شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً الإسراء ٨١


كل يوم نلتقي في مدينة النجف المقدسة عاصمة الخلافة الإسلامية على عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام وكرم الله وجهه ) وما عزز استمرار لقاءاتنا مع بعض الأصدقاء تطابق الرؤى في مواقفنا الوطنية فكلنا ميل إلى العروبة التي حملت الإسلام منذ فجر الرسالة الإسلامية ولم تتقاطع وجهات نظرنا في ذلك ... !! مع أننا ننتقد دائماً المظاهر الطائفية التي كانت تتغطى بغطاء هذه المرجعية أو تلك المرجعية أو تلك الأفكار المتطرفة التي تحاول أن لا تقول إلا شيءً مقيتاً عدوانياً يفرق وحدة الشعب ... لكن سلطة الدولة والقانون المفروضة والمُحَكَمةَ التطبيق من قبل نظام الحكم الوطني قبل غزو عام 2003م الذي كان يكتم أنفاس هؤلاء الفوضويين والطائفيين من الظهور.

وعندما بدأت حرب الخليج الأولى عام 1991م وقيام أحداث ما يسمى بالانتفاضة ( الشعبانية ) صفحة الغدر والخيانة كان في حينها المواطنين بين المؤيد والرافض لها ... أيدها البعض من السذج من أصحاب النفوس الضعيفة والثقافة المتدنية بسبب انصياعهم إلى ما يمليه عليهم المعمم تحت مسمى طاعة المرجعية أو ( حكم المذهب ) ... ورفضها الكثير من الوطنيين وأصحاب المبادئ بسبب سوء تصرف وسلوك وإجرامية هؤلاء الأشخاص الذين تصدروا المشهد وقيادته وفرضوا أنفسهم على المجتمع لقيادة تلك الزمر الفوضوية الضالة عن طريق الحق، وكان أغلبهم ممن لا دور لهم ولا موقف ولا حضور في الوسط الاجتماعي بل عليهم الكثير من المؤشرات السلبية والانتقادات الاجتماعية لما ارتكبوه من جرائم قتل داخل مرقدي الإمامين ( عليهما السلام ) في كربلاء المقدسة.

حينها شعرنا بخيبة أمل كبيرة خاصة عندما قامت إيران بإرسال المواد الغذائية لدعم الشعب العراقي عندما كان العراق مفروضاً عليه الحصار الأمريكي الجائر وتخفي أسفلها أسلحة لغرض زعزعت الأمن الداخلي منها ما تم القبض عليه ومنها ما وصلت إلى أيادي تلك الثلة المجرمة الخبيثة من أصحاب النفوس الضعيفة التي لا تمتلك الشعور بالمسؤولية ولا تمت بالوطنية أو العروبة والإسلام بصلة فحدث ما حدث من جرائم ومصائب يندى لها جبين الإنسانية التي لم يعرفها الشعب العراقي من قبل ... فقتلت الكثير من أبناء العراق بطرق وحشية متعطشة للإجرام لم تعرف إلا عند الفرس الصفويين فقط وسَرقتْ وخَرَبَتْ ممتلكات الدولة وغدروا بالجيش العراقي الباسل بطعنة في الظهر عندما انسـحب من الكويت بسبب القرارات

( 1 )

الامريكية الجائرة التي فرضت على المنظمات الأممية الدولية، كانت أشبه بطعنة الغادر المجرم فيروز عندما طعن الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) .

وكطعنة ( عبد الرحمن بن ملجم ) الذي غدر بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

المؤامرات والدسائس الطائفية :
إن مساوئ الأحداث ومجرياتها ترتكب على أسس طائفية مقيتة من قتل وتخريب ودمار وتهجير هيئة الأمور لهؤلاء الذين تغطوا بغطاء الدين تحت عباءة الإسلام السياسي المعمم وفرض سيطرة المليشيات الصفوية وعمت العراق فوضى خلاقة حتى غاب أبناء نينوى عن أبناء البصرة وأبناء النجف عن صلاح الدين والقادسية عن أربيل وديالى عن المثنى وغاب أبناء محافظات العراق بعضهم عن البعض ... بعد أن كانت تجمعهم المحبة والأخوة وصلة القُربى، ليتصدر الفرس الصفويين وأذنابهم من العملاء والخونة وأدلاء الخيانة المشهد السياسي ويستولوا على كل شيء في العراق الذي كان عصياً على الأعداء حتى أتصف الإيرانيين الصفويين بصفة ( المهاجرين ) ليعيثوا في أرض العراق فساداً وخراباً حتى فرضوا النجفي والكربلائي والبابلي والبصري من أبناء العراق ( أنصاراً ) لهؤلاء الفرس الصفويين تحت أوامر وتوجيهات مرجعيات ولاية الفقيه الغير مرحب بها في بلادنا الرافدين ... !

في حين أن معاملاتهم سيئة مع العراقيين الذين يذهبون لزيارة مرقد الإمام الرضا ( عليه السلام ) كانت مهينة لا تعبر عن صدق نواياهم تجاه العراق وشعبه ولا يستحقون هذا الوصف والتقدير ولكن الأمر لدى المرجعية.

كنا نبدأ لقائنا في كل مرة بالمقولة الشهيرة التي يعاتب بها أحد أبناء الفرات الأوسط أبناء عمومته الذين توقفوا عن مقاومة الغزو الأمريكي بسبب عدم اصدار فتوى الجهاد بقوله :
بسك ما كفاك النوم يا شعلان يا الـطولك منارة وصوتك آذان

يقصد ذلك العربي البطل الشيخ ( شعلان أبو الجون ) لذلك من الحق أن نقول ونكرر لكل أبناء عمومتنا في العراق كله وحيث ما اعتلى قول الحق وشهر سيفه بوجه الظلم والباطل ...

ألم يأن الأوان ... ! للاكتفاء من طول النوم والسكوت عما تفرضه أوامر مرجعية ولاية الفقيه في قم وطهران والمرجعيات التي تهادنت مع العدوانيين بعد أن بدأ الفساد من خلالها عندما استلم السيد علي السيستاني ( مائتي مليون دولار ) من حاكم العراق المدني الأمريكي مقابل التوقف عن اصدار فتوى جهاد ( الحق على الباطل ) ضد القوات الغازية وشجعت الآخرين على الاختلاس والسرقة ... !

ألم يأن الأوان ... ! للتصدي لهذه المرجعية التي قطعت أوصال الرحم العراقي عند إصدار فتوى الجهاد الكفائي التي لم تعتبر أو تهتم لدماء أبنائنا الذين استجابوا لتلك الفتوى الطائفية ... !

ألم يأن الأوان ... ! لِلَمْ شمل أبناء العراق والتصدي لهؤلاء الفوضويون والطائفيون الخونة ... !

العجب كل العجب على ما جرى ويجري تحت مسمى الإصلاح ومحاربة الفساد ... ! والعجب كل العجب لمن يدعي أنه يمثل أبناء العراق ... !

( 2 )

الذي يمسي في العراق ويصبح في لبنان ليستلم أوامر وتوجيهات إيران خامنئي ويستلمها من قائد ميليشيا حزب اللات ... !

ليستلم ثمن ركوب موجة انتفاضة الشعب وينحرف بها عن مسارها الثوري الحقيقي ويمتص غضب الشارع العراقي الذي اقترب من الوصول لسحق رؤوس هؤلاء السياسيين تحت أقدامهم ... !

والعجب كل العجب لمن أدخل أتباعه الى ( ما يسمى بالبرلمان العراقي ) الذي لا يمثل إلا نفسه ومصالحه كي يفقد شرعية المتظاهرين ويفسد ما جاؤوا من أجله ... !

ثم يعلن بأنه سيعتكف لمدة شهرين عن السياسة والسياسيين وفي اليوم التالي تعلن وسائل الإعلام عن وصوله إلى إيران بدعوى من جده الأكبر خامنئي ويستلم الأوامر بعدم المساس بالعملية السياسية التي تمثل خط أحمر ... !

وفعله هذا يدل على أنه مريض { ... وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ... } النور61 والجميع يعلم بأن مقتدى الصدر سبق وأن حصل على تقرير طبي ( أصلي غير مزور ) يصنفه منغولي من الدرجة ( السـ7ـابعة ) ... !

ونقول بكل شفافية لا أحد يشك في عراقيته ومرجعيته ومن واجبه التكليفي تجاه المرجعية أن يلتزمها ويحفظ وديعة والده وجده ويوحد الصف العراقي ويلغي ميليشياته ويجعل ولائه للعراق ولنفسه كونه مرجعيتنا في العراق بشكل خاص وهذا ما أقره النظام الوطني قبل الغزو الأميركي حين أيد مرجعية السيد الصدر بدلاً من السيد علي السيستاني رغم الضغوطات الجانبية ... !

وبعد كل الذي حصل لم يبقى إلا أن نعتب على أنفسنا وعلى جماهيرنا الشجاعة الأصيلة التي تساند مقتدى ( قلع شلع ) وتدعمه وبعد أن عرفت حقيقته ولم يبقى أمامها إلا أن تقول قولها الحازم ... ألم يكفينا النوم والسكوت ... !

حقا أنتم من نادى بـ ( حب الوطن من الإيمان ) وأنتم من قال ( اخوان سنة وشيعة وهذا البلد ما نبيعه ) وأننا أتباع مقتدى الصدر الذي تبين لنا بأنه لا يفهم ( يقود من ... ! ( إنهم نشامى العراق ... ) ولا يفهم كيف يقود هؤلاء النشامى ... ! ولا يعلم بما يقوم به من أفعال وأعمال وحركات ... ! ولا يعلم بما يجري حوله ... !

لقد جعلت إيران منه ومن غيره مطية لركوبها في تنفيذ أجنداتها وأدواتها وتدير بهم لُعبتها القذرة كيف تشاء ومتى ما تشاء ومن تلك اللعب القذرة ما يلي :

1. دخول البرلمان والمنطقة الغبراء التي ضيعتم بها جهدكم وجهادكم وجهد وجهاد غيركم من المعتصمين والثائرين بوجه العملية السياسية الفاشلة وعندما دخلتم مقر البرلمان كان الأمل أن تفعلوا شيئاً مفيداً ... ولكنكم وللأسف لم تفعلوا إلا ما يؤيد إدانتكم ... ويدعم حكومة العبادي ويعزز وجود سليم الجبوري والبرلمان ... !

2. كان لوجودكم الذي طاف ساحة التحرير ذا تأثير مباشر ولكنكم فقدتم موقفكم ودوركم وفقدتموها حين أيدتم موقف الصدر حين وافق على تسليم أسلحة جيش المهدي إلى الأمريكان ودخول العملية السياسية.

( 3 )

3. ركب مقتدى الصدر موجة الانتفاضة بنفس طريقة ( أبو مسيلمة الكذاب نوري المالكي ) عندما أدخل الوهابية ( داعش ) وسلمهم الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى ...

وأمر قواته بالانسحاب وترك الأسلحة والذخيرة ليستولي عليها ( داعش ) عندما كانت المحافظات العراقية الستة منتفضة وكانت قد أشرفت على مشارف بغداد العروبة والوصول إلى نتائج إيجابية ثورية صحيحة كانت ستفرضها على حكومة أبو مسيلمة الكذاب نوري المالكي وإنهاء سياسته الاقصائية والطائفية البغيضة وقتل المعتصمين السلمين ... هكذا فعل مقتدى الصدر ( أبو القلع شلع ) في ركوب موجة الانتفاضة العراقية الباسلة في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط التي تحولت من مطالب خدمية الى مطالب جماهيرية ثورية حقيقية تطالب بالقصاص من الخونة والسراق واقترب خطرها ليهز أركان المنطقة الغبراء بسياسيها الأنجاس ليعلنوا عن إصلاحات كاذبة لتبديل وجوه بائسة بوجوه يائسة وخرجتم بلا شيء وعلى ماذا ... ؟ وكما يقول المثل ( سرحكم مقتدى بالقنافذ ) .

4. ألم نعي نحن أتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسين وآل البيت ( عليهم السلام جميعا ) من سلوك مقتدى وعمار والمرجعيات والخروج من الخنوع والخضوع لهم إلى الخضوع والخنوع ( لله الواحد الأحد ) تحت خيمة العراق الواحد والشعب الواحد كما كنا قبل الغزو الإمبريالي حاملين راية ( الله أكبر ) ونعمل بكل صدق وإخلاص من أجل ما قيل في ساحة البرلمان والتحرير ( إيران ... برة ... برة ... بغداد تبقى حرة ) ... !

هل لنا أن نكون صادقين ونتبرأ من أخطائنا ومغالطاتنا ... !

هل لنا أن نتبرأ من صفحة الغدر والخيانة التي أطلق عليها ( الانتفاضة الشعبانية ) بعد أن تبينت أهدافها لمن لم يكن قادر على تميز صفحاتها ... !
هل لنا أن نتبرأ من مواقف هؤلاء الخونة ونقف بإجلال ونحضن قبور شهدائنا في قادسية العرب الثانية عندما سقينا فيها خميني المقبور السم الزعاف ... !

ونقول ونعتذر لهم عما اقترفناه من ذنب وخنوع عند دخول الإيرانيين مدننا وحسينياتنا الطاهرة تحت مسمى المهاجرين وبفتوى المرجعيات ليتسلطوا على رقابنا.

وكيف لنا أن نرضى لمرجعية لم تعترف أو تعتبر شهدائنا في القادسية الثانية شهداء كونهم قاتلوا إيران الصفوية المجرمة ... !

ورحم الله الشاعر الثائر القائل :
لا يلبس الشعب حلة مجده حتى تطرز بالنجيع القاني
وإذا تتوجت الجماجم بالضبا كانت لهن كرامة التيجان
الله أكبر ... الله أكبر ... والعزة لله ولرسوله والمؤمنون.
 





الثلاثاء ٢١ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي عبد الأمير النجفي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة