شبكة ذي قار
عـاجـل










في البدء يجب أن اقر واعترف بأني لست سعيداً ومرتاحاً لسياسة العرب وأفعالهم ، ويؤسفني أن أصفها بـ ( المخجلة ) لأنها لم تحقق تطلعات الفرد العربي دائماً ، ولكن على سبيل المثال :- أصبح الكثير اليوم في الوطن العربي الكبير يشجع احد الناديين الرياضيين الكبار ( برشلونة و ريال_مدريد ) ، وعند خسارة احد الفريقين لإحدى المباريات يتعصب ويشجب ويتألم ويشتم ، لكنه سرعان ما ينسى ويعود لتشجيع ناديه وان تكلم أحداً عن ناديه الذي يشجعه بسوء خاصة وان كان من الطرف المعادي سوف تقوم الدنيا ولن تقعد ، وكل هذا التعصب من اجل ناديين ليسوا عربآ أو مسلمين ، مع العلم أن كل لاعب في هذين الفريقين قد شاركت دولهم بمساندة الغزو على العراق والعرب مادياً ومعنوياً وإعلامياً أو بالمشاركة الفعلية على الأرض ، ونحن ألان بفارق الأمثلة طبعاً نشجع العرب لأننا عرب بالرغم من ما فعلوه فينا وبالرغم من تخاذلهم وخذلانهم لنا ، إلا أن عدونا ألان مشترك وما يمر بنا سيمر بغيرنا أن لم نقف معه ونسانده ، فأن العروبة والإسلام والقرآن ومحمد والكعبة تجمعنا ، دمائنا ولغتنا واحدة بالرغم من اختلاف اللهجات والمواقف سنبقى أبناءً للعروبة والإسلام ، وان اللعبة التي نلعبها هي ( لعبة_الموت ) لعبة الحرب هي لعبة المصير والضمير والكرامة والعرض والأرض والغيرة والشهامة فلا تفرطوا فيها فتذهب ريحكم ، ساندوا العروبة والإسلام فأنهما في خطر ..

سأتحدث في هذا المقال عن السياسة الأمريكية التي يختلف في وصفها الكثير من المحللين والسياسيين ، لكني سأقول قولي فيها ووجهة نظري المتواضعة ، أمريكا بجبروتها وعظمتها تبقى طفلة ، وان صح القول فهي ( مراهقة ) ، لكن فرقها عن المراهقين هي تعلم ما تفعله جيداً ولن تخطو خطوة واحدة دون دراسة مسبقة وتفكير عميق ، ولن اختلف مع احد في وصفها عدوة للعروبة والإسلام بل سأزيد لأقول أنها عدوة العالم والإنسانية بأسرها ، ليس لها صديق ولا قريب ماعدا الكيان الصهيوني الذي تجمعهم الماسونية من اجل تسيير خططهم الشيطانية وإستراتيجيتهم اللقيطة على العرب والمسلمين ولولا وجود خطر العرب والمسلمين لما اعترفت أمريكا بالصهاينة ولا بدولتهم المزعومة ، هي لا تحب إلا نفسها ومغرورة فقط بقوتها ، ومن هنا أقول ليس لأمريكا شرطياً ثابتاً أو عميلاً دائم ..

من سياسة أمريكا هي ( صناعة_البعبع ) الذي يهدد العالم بأسره ، وان هذا البعبع سوف يدمر الكون ولن يستطيع احد إيقافه ( صناعة_هوليودية ) تستخدم بهذا الطرح قوة الماكنة الإعلامية الأمريكية من اجل بث الرعب في قلوب الشعوب الغربية ودولهم ، بل حتى في قلوب العرب وأبناء القارات الأخرى غير الأمريكيتين وأوربا ، بحيث ينتفخ هذا البعبع إلى حد التصديق بأنه فعلاً بعبع وانه يرهبهم ويؤرقهم وأنهم غير قادرين عليه ، حينها ستغض الطرف عنه وتدفعه ليتسع ويكبر وينتفخ ليهدد مصالحها فتبدأ بتجييش الجيوش العسكرية والإعلامية ليبدأ عرض أفلامها وبطولاتها الهوليودية وأفكارها القادمة من الفضاء والخيال العلمي لتحطيم تلك الدولة والبعبع الذي صنعته ، لتصبح بطلة العالم بلا منازع وهذا الأمر دائماً يتكرر على اقل تقدير في كل عقد من الزمان لكي تحافظ على أناقتها المرعبة أمام العالم ومكانتها في الصدارة وعلى رأس القمة وعلى تاريخها الهزيل الذي ابتدأ بلفيف من قطاع الطرق وشذاذ الأفاق وبالقتل والسلب وبقنبلة نووية وستنتهي بهذه الطريقة أيضاً ..

وان ما تفعله اليوم مع ( داعش ) ومع ( إيران ) هي سياسة ( تسمين_العجل_قبل_الذبح ) سياسة صناعة البعبع المرعب الذي يرعب الكون ولن يتوقف إلا إذا جاءت أمريكا لتعبر سبع بحار ومحيطات لتدميره وإيقافه ، وهذا ألان أصبح تحصيل حاصل بسبب تدمير المنطقة بشكل كامل ولم يتبقى للعرب قوة (تهش_ولا_تنش) للأسف ، فلم يتبقى أي داعي لوجود الشرطة بل سيكون العرب هم الشرطة على أنفسهم وحماة لمصالح أمريكا والغرب في الوطن العربي ، والحديث عن تحرير الأقصى أصبح أسطورة وخرافة أكل الدهر عليه وشرب !! ..

أمريكا اليوم تريد أن تتعدى العرب ، لتبني قواعد عسكرية في إيران والدول التي بعد إيران لكي تسيطر على العالم بشكل كامل ولتهدد الصين وكوريا الشمالية وحتى اليابان وروسيا ، لتبقى التجارة الأمريكية الأولى في الكون والدولار الأمريكي هو سيد العالم بلا منازع ليتفوق حتى على اليورو ، أمريكا دولة اقتصادية رأس مالية والهزات التي أصابتها بعد غزو العراق هي المنطلق لتحقيق هذه الرغبات وحديث ترامب عن اقتصاد أمريكا يعطينا تصور عما تفكر به أمريكا ، وان رغبتها لتحقيق القرن الأمريكي الجديد و ( النظام_العالمي_الجديد ) الذي تحكمه هي سيدفعها لارتكاب جرائم عظمى وحماقات تضاف إلى سجلها الدموي الكبير لكنها في نهاية المطاف ستنتهي !! نعم ..

إما بخصوص العرب و ( الخلجان ) بشكل خاص فأن من يعتقد أن الخلجان لا يفقهون شيئاً بالسياسة والحروب فهو واهم جداً ، وان من يقول عنهم أهل الإبل والترف فقد اخطأ وتوهم ، لا داعي للخوض فيما فعلته سياسة الإبل في العراق وفي ليبيا ومصر وغيرها فأنها محزنة دعونا نتكلم عن اليوم ونترك ما فات ونطويه لأننا اليوم نتعرض إلى هجمة شرسة ستبتلع الكبير قبل الصغير وستحرق الأخضر واليابس أن لم نقف ونتآزر ونثبت بوجه الرياح العاتية والموجة العالية ..

ولو افترضنا أن الخلجان والعرب أصبحوا ( قطط ) أليفة فلا تتناسوا بأن القطط أن حصرت في ( زاوية ) أو تعرض صغارها للأذى فستنقلب إلى كواسر لتنبت أنيابها ومخالبها في وجه المعتدي ، جربوها مع القطط واحكموا بأنفسكم رغم إني لا اقبل وارفض ولا ارتضى إيذاء الحيوانات الأليفة لكن على اقل تقدير اسألوا من له خبرة بالقطط ليحكي لكم ما يفعله هذا الحيوان الأليف أن تعرض صغاره للأذى ..

طبعاً أنا ضربت مثال في حال التشبيه وهذا لا يجوز وليس هناك أوجه مقارنة لكنني أسايركم في قولكم ، وأنا اعلم قوة هذه الدول الفعلية خصوصاً وخاصة المملكة العربية السعودية فأنها تمتلك سلاحين كبيرين وهما السلاح ( الاقتصادي ) و السلاح ( الديني ) ، ففي الاقتصاد هي الأولى عالمياً بالمخزون النفطي الهائل وهذا الشيء يجعلها تستطيع التغيير في كل زمان ومكان إن استخدمته بشكل صحيح واعتقد هي تستخدمه بسياسة كبيرة قل نضيرها لكن فيما يخص مصلحتها فقط وهذا يؤسفنا ، وأما السلاح الديني فهي تحكم مكة والمدينة بيت الله تعالى على الأرض وقبر حبيبه وخاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم ومن خلالها فأن مليار وثلاثة مئة مليون مسلم يتبعها إن أعلنت الجهاد المقدس ووحدت المسلمين ، وهذا الشيء يجعل الغرب يستمر بتخدير السعودية والمحافظة على اتزانها باتجاهه ، وأما الوقوف إلى جانبها لكي يقول لها نحن معك ولن نقبل أن يؤذيك احد لكي لا ( تجفل ) فتغيير سياستها وتنقلب غول لن يتوقف أبدا لتعود الفتوحات الإسلامية من جديد ويعود الإسلام يحكم العالم ..

فالخلجان اليوم على دراية تامة بالخطر القادم من الشرق وأنهم أن لم يوقفوه عند حده ألان وألان فقط فأنه سيبتلعهم عاجلاً غير اجل وان النار قد وصلت عروشهم وأصبحوا محاطين بالسكاكين هنا لابد لهم أن يتصرفوا ، لكن فرقهم عنا هم يستخدمون السياسة بإفراط علنياً ويستخدمون المضادات الأخرى خلف الكواليس ( من_جوة_لي_جوة ) على العكس منا فأننا نتصرف بفطرتنا وبشكل مباشر ، هم لا يقفون بوجه أمريكا والغرب ويسايسوهم بشكل كبير إلى الحد الذي يصيبنا بالإحباط ويجعلنا نشتم ونتألم ونصاب بالقرف في بعض الأحيان ، لكنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي أبدا ..

الأمر ألان لم يعد يتعلق بالعراق وسوريا واليمن ، الأمر متعلق بمصيرهم وعندما يتعلق الأمر بمصيرهم سيتصرفون بشكل يرضينا وسيقاتلون وسيجيشون ويمولون ويتحول القط الأليف إلى وحش كاسر ( صدقوني ) ..

أما إيران فقد صدَقت نفسها بأنها بعبع يخشاه العالم بأسره ، وتناست الدور التمثيلي المناط بها ، وانتفخت إلى الحد الذي بدأت بالتمرد ، هنا لن تبقى إيران بهذا الشكل الذي هي عليه أبدا ، في بادئ الأمر ستقوم أمريكا بتقليم أظافرها وتكسير أنيابها ، في اليمن وسوريا والعراق ولبنان ، وفي ثورات داخلية ، حتى تتطور إلى تغيير نظام الحكم ، ومن ثم بناء قواعد أمريكية في إيران لتنتقل إلى ما بعدها وهكذا فهكذا إلى أن تنتهي أمريكا .





الاثنين ١ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد الصگر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة