شبكة ذي قار
عـاجـل










من بين التوجيهات المهمة والمستمرة للرفيق القائد المناضل عزت إبراهيم ( أعزه الله وحماه ) ودعواته المتكررة والتي يدعونا فيها إلى الاهتمام بدراسة تاريخ الأمة واستنباط العبر والدروس منه ..

ولأهمية دراسة التاريخ التي تستوجب علينا جميعا التعرف على كل ما سطره هؤلاء الأجداد العظام فيما سبق من مئات السنين .. بل ومنذ آلاف السنيين من منازلات وتجارب واكتشافات وعلوم أخرى لأن من يدرس التاريخ يكون قادراً على الاستفادة من تلك التجارب والمنازلات واستنباطها وبذلك يمكن أن يضيف ما هو جديد إلى تجارب واكتشافات هؤلاء الأجداد والتجاوز عن زلاتهم لأن كل تلك الأجيال قضت نحبها .. والأجيال القادمة سوف لن تبدأ من جديد بل ستضيف كل ما تقدمه من جديد انجازاتها إلى ما سبقها من هذا التاريخ العظيم إلى ما شاء الله وقدر .. يقول الجليل ( جل جلاله ) : { .. وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران140.

وقال تعالى:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23. وما توصلنا أو نتوصل إليه من انجازات وعلوم في كافة المجالات يمكن أن نسميها بالتقدم .. ومن ضمنها الحضارة وعليه فكل إنسان يجب أن يتعلم ويدرس التاريخ ليستفاد من تلك الدروس والعِبَرْ التي مرت بها الأمة ومن غير الممكن أن نعتقد أو نتوقع إن الإنسان يولد وفي جوفه عِبَرْ التاريخ .. ولا يمكن أن نعرف التاريخ ما لم نقرأه ونتمعن في دراسته جيداً .. وعلى سبيل المثال فإن على طلاب العلم سواءً في الاختصاصات العلمية أو الإنسانية أن يقرؤوا ويدرسوا ما قدمه هؤلاء العلماء والفقهاء والمكتشفون الأوائل كل ضمن اختصاصه .. لأن هؤلاء يبدؤون من حيث انتهى والى ما وصلوا إليه .. واليوم يتطلب من كل أبناء العراق والأمة العربية أن يتعلموا ويتعرفوا على تاريخ وطنهم الكبير ويتخصصوا فيه وفي تاريخ أقطارهم على وجه الخصوص وأن يدركوا مغزاه ويتعرفوا على سر تطوره واتجاه خطواته .. وأن لا يكتفوا بالتعرف على الحوادث التاريخية كي يقال عنهم تعلموا التاريخ وأصبحوا مؤرخين أو ما إلى ذلك من مسميات .. فالأهم من كل ذلك هو استخلاص العِبَرْ والدروس من تلك الحوادث التاريخية وتحديد أهدافها ونتائجها وعلى ماذا تدل تلك الحوادث .. وإلى أين نمضي ويمضي بنا تاريخنا .. ؟ وبذلك تتكون لدينا رؤية واضحة نقدر ونعتقد من خلالها ما قد سيحدث مستقبلاً .. ونحدد ما يجب أن لا يقع أو يعود .. وبذلك تكون لدينا رؤية واضحة لحماية أنفسنا من الوقوع في شراك العملاء والخونة والجواسيس أو السير وراء الدعوات البراقة الكاذبة التي جاء بها الغزاة تحت مسمى ( الدم قراطية ) التي تساندها إيران الصفوية في عدوانها الإجرامي على العراق والأمة العربية.

عليه يجب أن نعي جيداً ونعرف إن أسباب العدوان ألصفوي وتداعياته على العراق والأمة العربية الإسلامية بدأ قبل الإسلام بسبب ما يتوسم في العروبة من الكرم والشجاعة والخيرات والثروات التي تمتلكها البلاد العربية .. وأزداد الحقد والتآمر مرةً أخرى منذ الفتح الإسلامي الأول المتوج ببعثة النبي الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) البشير النذير للناس كافة وإنهاء الاستقلال الفارسي بالفتح الإسلامي وجعلها ولاية إسلامية تابعة لدولة العروبة والإسلام ووقوع الكثير من الفرس أسرى بيد القوات العربية الإسلامية، واستُرِقَوا ووُزِعوا على العرب ودخل الكثير من الفرس في الإسلام وتعلم الكثير منهم اللغة العربية حتى كان منهم جيل ثاني يتكلم العربية وكأنهم من أبناء العرب .. ورغم كل ذلك لم يصبحوا في جملتهم كالعرب في عقيدتهم .. ولا كالعرب في مطامعهم وطموحهم ونزعاتهم .. ولا في عقلية العرب .. واعتنقوا الإسلام فصبغوه بصبغة فارسية عدائية .. ! ولم يتجردوا عن عقائدهم وتقاليدهم الدينية القديمة، وفهموا الإسلام بالقدر الذي يسمح به دينهم القديم الذي اعتنقوه جيلاً بعد جيل ونشئوا عليه ، وتعلم الكثير منهم العربية ولم يغادروا ما علق في خيالهم من شعر ومثل وحكم فارسية .. لذلك وكنتيجة طبيعة إدخال تعاليم جديدة ونزعات دينية بفكر صفوي على الإسلام .. الذي أثر ذلك بشكل سلبي مباشر على الأدب العربي وغمره بالحكم والقصص الفارسية المنسوجة من الخيال الفارسي.

فالسؤال الذي يطرح نفسه هل استنبطنا كشعب شيء من العبر والدروس منذ الغزو والعدوان الامبريالي الصهيوني ألصفوي عام 2003م والى يومنا هذا .. !!! كان من المفروض ومنذ إدخال داعش والميليشيات الصفوية وسيطرتها على عدد من المحافظات العراقية أن نكون بمستوى المسؤولية في استلهام العبر والدروس وأن نرتقي بالإيمان بالله ( عز وجل ) وبمبادئنا ونعبر بعقيدتنا وبصفوتنا وحبنا لبعضنا البعض للوصول إلى وحدتنا ووعينا القومي العربي وحماية أنفسنا ومبادئنا وبلادنا وثرواتنا من هذا العدوان الإجرامي بكل أشكاله وأدواته ولكن صدق قول الله تعالى: { .. إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ .. }الرعد11

عليه يجب التركيز على الوعي القومي العربي كونه المعبر الوحيد عن الأمة العربية لقيادة الجماهير وتعبئتها وبلورة أحاسيسها وترجمتها إلى واقعاً ملموساً ورحم الله الشاعر البصير:

لا يلبـس الشعب حلة مجـده حتى تطرز بالنجيع القاني
وإذا تتوجت الجماجم بالظبا كانت لهن كرامة التيجاني
 





الجمعة ٢٧ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجدي المحامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة