شبكة ذي قار
عـاجـل










سبحان من خلقنا وأحسن الينا وفضَلنا على جميع مخلوقاته وسخرها لخدمتنا وهيأ لنا كل اسباب العيش بكرامة ونموت بشرف وأرسال فينا رسولا من أنفسنا عزيز علينا محبا لنا حريص على ان نعبد الله كمال العبادة وجميل الهداية لأننا خلفاء الله في الأرض وعندما اخبر الله ملائكته بأنه سيجعل آدم ابو البشرية خليفة في الأرض قالت له الملائكة كيف تجعل من ينتهج الخطيئة ويفسد احوال المخلوقات وينشر الشر على ربوع الأرض في قوله تعالى ( وأذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم مالا تعلمون ) فالله أعلم أين يجعل رسالته وعندما أمر الله ملائكته للسجود لآدم أمتثل الملائكة جميعا لأمره الا ابليس لعنه الله في الدنيا والآخرة معتقدا انه افضل من البشر لأن البشر مخلوق من طين وهواللعين الخبيث مخلوق من نار ( قال ما منعك الاّ تسجد أذ أمرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) صدق الله العظيم فهل كان ابليس في مخالفته محقا وهل النارافضل من الطين وفيه كل خزائن الأرض وما تحتوية من مياه ومحاليل ساخنة وخامات وتضم مواد ومعادن ثمينة وعناصر لا حصر لها أودعها الله الأرض لاسعاد عباده وللمقارنه بين النارولهيبها والطين أوالتراب نوضح الآتي :

1.أن النار من طبعها تحرق وتتلف وتُحوّل كل شيء الى رماد بخلاف التراب أو الطين الّذي من طبعه الزيادة والأنتاج والبناء حيث تتضاعف الغَلّات وتكبر البيادر وتتنوع فجميع المزروعات والخضار والفواكه والمزروعات والثمار انما تتكاثر بفضل الأرض وبحكمة الله وجميل نعمه بينما لو اودعت جميع هذه الأشياء للنار لأكلتها.

2. تتميز النار بالرعونة والخفّة والعبث بينما يتميّزالطين بالثبات والأستمرار والحكمة واللطف وأبليس خلق من نار مارج تتلاعب به الأهواء ويتلاعب بها بينما خلق الأنسان من مادة قوية متماسكة وهواه زائل لذلك اختاره الله خليفة في الأرض ليحكم بهدى الله وأحكامه .

3.في الطين خير وعطاء ومجال للخلائق وفيه من الصور المبهرة من ورود ورياحين وأشجار وعطور ومن الطين خلقنا وخلقت محبوبتنا التي تأسرنا بجمالها ورقتها وطهارتها وايمانها وعفافها بينما خلق الله من النار أبشع مخلوقاته .

4.انشأت على الطين ومن الطين حضارات وتراث وأمم ومستودعات ومساكن للراحة والأمان فهي ملجأ للأنسان والحيوان وحاجياتهم المتنوعة على حد السواء نسال الله ان يبعد عنهم لهيب الناروالهم والحزَن ان ربنا غفور ودود وربما نجد في النارفوائد ولكنها لا تقاس بما في على الأرض من زينة وبهاء ومنفعة ونماء.

5. يستطيع المرء ان يستغني عن النار اياما معدودة وليس باستطاعته ان يستغني عن الأرض طينها او ترابها يوما واحدا حتى رجال الفضاء بحاجة للتراب وللأرض كقاعدة انطلاق لمركباتهم في أقطار السماوات وكواكبها.

6.لقد خلق الله بجوار الطين أنهارا وبحورا وسواحل تدهش العقل البشري من بهائها وجميل صورها وما تحتويه من خيرات لا حصر لها أغنت البشرية بموارد لا حدود لها بفضل الخالق وكرمه وغيّرت مصير الشعوب وتنميتها البشرية حتى أحكمت حاجاتنا لها بالدوام والأستمرارية .

7. النار تحتاج الى تربة او ارض او طين تستقر عليه بينما لا يحتاج التراب الى ذلك فهو موجود في أصل المخلوقات ومستقرا لها لا يحتاج الى تدخل ليقوم بواجباته بينما النار تحتاج لمن يضرمها .

8. لقد ذكر الله في محكم كتابه التربة بخير وبركة وأخبرنا عن فوائدها وخصائصها فجعلها مهادا وفراشا وأكفاتا للبشر احياءا وأمواتا وجعل فيها رواسي شامخات ودعانا الى التبصربخيراتها وأستغلال ما عليها بحكمة وتعقل بينما ذكر الله النار ليخوف بها عباده وجعلها تذكرة لمن شاء ان يتذكر ويَعتبِر لنار الآخرة وهي متاع للنازلين على الأرض الخالية اذا نزلها المسافر بينما بارك الله في الأرض وقدر فيها أقواتها ودعانا ان نمشي في مناكبها وقدر لنا فيها الأرزاق والآجال وأورثنا جميع خيراتها وجعلها لنا مستقرا وملاذا وأنشأ فيها بيته المحرم اللذي جعله قياما للناس سواءا العاكف فيه والباد ومن بعده دور للعبادة منتشرة في كل بقاع العالم يذكر فيها عباد الله خالقهم في الغدو والآصال يحمدوه ويشكروه على ما رزقهم وهداهم وأرشدهم الى طريق الحق والصواب وفي هذا تشريف كبير للطين والأرض والتراب التي جعلها الله مستقرا لجميع مخلوقاته.

نسأل الله ان ينعم علينا جميعا بالخير والفلاح وأن يرحمنا فوق التراب وتحت التراب ويبعد عنا مصائب النار ومسالكها أنه نعم المولى ونعم النصير.
  





الثلاثاء ١٨ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة