شبكة ذي قار
عـاجـل










بما أننا نتعرض لعدوان هجمي وعنجهية غادرة بزعامة الامبريالية والصهيونية والصفوية من اغتيالات واعتقالات وتهجير وانتهاك لكل الحقوق التي خصها الله لعباده ليكونوا خلفاء الله على الأرض، ومع كل ذلك كان ولا يزال صبر البعثين وإيمانهم أعظم وأشد على الأعداء من كل الظلم والحيف الذي أصابهم ، وكلنا نتعلم ونستنير بتوجيهات الرفيق القائد المجاهد عزت إبراهيم ( أعزه الله وحماه ) الذي يعلمنا ويوصينا ويحذرنا من الكذب الغدر والخيانة ويحذرنا من ( ذنب الاعتراف أمام الله ) أمام جلاوزة التحقيق عند الاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية للحكومة العميلة، ومن الإيمان أن يحتسب ( المعتقل ) أمره إلى الله ويصبر حتى يفتح الله عليه وينجيه من يد الطغاة العملاء ، والكل اطلع على ظروف اعتقال الرفاق سواء عند اعتقالهم لدى قوات الغزو والعدوان أو لدى الأجهزة الأمنية للحكومة العميلة والصفوية وعلى الجميع أن يكون حَذِراً في موضوع الإجابة على اسئلة المحقق ويتعلم كيف يدافع عن نفسه ويصبر على ما يتعرض لوسائل وبشاعة التعذيب حتى أصبح للجميع معرفة بكل وسائل التحقيق والابتزاز والتعذيب إلا إن ما نراه اليوم من رفاقنا هو الإدلاء بالمعلومات والاسترسال بكل شيء دون النظر إلى عواقب الأمور التي ستنعكس سلباً على رفاقهم سواء ممن كانوا خارج أو داخل المعتقل ومنهم في نفس الزنزانات معذبين وكل من يعترف يجب أن يعلم بأن مسؤول عن اعترافاته أمام الله الذي لا تخفى عنه خافية.

وما علينا إلا أن نقتفي أثر الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وصحابته الكرام ( رضي الله عنهم وأرضاهم ) وما تعرضوا من أذى وتعذيب وصبروا ولنا في عمار بن ياسر وبلال الحبشي ( رضي الله عنهما ) أسوة حسنة. وكل اعتراف يُدْلَى به لا يقل خطورة عما يسمى ( بالغــدر ) ولم يكن هناك أغدر وأعظم خيانة من خيانة الخائن عبد الباقي السعدون الذي خان الله ورسوله والقائد وكل الرفاق الذين أوقعهم في حبل خيانته وغدره وهم يعيشون في دهاليز السجون والزنزانات وما أصاب أطفالهم وعوائلهم من ترويع وانتهاك وأوقع بهؤلاء الرفاق الذين احتضنوه ورعوه وحافظوا عليه طيلة الأعوام الماضية وما جزاء هذا الغادر الخائن إلا ما جاء بقول الجليل ( جل جلاله ) : {...... فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85 لذلك سنبين فيما يلي بعض ما أعد الله للغادرين ونعوذ بالله من الغدر والخيانة ومن موجبات الأمور علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى ونحمده على ما أنعم علينا من فضله أن قَمَصَ الله سبحانه وتعالى قائدنا المجاهد المؤمن بالله عزت ابراهيم ( حماه الله وأعزه ) بقميص الإمارة والرئاسة ليبعدنا عن كل الشبهات ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ونبتعد عنها ونسير خلفه على المنهج الإيماني وسنة الرســول الكـريم سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فدعا إلى وحدة الشعب والمقاومة الوطنية ونبذ الخلافات والطائفية البغيضة ورص الصفوف ضد العدوان الإمبريالي الصهيوني الصفوي وهو بحق أميناً على المبادئ يحب شعبه ويسعى إلى خيرهم وعزهم وكرامتهم من خلال تحرير العراق من دنس الكفر كله والشرك كله... فهو ابن شعبه الذي يعرفه حق المعرفة يَعْرِفهُ بإيمانه وإخلاصه جعله الله قائد وأمره شعبه كونه الخليفة الشرعي للقائد الخالد شهيد الحج الأكبر صدام حسين ( رحمة الله عليه ) ، لقـــد أعـد الله تبارك وتعالـــى للمؤمنين الصادقين المرابطين والاوفياء لعقيدتهم ودينهم ومبادئهم أجـراً عظيــماً فزين للناس حب الشــهوات من النسـاء والبنين والقناطيـر المقنـطـرة من الذهب والفضـة

( 1 )

والخيل المسومة والانعام والحرث كل ذلك كان لهم في الحياة الدنيا ولكن أي أجر أعظم مما أعد لهم في الحياة الآخرة الباقية الأبدية.

قال الله تعالى : {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} آل عمران15

ومع هذا فإن الجليل ( جل جلاله ) قد جعل في الاخرة عقوبة للغادرين ولواء يشتهرون به ويفتضحون على رؤوس الخلائق جزاء صنيعهم وغدرهم وخيانتهم وعدم وفائهم لذلك حذرنا نبينا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) من ذلك في الحديث الشريف عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء فقيل : هذه غدرة "فلان بن فلان" ) . رواه مسلم لذلك كانت عقوبة أليمة للغادرين يوم القيامة وتكون لهم علامة تميزهم ويشتهرون بها بين الناس وكان العرب ينصبون الألوية في الأسواق المكتظة بالناس ليشهدوا غدرة الغادر وفي رواية أخرى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ) ولا غادر أعظم غدراً من غدر أمير عامة. رواه مسلم

واللواء هو الراية العظيمة التي يمسكها صاحب الجيش ويتبعه الناس، والمراد أنها علامة يعرف بها الغادر يوم القيامة ويفتضح بها، والغدر محرم أشد التحريم لا سيما من صاحب الولاية العامة أو من الجند الحارسين للوطن، لأن الغدر مثل هؤلاء يتعدى ضررهم إلى مساحة عريضة من الناس وقد ذكر العلماء لهذا الحديث احتمالين :

أحدهما : وهو نهي الإمام أن يغدر أو من يقوم مقامه أو مع غيره ولا يغدر في الأمانة التي يقوم عليها، ويحافظ على أهله، فمن خانهم فقد غدر بعهده.

الثاني : أن يكون المراد نهي الرعية عن الغدر بالإمام فلا يَشُقوا عليه عصا الطاعة ولا يعترضوا لما يخاف حصول فتنة بسببه وإذا كان الإمام النووي رجح الاحتمال الأول، فإن الأمرين معاً لهما من الأهمية ما يجدر بكل مسلم استرعاه ( الله تعالى ) رعيته أو قام على أمر من الأمور، أو وكل إليه عمل من الأعمال أن يكون حارساً أميناً على هذا العمل وألا يخــون ولا يغــدر ولا يفــــرط من الحقــوق ولا يُمَكِنْ الغادرين والخـــونة والمســـتهترين والمشاغبين والعابثين، وأن يسهر ويحافظ هو ومن معه على حماية الذمار وصيانة الحقوق والوفاء بالعهود. وقد حذر الإسلام من الغدر والغلول والتمثيل وقتل الصبيان والولدان عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا أقر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً ثم قال : اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً. رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا بعث جيوشه قال : اخرجوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع ) رواه أحمد وأبو يعلي الطبراني في الكبير والأوسط ألا أنه قال فيه : ( ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخاً ) .

وحذر الاسلام من نقض العهد وإخفاء الذمة والخيانة حتى لا يستشري الفساد، عن أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لكل لواء يوم القيامة ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم من أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل من صرف ولا عدل ) . رواه الطبراني في الأوسط وابو يعلي.

ما يستنبط من الحديث :
• تحذير الإسلام من الغدر أو نقض العهد أو من الخيانة.
• للغادرين الذين لا يوفون بالعهود ولا يقومون بحق الأمانات عقوبتهم في الآخرة والتشهير بهم يوم
الحساب.

( 2 )

• حرص الإســـلام على الأمن والاسـتـقرار والوفاء بالعهـــد وأداء الأمانات وصيانة الحــــرمات بين
المسلمين وفي سائر معاملاتهم وعلاقاتهم.

فالحياة منحة من الله تبارك وتعالى اعطاها الانسان وهي أغلي ما تكون عند الانسان ليقوم برسالة الله على الارض ويؤدي رسالته في الحياة ايمانا وعملا وعبادة الخالـق الرزاق المحي المميت الذي بيده ملكوت السموات والارض وهو على كل شيء قدير. وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : في خطبة الوداع ( إن دمائكم واموالكم واعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت الله فاشهد، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) . قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره ) . رواه الترمذي

قال الله عز وجل ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : أولها : ( رجل اعطى بي ثم غدر... ) رواه البخاري
لا تُقـْدِمْ عَلى قول الباطل ولا تصبر على كتمان الحق
والحمد لله رب العالمي والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وللمزيد أنظر : الأمن في الاسلام د. أحمد عمر هاشم ( ص9– 12 ) .
 





الاثنين ٢٠ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجدي المحامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة