعا عن البيعة وعن تنفيذ أوامره في الشام، حيث كان متغلباً عليها بحكم الواقع لا بحكم القانون بعد عزله مستفيداً من طاعة الناس له بعد أن بقي والياً فيها زهاء عشرين سنة، ومن العلماء الذين انتقدوا الرواية الشائعة عن التحكيم القاضي أبوبكر العربي بقوله : وقد تحكم الناس في التحكيم فقالوا فيه ما لا يرضاه الله، وإذا لاحظتموه بعين المروءة دون الديانة رأيتم سخافة حمل على من سطرها في الكتب في الأكثر عدم الدين وفي الأقل جهل متين ) ( 3 ) .

رحم الله الشاعر معروف الرصافي القائل :
ولا تغترر إن قيل عصر تمدن ( ديمقراطية ) فإن الذي قالوه من أكذب الكذب
ويتسأل محمد رضا الشبيبي :
متى نحن نحيا أو تموت سياسة لها كـل يوم مظهر متلـــون
خـداع وكـذب وافتراء وقســـوة وظلــم أهذا العالم المتمـدن؟ ( 4 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابن العربي كتاب العواصم، ص178.
(2) أنظر أبن عثم : الفتوح، ج3، ص94 والجويني : لمع الأدلة، ص115، وابن مزاحم : وقعة صفين، ص97، وابن كثير : البداية والنهاية ج6، ص254.
(3) المصدر السابق، العواصم ص172.
(4) تاريخ حضرة العراق، ج 13، ص300.
 





الخميس ٩ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجدي المحامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة