شبكة ذي قار
عـاجـل










لعله لم يكن اليعقوبي يتصور أن قطرة خمر ستطيح بدعوته في الاجتهاد والاعلمية وتغرقه رغم ضئالة حجم هذه القطرة , ولكن كيف غرق بهذه القطرة , نعم غرق لضئالة حجمه العلمي والفقهي والاصولي الاستدلالي , فقد تبين أن قطرة الخمر هذه أكبر من حجمه العلمي بآلاف المرات , وهذا بالحقيقة شأن صاحب كل دعوة باطلة فمن سيرته وسلوكه وما يطرحه من بحوث بدعوى انها دليل اجتهاد وأعلمية تنكشف مهزلته العلمية هذه وتناقضاته وتهافته وتوهمه وحقيقة ونوايا تصديه وإدعاءه وإصراره العجيب على ما يدعي بالرغم من نسف وإبطال ما طرحه , ولاجرم فأن هلاكه يكون عن بينة يستيقنها بنفسه وأن جحد بها ظلماً علواً فما قصة قطرة الخمر !! قصتها في كتابه القول الفصل الذي إدّعى به اجتهاده وجديده الذي لم يطرح من قبل !! حيث قال في ص 28 ( مادل على الأمر بغسل أواني الخمر قبل استعمالها كصحيحة محمد بن مسلم قال سألت ابا جعفر عليه السلام عن آنية أهل الذمة والمجوس فقال : لاتأكلوا في آنيتهم ولا من طعامهم الذي يطبخون ولا في آنيتهم التي يشربون فيها الخمر ... ) إنتهى ....

وقد علق الشيخ اليعقوبي بعدة نقاط اذكر منها النقطة رقم (2) حيث قال اليعقوبي ( الغسل هنا لأجل إزالة آثار الخمر لحرمة تناول ولو قطرة منها ويدل على هذا المعنى .... ) ولتوضيح مراد اليعقوبي ..أقول أن الشيخ اليعقوبي حسب فرضه أن الخمر طاهر غير نجس وعلة الغسل هنا ليس لرفع نجاسة الخمر بل لحرمة تناوله ولو قطرة واحدة العالقة في الأناء .. وتوجد قاعدة تقول ليس كل ما يحرم شربه هو نجس لوجود مواد يُحرم شربها ولكنها طاهرة ..مثل النفط ؟!

ومن هذه طبق الشيخ اليعقوبي على الخمر الذي حسب فرضه بأنه غير نجس لكن يُحرم شربه والرواية جاءت بهذا الخصوص !! وقد رد السيد الصرخي الحسني دام ظله على هذه الجزئية في بحثه الموسوم ( الفصل في القول الفصل ) الطبعة الثالثة ص 48 -49 في التعليق الثالث كاشفاً الخلط والوهم والغرابة في فكر اليعقوبي ..حيث قال سماحته ( اقول أن هذا غريب , لأنه بعد التسليم بعدم نجاسة الخمر حسب فرضك وبعد كون الكلام في الآنية وغسلها فإنه لا يعقل أن الشخص الذي يريد استعمال الآنية من أجل أن يلطعها بلسانه وهي فارغة بل من الواضح أنه يريد استعمالها للطعام أو للشراب وفي مثل هذا تكون القطرة المفترضة قد استهلكت في الطعام أو الشراب وعليه لا يصدق على من يأكل الطعام أو الشراب في ذلك الأناء أنه تناول الخمر , وبما أن الخمر ليس نجساً حسب الفرض أذن يجوز استعمال الإناء بدون غسله ..)

فهل بعد هذا الرد العلمي والبرهان القطعي الجلي تبقى لليعقوبي باقية علمية واجتهادية !! وهنا يرد على الذهن اشكال على اليعقوبي من الخارج لأن الشيء بالشيء يُذكر وقد اشرت آنفاً بمثال النفط ..ما بالك ايها الشيخ شفطت وشربت وأكلت مقطورات وشاحنات وباخرات وأنابيب من النفط سلباً ونهباً وتهريباً وليس قطرة واحدة !!! أليس تناول وسلب ونهب النفط حرام رغم طاهرته كمادة !!!

تحياتي





السبت ٢٤ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الجميلي الوفي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة