شبكة ذي قار
عـاجـل










هذه ذكرى صدام ولا شيء يقال إلا جميل الكلامِ
 لنا في ذكراك أبلغ عزاء كلما تَهِلّ كشمس التّمَامِ
 ماذا أقول حين تشرق شمسك مُجدّدًا في كلّ عامِ
 وأنبلُ المبادئ أنت حاملها فأنت الأحق بالاحترامٍ
 وأصْوبُ المواقف أنت صاحبها في معترك الأيامِ
 بالمبادئ تساميت وفي الرجولة كنتَ من الأَعْلامِ
 وقد عُرفتَ مُبهرًا برشاقة التعبير وأناقة الهندامِ
 وتناهيت في عمق التفكير ورقي الوفاء والوئامِ
 تألقت متميزا وصمدت صابرا فحزت تاج العظامِ
 ولا يقلّ شأن صَحْبِك فكانوا أعز سند وأشد حزامِ
 فشكلتم أروع قيادة وجسمتم كوكبة متينة اللحامِ
 أساسها التضحية والعمل بروح الجد والانسجام
 فالرحمة للشهداء والنصر لمن يقاوم غدر اللّئَامِ
 ***************************************
 كنت عماد الشعب والوطن وربّان سفينة الأحلامِ
 تتكلم فتحيي المحبطين فكلامك مثل مرهم للآلامِ
 يا بلسم الروح وشعاع الهدى في غياهب الظلامِ
 تعلو قامتك كل الرجال ولا يخفى ظلّك في الزّحامِ
 فهل تجود الأيام مرة أخرى بطليعةِ جِهادٍ كَصَدّامِ
 ***************************************
 في يوم عيد تنادت كلاب المجوس لتنفيذ الإعدامِ
 وبشاعة ما ارتكبوا تهتـز لها الأجِنّة في الأرحامِ
 خسئ الأوغاد بما فعلوا وإن لـبسوا جبة الاسلامِ
 خسئ الفرس المجوس وزمر الخيانة من الأزلامِ
 كنت بينهم نجما تهتف بالحق وكانوا من الأقزامِ
 ***************************************
 بحياة الأمة وفلسطين صدحت في محاكم الانتقامِ
 فعجلوا بالحكم انتقاما وغِـلُّ التشفي في اضطرامِ
 فُجِعْنا فيك في زمن أثبتَ قـلّة الوفاء لدى الحكامِ
 وقد نلتَ فخر الاستشهاد في عـيد الحج والإكرامِ
 مضيتَ وبقينا نبحث عن شظايا حلم تحت الركامِ
 ***************************************
 كنت حامي العروبة وباني العراق ودرع الصدامِ
 فكم تغنيت بالوحدة ولكن العربان دانوا للانقسامِ
 وتآمروا فباعوك للأعداء وانبطحوا تحت الأقدامِ
 فكيف حال العرب وقد هانوا بعد غياب الضرغامِ
 في حماك تنعم العراق بالعدالة والرخاء والسلامِ
 حكمت فعدلت وإذا قلت فقولك نقش على الرخامِ
 ***************************************
 فمن دونك بُرنا وأمسينا عراةً من الخلف والأمامِ
 وبتوالي الأيام ينزاح الوطن العربي إلى الانخرامِ
 وهاهو اليوم يرزح في معمعة التفكك والاصطدامِ
 انهار الأمن والأمان وساد داء الارهاب والإجرامِ
 فالدمار قد تفشى وتاه الناس بين الحلال والحرامِ
 وبكل انكسار يعيش الجميع بين القذائف والألغامِ
 ***************************************
 فالدلائل تؤكد أن أمة العُرْبِ ترتدّ وتنهار بانتظامِ
 كانوا يشتكونك واليوم ها هم يبكونك مثل الأيتامِ
 صرت قدوة للأحرار والشرفاء وتاجَ عزّةٍ للكرامِ
 وسرى اسمك ملهما لقلم الشاعر وريشة الرسامِ
 لك في القلب مكانة ولك في جنّة الخُلد أعزَّ مقامِ
 فمن نحن في غيابك يا شعلة البعث ورمز الإقدامِ
 ***************************************
 نحن ملة تنحني لغيرها وبينها تحتدّ نار الخصامِ
 نحن ملة تعلقت بالبدع فتخلفت عن سائر الأقوامِ
 غرقت في الجهل واستطابت العيش على الأوهامِ
 بوابة الشرق انفتحت فهبت رياح الحقد كتسونامِ
 استعرت الفتن بالرافدين والآن تأكل ربوع الشامِ
 ولم تسلم اليمن وليبيا تحترب ومثلها بلد الأهرامِ
 وفي البقية تتهيّأ آفة الارهاب بين المدّ والإحْجَامِ
 




السبت ١٠ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الهادي المثلوثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة