شبكة ذي قار
عـاجـل










قامت ثورة 17 تموز المجيدة من أجل عدة مبادئ سامية، ومن أجل عراق قوي يحمل مشروعاً وطنياً قومياً لا يخضع لأية أجندات، ولا يتمحور ضمن اي محور، ومن ضمن المبادئ التي قامت من أجلها ثورة تموز العظيمة، هي قضية فلسطين، القضية المركزية للعرب والشرفاء، بل إنّ ذلك المبدأ السامي كان من أهم أسباب التي قامت من أجلها تلك الثورة المباركة، والانتكاسات العديدة التي مرت بها هذه القضية، بالإضافة إلى الخيانات المفضوحة وضعف وعمالة بعض الانظمة التي حكمت العراق قبل ثورة تموز البيضاء.. فبعد نكسة حزيران المشؤومة، قام الثوار الاحرار بثورتهم المباركة ورفعوا شعار تحرير فلسطين ووضعوه نصب أعينهم، وأقسموا أن يكون لهم السبق بتحريرها، والتاريخ يشهد ومعه الشرفاء بأنهم صدقوا ماعاهدوا الله عليه، فحكومة البعث هي التي ارسلت جيشها وطائراتها الى الجبهة المشتعلة مع الكيان الصهيوني وحررت القنيطرة السورية واوقفت زحف العدو الغاصب واجبرته على التقهقر وانقذت دمشق من السقوط، ووجهت فوهات مدافعها نحو الكيان الصهيوني الغاصب وكانت قاب قوسين او ادنى من تحريرها لولا خيانة الخائنين وصدور قرار وقف اطلاق النار.

اما عن سماء سيناء فالمقاتلات العراقية البطلة حجبت الشمس والحياة عن العدو الغاصب وكانت غطاءً للجيش المصري العابر، ودكت مواقع الكيان الصهيوني والحقت به الخسائر بنجاح وعادت ادراجها سالمة بعد ان ان مكنت للجحافل المصرية مواقع تموضع في سيناء المحتلة، وتوقف تقدم مقاتلينا البواسل لنفس السبب اعلاه.

ولكن هل اكتفت القيادة العراقية المنبثقة من ثورة تموز العظيمة بهذا؟! لا أبداً، فعلى الصعيد السياسي عمل العراق بكل جهده الدبلوماسي والسياسي للضغط على الدول التي تدعم الكيان الصهيوني حيث تم قطع تصدير النفط لامريكا الشمالية واوربا وكانت بمقدمة الدول التي تصدرت القرار وحافظت عليه مما كان له الاثر الكبير في المعركة.

من زاوية اخرى فتحت الحكومة العراقية ابوابها لكل الفلسطينيين الراغبين بالعيش في العراق بشرط تقييد التجنيس لهم تحديدا ايمانا من الحكومة العراقية بحق العودة للشعب الفلسطيني، كما قامت باستيعاب القيادات الفلسطينية المقاومة ودعمتها سياسياً ومالياً وأمنياً، حيث كانت مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني منتشرة على أرض العراق إيماناً من القيادة العراقية بحمايتها وتوفير كل السبل لها لكي تنتصر في نضالها ضد الاحتلال.

في التسعينيات من القرن الماضي قامت القيادة العراقية بدك الكيان الصهيوني بعقر داره بتسعة وثلاثين صاروخاً عراقياً كاسرةً أسطورة القبة الحديدة والدفاعات التي لا تقهر، وتحدّت القيادة البطلة حينها أن تقوم أية حكومة بإتمام هذا الرقم حتى يصل للاربعين !! كما قامت بتشكيل جيش القدس وطالبت الدول المجاورة للاراضي الفلسطينية المحتلة بفتح الطريق لجيشنا كي يستطيع الوصول إلى فلسطين الحبيبة وتحريرها، على الرغم مما كان يعانيه العراق من حصار خانق، ولكن الإيمان الراسخ لدى القيادة القيادة العراقية بمبادئها الثابتة والتي قامت من اجلها الثورة يجعلها دوما تغلب المصلحة القومية على المصلحة الوطنية.. نعم هكذا كان العراق وهكذا كان ابطاله من ثوار تموز.

ولنا في شخصية القائد الشهيد عبرة وعظة، فالقائد الشهيد ( رحمه الله وتقبله عنده في عليين ) كان لا يذكر اسم العراق إلاّ ويقرنه بفلسطين والأمة العربية أثناء جلسات محاكمته التي اقامها الاحتلال واعوانه، بل إنه حتى في لحظة استشهاده، هتف "عاشت فلسطين حرة عربية عاصمتها القدس الشريف" .. ثم نطق الشهادتين.

اما بعد نيسان 2003، تبدل الامر كلياً، فالفلسطيني غير مرحب به تماما في العراق، وبدأت عصابات الشر المنظم التابعة لحكومة الاحتلال، والممولة مالياً ولوجستياً من دولة أحفاد كسرى بطرد كل العوائل الفلسطينية التي تسكن العراق، وبغداد تحديدا، وتهجيرهم لخارج العراق، بعد أن قتل من قتل منهم، وتم تسفير ما تبقى منهم لدول عدة!!

يحتفل أتباع ايران واحفاد كسرى كل عام ببدعة يوم القدس، التي أمر بابتداعها المجرم الخميني، ويحييها أتباعه سنوياً ليقلدها احزاب الجريمة والشر في العراق ويؤسسوا على اساسها المزيد من الاحزاب التي تعمل على اساس الجريمة والخطف وقتل ابناء الشعب تحت مسميات تحرير فلسطين من ثالوث الشر والشيطان الاكبر، ولا يعلم هؤلاء الجهلاء ان لا شر ولا شيطان غير دولة احفاد كسرى الذين يتحالفون مع الكيان الصهيوني سراً وجهراً لإضعاف الامة العربية وقتل العرب، فهم ( الفرس والصهاينة ) اعداء العرب التقليديين منذ قديم الازل، مذ أن تآمروا على حضارة بابل قبل الميلاد.

فمن انتم ايها الشرذمة حتى تحرروا القدس وانتم تنشرون حروبكم القذرة انطلاقا من الاراضي العربية المجاورة لكم، فهل نسي العراقيون عندما قال المجرم الخميني ان تحرير فلسطين يمر عبر كربلاء!! هل نسوا ان ما يفعله ابناء الدجال في سورية واليمن ولبنان والبحرين بأيدي أذنابهم هناك فأين هم من فلسطين!! أليسوا هم من حارب العراق ثمان سنوات، أليسوا هم من تعاقد مع الكيان الصهيوني على شراء السلاح منه عبر الوسيط الامريكي وخرجوا بفضيحة كبرى هزت العالم حينها، والتي عرفت بإسم إيران-غيت أو إيران كونترا!!

إنّ الذين حاربوا الكيان الصهيوني حقاً هم أبطال القيادة العراقية الوطنية، ومن ارعبها فعلا هو القائد الشهيد صدام حسين ابن العراق العربي القومي وأبرز قادة ثورة تموز وليس غيره.

تحية لثورة تموز الخالدة في ذكراها العطرة..
المجد والخلود لقائدنا الشهيد البطل صدام حسين ولكل شهداء العراق الغيارى..
تحية لمن يقاوم كل يوم حتى تبقى ثورة البعث خفاقة برايتها وعلى رأسهم شيخ المجاهدين الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي المنتصر بالله عزّت الدوري .. تحية لكم أيها القابضون على الجمر!!

لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج

 





الاثنين ٢٣ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة