شبكة ذي قار
عـاجـل










يبتعد كثير من المحللين والكتاب عن جوهر اسباب التغيير الحاصل في المشهد السياسي الدولي والاقليمي الحالي ويعزونه الى ازمات أنية مثل الربيع العربي والازمة السورية وتمدد ايران في المنطقة ويضيفوا الى هذه الاسباب الازمات الاقتصادية التي تعصف بالعالم نتيججة تفشي داء العولمة الاقتصادية وانعاكاساته على العالم العربي . بذلك تتمحور افكارهم حول النتائج واشكالاتها وليس وراء الاسباب ودوافعها .

الا ان الواقع الدولي الذي حدث نتيجة ازاحة الاتحاد السوفيتي في بداية العقد الاخير من القرن الماضي ، من المعادلة العالمية وتفرد الولايات المتحدة الامريكية كقطب اوحد وتغولها جعل منها الاًمر الناهي في العالم مما دفعها لتضع خطط لتكون القوى الاوحد في العالم لما لايقل عن نصف قرن . ولديمومة هذه المكانة كان العراق الهدف الجوهري لهذا المخطط وفقا لقاعدة تاريخية تقول من يسيطر على العراق يتمكن من الجهات الاربعة في العالم ( سرجون الاكدي لقب بملك الجهات الاربعة ). ان الاحتلال الامريكي الايراني للعراق العلة الكبرى في العالم اليوم .

ليس خافيا على احد الابعاد المعلنة والخفية لاحتلال العراق وماترتب على هذه القضية الهامة من انعكاسات سلبية على العالم برمته ، والتي بدأت بهزيمة امريكا في العراق وفشل مخططاتها بفعل المقاومة البطولية للشعب العراقي وتوسطت هذه الانتكاسات الازمة الاقتصادية التي هزت المؤسسات البنكية العالمية عندما انتكست اسواق المال الامريكية عامي 2007 /2008. ولم تتمكن امريكا من تحمل اعباء الهزيمة العسكرية والاقتصادية معا ، فاعلنت انسحابها من العراق على شكل اتفاقية امنية وهُزمت امالها في البقاء كقوة متفردة ، لكنها ابقت العراق تحت احتلالها وأوكلت ادارته لايران ومليشياتها . وكان التغلغل الايراني في العراق متزامنا منذ الايام الاولى للاحتلالل وانتهزت ايران فرصة اعلان امريكا الانسحاب لتعلن ان بغداد عاصمة عربية اخرى تحت قبضة طهران بعد دمشق وبيروت وتلتهما صنعاء.

وخيم القلق على عواصم عربية عديدة من هذا التمدد والتصريحات الايرانية بتبعية عدة دول عربية لها ولم تخفي نواياها بدفع الموالين لها بالتحرك لاثارة القلاقل في دول عربية اخرى .

لم يكن امام الدول التي شملها التهديد والتحدي الايراني الصريح الا الاعلان عن رفض هذه السياسيات الايرانية العدائية و التصدي لها . الا انه وكما في اغلب المشاريع العربية لم يستطع المواطن العربي ان يفهم تلك الاليات المزمع اتخاذها لصد المشروع الايراني في المنطقة ، ومما يزيد ارباك المواطن ان التناقضات بين الاعلام والواقع تزداد حدة . وكما هو معلوم للقاصي والداني ان حكومة الاحتلال في المنطقة الخضراء تُشكل وتُدار من قبل السفير الايراني في بغداد وهو الحاكم الفعلي بامر من طهران ، وتقتل اهل العراق دون اعتبار لانسانيتهم وتدمرالمدن تحت عنوان التحرير وبقيادة ايرانية علنية للقتال دون لبس او تمويه، وبالرغم من ذلك يرى المواطن العراقي ان حكومة بغداد تُؤخذ بالاحضان والدلال والترحاب في مضافات الحكام العرب .

ان انتخاب ترامب حمل معه سيل من شائعات اشتُقت من عناوين لتصريحات ترامب اثناء حملته الانتخابية وسُوقت على انها برنامج جديد لحكومة امريكية تريد لململت كوارث الحكومات السابقة واكثر ما ركز عليه المواطن العراقي امرين اولهما الموقف من ايران ومليشياتها كونها الاكثر ايلاما في الواقع العراقي وثانيهما كيف تتم معالجة الاوضاع في العراق وفق مفهوم الادارة الجديدة !!؟؟ . وتلقفت دوائر عديدة اعلامية واستخبارية عربية وغير عربية هذه ألتسأولات الملحة ففاضت مخيلاتهم وخططهم في سيناريوهات تناثرت في مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف اسمائه وان الاغلب يرجح الانقلاب الامريكي بتوافق عربي على الشريك الايراني في الساحة العراقية .

إن المتتبع والمراقب للشأن العراقي يلاحظ الارتباك والهرج والمرج في الساحة العراقية من الداخل والتأمل المرتبك للعراقيين في الخارج وهمس ولغط هنا وهناك واستنفار المخزون الثقافي للفرد من اجل تحليل الاحداث على ارض الواقع والذي يصطدم بالكوارث التي تنزل على اهل العراق وتدمير الموصل وتشريد اهلها وقتل اكثر من 40 الف موصلي مثالا صارخا على ذلك ، وازدياد موجة الاغتيالات والاعتقالات والتغييب القسري خطفا وغرقا . فمن ينظر للمشهد العراقي يصاب بصدمة مزمنة وتضيف هذه الهلوسات ازمة اخرى مضافة له .

نحن على يقين ان العراقيين وحدهم القادرين على انتزاع بلدهم من يد الاجنبي وتضميد جراحهم وبحكم الانتماء العربي يتأمل العراقيين دعم عربي . مع علمنا ان اهم اسباب النصر الوحدة بين القوى الوطنية التي هي ومع شديد الاسف بعيدة المنال وهي ابعد اكثر عن جراحات العراق .

ان الوجع العراقي لا يحتمل اسرار التناقضات في مواقف العرب لذا يدور تســاؤل مهــم في ذهـن العراقيين موجهـة للعرب اللذين يعلنون عن اهتمامهم في الشأن العراقي !!!.
هـــل العـراق قضـية تـدرس بصدق من أجـل الحـل أم ورقـــة ضغــط تســتخدم للحصول علـى مكاســب قطــريـة أنيــة للظروف التي تمرون بها ؟؟؟؟؟؟
 





السبت ٥ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة