شبكة ذي قار
عـاجـل










ثانياً : تعد الشعوبية اليوم عدتها للعدوان والنيل من مدينة الرماح نينوى الباسلة وتحاول بخبث دنيء لإضعاف دور العروبة والفكر العربي المتأصل في جذورها لكسر شوكة العروبة لا قدر الله لهم ذلك... بالأمس القريب من تاريخنا المعاصر أقدم المجرم الدكتاتور عبد الكريم قاسم على أرسال الشعوبية إلى الموصل من خلال عدد كبير من أنصار حزب توده الإيراني يقودهم رئيس ونائب مؤسسة ( أنصار السلام الشعوبية العالمية ) لإقامة مهرجان في احدى المناسبات الشعوبية في نينوى واستفزاز أهالي المدينة ليحصلوا على الفرصة المواتية التي سينتقمون بها من أبناء المدينة ليس لشيء إلا لكونهم من العرب الأصلاء...! وارتكب هذا المجرم أخزاه الله مجزرته الرهيبة التي لا تغيب عن ذاكرة العراقيين الشرفاء وأهل الموصل على وجه الخصوص وكان ضحية هذه المجزرة مئات الأشخاص من أبناء العروبة في نينوى الحدباء الذين ذُبحوا كما تذبح الشاة في منطقة الدملماجة وفي شوارع مدينة الموصل وسحلت تلك الجثث بالحبال وعلقت حفصة العمري على أعمدة الكهرباء بأبشع الصور التي يندى لها جبين الإنسانية والقيم والأخلاق ولم تكتفي الشعوبية المجرمة بالمجازر التي ارتكبتها بحق المواطنين من سكان الموصل من قتل وحرق ونهب وتهجير، بل وجهت سهامها المسمومة الى مدينة ( كركوك ) أيضاً لأسباب كانت سياسية كون سكانها لم يستجيبوا لمفاسد الشعوبية واستهتارها واعمالها اللاأخلاقية ومحاولتها لاستمالتهم الى جانبها ضد إخوانهم عرب العراق فدبرت لهم مجزرة كبيرة وقتل عدد كبير من أبنائها ومُثِلَ بالبعض منهم حتى شطروا امرأة إلى نصفين بعد أن رُبطَتْ بسيارتين متعاكستي الاتجاه ودَفَنَ الشعوبيين من سكانها ما يقارب الخمسين شخصاً وضعوهم في بئر ودفنوهم أحياء وارتكبوا الكثير من المجازر في مدن العراق.

وإيمان من أبناء البعث والعروبة الغيارى تمكنوا من التصدي لهذا الشعوبي الغادر جراء خيانته لثورة 14 تموز 1958م والانحراف بها عن مسارها الوطني والقومي بعد أن عقد اتفاقيته المشؤومة مع البريطانيين بشرط أن لا يسمح : بعودة حزب البعث العربي الاشتراكي...! ولا بعودة رشيد عالي الكيلاني...! وأن لا يقوم بتأميم الشركات النفطية الاحتكارية...! مقابل بقائه كرئيس للجمهورية. * ولدعمه المباشر للفصائل الشــــعوبية ضد

( 1 )

الأمة العربية... لذلك عمد هذا المجرم المقبور إلى إعدام الكثير من أبطال العروبة واحرارها الشرفاء في أم الطبول.

وهذا هو ديدن الحكومة البريطانية حيث انتقد السفير البريطاني نضال العرب من أجل الاستقلال بقوله : ( ان الحكومة البريطانية لا تثق بوزارة يرأسها آنذاك رشيد عالي الكيلاني وعلى العراق أن يختار أحد حلين : أما الاحتفاظ برشيد عالي رئيساً للحكومة وأما الاحتفاظ بصداقة بريطانية العظمى ) **.

وهكذا تكالب العدوان الإمبريالي على العراق عام ( 2003م ) واغتالوا قيادات العراق وقرروا اجتثاث حزب البعث وحذره واستولوا ونهبوا على كل منابع النفط في العراق. وبفضل الله سبحانه وتعالى الذي مكن شباب البعث العربي الاشتراكي الابطال ليثوروا في صبيحة 14 رمضان 1963م ليردوا لهم الصاع بصاعين وجعلوا من الشعوبيين أخسأ الخاسئين وأدنى.

وهكذا تعد الشعوبية اليوم عدتها للانتقام من أبناء نينوى وتُجهز وتدعم الحشد الصفوي السائب الذي جاء بفتوى المرجعية الصفوية التي يقودها علي السيستاني ليثأروا للمهجرين من سكان تلعفر وأطرافها من الطائفين الذين أججوا فتنة الطائفية في نينوى بمساندة ودعم مباشر من سريا السلام التابعة لمقتدى الصدر.

ويحاول الشعوبيين الصفويين مرة أخرى في تازة والبشيرية وداقوق والطوز من زرع الفتنة الطائفية في مدينة التآخي ( محافظة التأميم ) من الذين رضوا أن يرتموا في أحضان إيران وغيرها ليحصلوا على ما يريدونه من خلال السيطرة على مدينة التأخي وتغير ديمغرافيتها لأسباب طائفية وقومية... فالعراق الذي قال عنه عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أرض السواد يبقى موحداً ولا توزع من أرضه شيء...! سيبقى موحداً.

نسو وتناسوا قدرة الباري عز وجل عندما أوحى إلى سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) أن لا دعوا على أهل العراق فإني وضعت كنوز علمي ورحمتي فيهم...! وهذا تكريم رباني لا أحد يستطيع انتزاعه عنهم.

نسوا وتناسوا انطلاق الفتوحات الإسلامية وفتح بيت المقدس كانت من العراق وقيام أمام وخطيب المسجد الأقصى بتسليم مفتاح بيت المقدس إلى القائد شهيد الحج الأكبر صدام حسين ( رحمة الله عليه ) وهذا تاريخ لا أحد يستطيع أن يسجل مثله أو ينتزعه منهم...!

العراق الذي احتضن كل سفن الأرض العدوانية وهو يحتضر وتحمل كل ضيم الحياة بكتمان ولهيب يستعر ورغم كل المحن والأعداء يصولون ويجولون سيبقى العراق الصابر الأشم موحداً وهنيئاً للمقاومة العراقية للقيادة العليا لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني بقيادة الرفيق القائد المجاهد شيخ الجهاد والمجاهدين عزت إبراهيم ( حفظه الله ورعاه ) من طرد قوات الغزو الإمبريالي وهنيئاً لسيادته وهو يقود أبناء العراق الشرفاء إلى التحريـــر الناجز

بإذن الله وتطهير ترابه من دنس المجرمين وحفظ كرامة أبناء العراق والأمة...

( 2 )

ولا أحد يستطيع أن يفعل مثل ذلك ولا أن يغير شيء من ذلك.
هنيئاً لكل قائد وطني سطر في تاريخ مسيرته وأراد الوصول بالعراق والعراقيين والأمة إلى علا المجد والعز.
العراق رمح الله في الأرض ورمح الله لن ينكسر... وسيتصدى أبنائه للتيارات الشعوبية الصفوية واستئصالها حيثما تواجدت في عراق الكرامة.
{.... وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} الشعراء 227

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( * ) محاضرة القاها د. علاء الحربي، الجامعة المستنصرية
( ** ) تاريخ حضارة العراق ج13 ص259.
 





الجمعة ١٠ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجدي المحامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة