شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾
 

رحم الله القائل : ( الفضائل تلم أطرافها .. تلثم صدره فكأني بها في سباق إلى المكرمات .. فلا تجاريه .. ويأبى أن يكون إلا في الطليعة حتى في الموت .. ليرتقي بشجاعته إلى أعلى منازل الشهادة وأكرمها .. في ذكرى ثورة 17-30 تموز المجيدة نستذكر شيء من تلك الحياة النضالية والجهادية ففي الثامن من آب 2001م. قال ( رحمة الله عليه ) :

 ( سيكون رفات من يكتب الله له الشهادة عطر الجنة ومشكاة يضيء الدرب للماشين عليه الآن والى أن يكتب الله ما يكتبه لعباده الصالحين .. ولن يحصد أعوان الشيطان إلا ما زرعوه .. وسيكون المجاهدون عطر الحياة وقنديلها ورايتها وعطرة الآخرة وشذاها والله أكبر ) .. قائد مثل الشهيد صدام حسين .. كانت الردى تخجل أن تلاقيه فكانت تأتيه المنايا من جوانبه وأمامه فتنهزم إلى قدر إرادة الله نصرا وفتحا مبينا أعز الله به العراق والأمة ..

صدام حسين ربيع البعث وهدية العراق إلى الأمة العربية

صدام حسين هدية البعث للعراق وهدية العراق للأمة

لأن الأمة العظيمة تنجب القادة العظام فالشهيد الخالد صدام حسين يبقى خالدا في ضمير الخيرين من أبناء الشعب العراقي والأمة وفي ضمير كل رفاقه ويتجدد الخلود والمحبة والاستذكار في يوم الثورة البيضاء التي لم تسيل فيها قطرة دم تتجدد المشاعر ويرتفع حماس الثوار .. في ذكرى الثورة والنصر .. حيث يلتقيان في نيسان وفي كل مكان من أرجاء المعمورة.

ثورة الإيمان .. والعروبة

ستبقى مواقف الرفيق القائد ( رحمة الله عليه ) وبطولاته وشجاعته وإيمانه إشراقه من اشراقات الأمل في سماء الأمة العربية الإسلامية .. إنه الثورة .. إنه صدام حسين .. وبين الثورة وصدام حسين نبض قلب واحد .. فهو الذي وضع نظرية القومية المؤمنة والاصطفاف مع الإيمان ضد الإلحاد فتوج مسيرة البعث وألبسها حلة الإيمان .. وبعد الغزو الامبريالي الصهيوني ألصفوي توج كل ذلك بنبض قلب مؤمن مجاهد ألقى على عاتقه حب صدام وحب الوطن وحب الشعب والأمة فكان كل ذلك الحب في قلب الرفيق القائد المجاهد المعتز بالله عزت إبراهيم ( حماه الله ) ليقود ثورة الطريق الجديد .. ثورة الإيمان والعروبة في العراق .. ليكون مشعلها وربانها وقائد مسيرتها في السر والعلن خليفة لصدام حسين .. ويجعل صفة المؤمنون هي صفة البعثيين الصابرين والصامدين .. وأكد سيادته ( حماه الله ) على أن رسالة البعث الخالدة استنبطت من الرسالة الإسلامية التي لا خلود لغيرها ويصف مجاهدو البعث في حديثه يوم الثامن من أيار / 2016م : ( نحن المؤمنون أفضل وأكثر من غيرنا فَهْماً لما يريد ( الجليل ) ( جل جلاله ) ما يريد من عباده أكثر فهماً للقران الكريم والسنة الشريفة وهذا ليس له علاقة بالدراسة والعلم ولكن ذلك إلهام رباني قال الله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ العنكبوت69 فهم الدنيا ووسائلها للوصول إلى الآخرة من خلالها.قال الله تعالى : ﴿ إِنّ َالَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ فصلت30  .

وعندما يتحدث الرفيق القائد عن الإيمان والجهاد لأنه يدرك تماماً أن ( النصـر ) قرينهما ومن خلال دراستنا للتاريخ وعبره نجد أن العرب المسلمين لم يُهزموا هزائم فاصلة ابتداءً منذ عصر الرسالة ولم يندحروا أمام العدو إلى الأبد بل كانت لهم صولات وجولات تنتهي بنصر العرب المسلمين والظفر على عدوهم، فالنصر كان حليف العرب المسلمين ولم ينهزموا أمام العدو إلا عندما تتغير أحوالهم وبذلك يلزمهم العودة والبحث عن عوامل الهزيمة التي تولدت في دواخلهم

وجاءت دعوات الرفيق القائد ( حماه الله ) في الكثير من لقاءاته إلى تجديد الإيمان ومجاهدة النفس والتعامل مع الظروف والعيش خلال أزماتها لأنها تقوي دواخل المجاهدين وأشد ما في سيادته ( رعاه الله ) بغضه للكذب والكذاب .. وعندما نكون بهذا المستوى من تجديد الايمان والأداء بصدق وإخلاص نكون قد تولدت لدينا حالة إيمانية جهادية تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى فيمنحنا النصر لأن النصر من عند الجليل جل جلاله

وكانت ولا تزال الطروحات والتساؤلات الكثيرة والتي ولا يزال يلهج به الكثير للبحث عن هذا الإنسان المواطن الرجل .. القائد .. الشهم .. وكتب عنه الكثير من الكتاب وبحث الكثير من الباحثين في دراسة شخصية القائد الشهيد وسياسته ونضاله وجهاده ليضعوها على ميزان المقارنة مع القادة التاريخيين الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ لذلك وددت أن نذكره في يوم الثورة المباركة بشيء يسير لعلي أكون قد حظيت بتقديم نبذة يسيرة من تاريخه المجيد واستذكاراً للمغفور له بإذن الله في ذكرى هذا اليوم المبارك .. فمن هو صدام حسين .. !!

إنه ابن الشعب وابن الأمة والملمات والمعانات والأنين والإصرار الذي كان يرافق صعود العراق والأمة العربية إلى طريق النهوض الجديد ..

وفي خضم كل مجريات الأحداث الحالية التي نعيشها تتولد لدينا الثقة التامة بأنه ظاهرة القائد الذي انبثق من بين صفوف الجماهير وتبوأ المراكز القيادية العليا في الحزب والدولة فهو الصورة الحقيقية للقائد في حياة الأمة ..

وكما هو معروف لدى الجميع ولد الرئيس الخالد صدام حسين في 28 نيسان 1937م في منطقة الحارة من مدينة تكريت في الضفة اليمنى من نهر دجلة في محافظة صلاح الدين .. ولد فقيراً ومات أبوه قبل أن ترى عيناه النور وتنحدر شجرة أسرته العريقة من جذور الأسرة العلوية وتاجها الخليفة الرابع علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ..

ورغم كل تلك المعانات رفض الانغلاق والتقوقع الفردي وواجه الحياة العسيرة وهو في سن الطفولة الغضة كرجل ومناضل وأكمل دراسته الابتدائي في تكريت ثم انتقل إلى بغداد لإكمال الدراسة المتوسطة والثانوية في مدرسة الكرخ ببغداد ..

في أواسط الخمسينات وعندما تصاعدت حركة التحرر العربية واتسع لهيبها ، انخرط في حينها الشهيد الخالد صدام حسين ( رحمة الله عليه ) في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي .. وفي عام 1959م زُج في سجن ( السراي ) بسبب معارضته لسلطة عبد الكريم قاسم وانتمائه إلى الحزب .. في السابع من شهر تشرين الأول 1959م هاجم بالرصاص مع مجموعة من رفاقه في الحزب موكب عبد الكريم قاسم الذي كان يحكم العراق حكما دكتاتورياً طائفي آنذاك .. وكان الرفيق الشهيد صدام حسين قد أصيب في حينها بجرح عميق في ساقه حيث استقرت فيها رصاصة تمكن من إخراجها في الوكر الذي لجأ إليه مع رفاقه الذين قاموا بمحاولة إعدام كريم قاسم .. وبعد أن علم صدام حسين إن عبد الكريم قاسم لم يمت وان فرصة الشعب للخلاص منه ومن طيشه ضاعت اقترح على رفاقه بمغادرة الوكر والنجاة قدر المستطاع للمحافظة على شباب الحزب .. لكن رفاقه رفضوا مقترحه فقرر مغادرة الوكر ونجا من قبضة سلطة عبد الكريم قاسم التي سرعان ما هاجمت الوكر وألقت القبض على جميع من كان فيه من الرفاق .. والتي كانت قد عرفت دور صدام حسين البارز في محاولة تصفية كريم قاسم.

 وتمكن من خلال طريق شاق من بغداد إلى قريته في تكريت العبور الحدود السورية الإقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة وقتذاك ليتخلص من حكم الإعدام غيابيا الذي أصدرته بحقه محكمة المهداوي .. ثم انتقل من سوريا إلى القاهرة ليعمق مسيرته الثورية وفكره ألبعثي ويواصل دراسته الجامعية والتحق بكلية الحقوق لإكمال دراسته في القانون ..

صدام حسين البعيد القريب عن بغداد .. !! عاد إليها بعد ثورة 14 رمضان ( 8شباط 1963م ) في القطر العراقي ليواصل المسيرة والنضال مع رفاقه في بناء الدولة .. وبعد ردة تشرين واجه مع رفاقه ببسالة .. المرتدين والرجعيين ثم المنشقين عن الحزب ودافعوا عن الشرعية التنظيمية للحزب وكان عددهم قليل وبهم انتصرت الشرعية على كل أشكال الانحراف الحزبي ..

كما واجه صدام حسين مع رفاقه بكل حزم وقوة الانشقاق ودعا إلى تشكيل قيادة قطرية دون الرجوع إلى القيادة القومية التي كانت في تلك الفترة غائبة أو غير موجودة بعد ردة 23 شباط 1966م في سوريا .. وترأس أول مؤتمر قطري للحزب لانتخاب القيادة القطرية الجديدة وأدار المناقشات واشرف على الانتخابات في هذا المؤتمر ..

وبعد نجاح هذا الخط الثوري عمدت القيادة السورية بوضع العراقيل أمام القيادة القطرية المنتخبة ووصل بها الأمر إلى إعلان قرار فصلهم من على إذاعة دمشق إلا إن القيادة المنتخبة شرعا دعت إلى عقد مؤتمر استثنائي وفقا لقرار سابق اتخذته القيادة احتياطا لما يمكن أن يحدث وفي المؤتمر الاستثنائي أعيد انتخاب القيادة القطرية نفسها وتصدت بشكل مباشر لسلوك القيادة السورية وأعلنت القيادة المنتخبة شرعا العداء لنظام دمشق بسبب مواقفه المعادية لقيادة قطر العراق .. ووقع الانشقاق الرسمي في الحزب وفي تلك الفترة انتخب الرفيق المرحوم أحمد حسن البكر أمينا للسر وصدام حسين نائبا لأمين السر ومسؤولا لفرع بغداد ..

إضافة إلى ذلك ترأس الرفيق صدام حسين في تلك الفترة تنظيم "حنين" وهو اسم حركي لجهاز صدامي يتكون من المدنيين الذين يقومون بدور محدد في تنفيذ الثورة ..

سار العمل الحزبي وتطور بهمة عالية ونشاط دؤوب وتقدم واضح من أجل أن ينهض العراق بثورة قريبة معتمدا على قواه الذاتية وتحالفاته المدروسة بعناية وتغلغل في التنظيمات والمؤسسات الجماهيرية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية المتمثلة بالقوات المسلحة ..

كان للرئيس صدام حسين دورا بارزا في تفجير ثورة 17 تموز 1968م عندما ساهم في وضع خطة تنفيذها وأصر على أن تكون القيادة مخططة ومنفذة وهذا ما تم فعلا عند تنفيذ الثورة.

وفي فجر يوم الثورة قاد إحدى الدبابات واقتحم القصر الجمهوري وانتصرت الثورة واستسلم رئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف للثوار .. وفي 30 تموز 1968 تمكن مع رفاقه من تخليص الثورة من المتسللين إليها أمثال عبد الرزاق النايف الذي كان هو أول المتسللين وليس آخرهم.

وفي 12 تموز 1979م عقدت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي اجتماعا انتخب فيه بالإجماع الرفيق صدام حسين أمينا للسر بعد أن قدم الرئيس أحمد حسن البكر ( رحمة الله عليه ) استقالته من مسؤولياته في الحزب والدولة بسبب وضعه الصحي وقد اتخذت القيادة القطرية قرارها التاريخي هذا وهي تشعر بالثقة والأمل بأن تسير مسيرة الحزب من نصر إلى نصر .. ومن موقعه السابق كنائب لرئيس مجلس قيادة الثورة استطاع صدام حسين في تلك المرحلة من أن يلعب دورا بارزا في تحقيق النصر للعراق في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والاجتماعية .. وكان له دورا كبيرا في تسوية الخلافات مع الأخوة الأكراد والتي انتهت بمنحهم حقوقهم القومية كاملة.

قال عنه الرئيس احمد حسن البكر رحمة الله عليه : ( لقد كان صدام حسين بحكم موقعه الفعلي والدستوري في قيادة الحزب يتحمل عني منذ فترة طويلة كثيرا من الأعباء مما يمكن تحمله من الناحيتين العملية والدستورية ..

كان للرئيس الشهيد صدام حسين دورا كبيرا مع رفاقه في تحقيق الاستقلال الاقتصادي للعراق وتأميم النفط في الأول من حزيران 1972م وتخليص العراق من سيطرة الاحتكارات الأجنبية ..

واستطاع الرئيس صدام حسين وعلى المستوى العالمي والعربي من أن يطور علاقات العراق بالأشقاء والأصدقاء من خلال التعامل المتكافئ والذي ينطلق من بُعد قومي قائم أسس ومرتكزات حزب البعث العربي الاشتراكي .. بفكره الصائب وخبرته النضالية استطاع أن يردم الكثير من مواقع التخلف وان يستثمر الظروف المواتية في بناء عراق جديد ..

وبتشخيصه الدقيق واستيعابه لحركة عدم الانحياز أن يبعد العراق عن ذلك الدور الهامشي ليحل محله دور فاعل ومؤثر .. خاصة في مؤتمر القمة السادس الذي عقد في هافانا.

ومن حكمه رحمه الله :

 ( لا تنظر إلى قدرتك على أساس ما هو داخل نفسك فحسب وإنما على أساس قدرة تأثيرك في غيرك أيضاً ، وإذا ضعف من يهمك أمره أو يشاركك في فعل جمعي لا تبين مجدك على أشلائه، أو ضعفه ، وحاول أن تغير ضعفه إلى قوة بإسناده وحمايته من ضعف نفسه ، بما تمنحه من تشجيع وحماية وتبصير وقوة واعلم أن عمل الجماعة حيثما تأسس الفعل عليه ، واستوجبه الحال ، أرقى مرتبة ونوعا وأعلى قدرة ، وإن يد الله مع الجماعة ويد الشيطان مع المنعزلين عنها ومن يستأثر مستغنين عن محيطهم ) 8/8/2000م.

هنيئا لشهيد الحج الأكبر صدام حسين في ذكرى مولده وهنيئا له في يوم استشهاده وله من رفاقه وأبناء شعبه الخيرين كل الحب والوفاء.

 سائلين الجليل ( جل جلاله ) أن ينعم الله على الرفيق القائد شيخ الجهاد والمجاهدين المهيب الركن عزت إبراهيم ( أعزه الله بالنصر القريب بإذن الله ) وبالعمر المديد والصحة التامة ولشعبنا الصامد المجاهد العز والنصر والله ولي التوفيق.

 ١٧ / تمــوز / ٢٠١٧

ذ




الاربعاء ٢٥ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجدي المحامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة