شبكة ذي قار
عـاجـل










أصحاب السيادة والفخامة والدولة والسماحة
ممثلو الأحزاب الوطنية والتقدمية،وفصائل الثورة الفلسطنية
وممثلو المؤسسات الأمنية

الحضور الكريم
أيها الأخوة والأخوات،أيها الرفاق والأصدقاء

بداية أنقلُ إليكم تحيات الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير في عراق العروبة الرفيق القائد عزة ابراهيم،كما تحيات القيادة القومية وقيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وكل كوادره ومناضليه مع الشكر لمواستكم ومشاركتكم في إحياء ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل فقيد الحزب والوطن والأمة العربية،الرفيق الدكتور عبد المجيد الرافعي .

إن رفيقنا العزيز الذي نفتقده واياكم ولبنان، وأمته العربية تمر بأقسى الظروف حراجة،لم يكن رفيقاً لنا وحسب،بل كان آخاً وأباً،ولم يكن حكيماً للشعب وحسب،بل كان حبيباً له يعيش قضاياه بكل جوارحه،والأمل لم يفارقه أبداً بأن الجماهير ستحقق أهدافها طالما بقي نبضُ الحياةِ يضخ الدمَ في عروقها.

الدكتور عبد المجيد الرافعي الذي ارتقى أعلى سلم المواقع الحزبية،تفتح وعيه السياسي على متغيرات نوعية في الواقعين الوطني اللبناني والقومي العربي،فانخرط في السياقات النضالية قبل أن ينخرط في صفوف الحزب منتظماً.ولهذا قال فيه المفكر العروبي ،
منح بك الصلح إن عبد المجيد الرافعي حتى ولم يكن بعثياً ما كان له إلا أن يكون وطنياً.

وهذه الوطنية أضفت عليها بعثيتهُ نكهةً نضاليةً خاصةً فأخذت بعدها القومي الشامل منذ انخرط حكيمنا في ورشةِ نضالِ الحزب على كافة الأصعدة وفي كافة المجالات .

إن الرفيق الدكتور عبد المجيد الرافعي الذي شغل موقع نائب الأمين العام للحزب على مدى عقود ،لم يكن من جيل التبشير البعثي ولا من جيل التأسيس،جيل ميشيل عفلق وصلاح البيطار و منصور سلطان باشا الأطرش والياس فرح وأكرم الحوراني وكوكبة المناضلين العرب الذين أطلقوا من غوطة دمشقية عشية السابع من نيسان لسبعة عقود خلت عقد التأسيس لحزب الثورة العربية،حزب الوحدة والاشتراكية،حزب البعث العربي الاشتراكي .

لكن عبد المجيد الرافعي الذي لم يكن من جيل التأسيس،كان من جيل التنظيم الذي توسعت قاعدته وفروعه وغطى مساحة الوطن العربي من تطوان إلى بغداد التي كانت وستعود قبلة للمناضلين العرب وحضناً دافئاً لهم عصية على الأمركة والتفريس .

وإذا قيل كثير في صفاتٍ أخلاقية وانسانية لمن نحي ذكراه إلا أن ميزتين كانتا مشهودتين له :
الأولى : أنه كان دائماً في صف الشرعية الحزبية.
الثانية : أنه كان دائماً في صف الشرعية الدستورية للدولة الوطنية.

إن الرفيق عبد المجيد الرافعي الذي قضى ردح حياته مناضلاً وهذا توصيف كافٍ،كرمه الشعب والطيف السياسي الوطني في وداعه،وها نحن اليوم نُكرمُه رمزاً وطنياً وقومياً،وقائداً بعثياً عاش مسيرة الحزب بكل انجازاتها وإخفاقاتها،وكان رفيقاً لميشال عفلق وصدام حسين وعزة ابراهيم،كما لكل رفيق في مغاور العرقوب يوم كان يزورها متفقداً أحوال المناضلين والمقاومين على الحدود مع فلسطين المحتلة ومنذ أطلق الحزب مع رفاقه في الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية مقاومة مبكرة ضد العداونية الصهيوينة و عليها تأسس فعل مقاوم استمر حتى أثمر تحريراً لجنوبنا العزيز من رجس الاحتلال الصهيوني والكل ساهم في ذلك رغم تعددية التلاوين السياسية لقوى الفعل المقاوم.

واليوم نقول لمن فارقنا وهو كان يتمشق سلاح الموقف،بأن حزبك ،باقٍ على المبادىء والثوابت . مبادىء أهداف الثورة العربية المتجسدة في ثلاثية الأهداف الاستراتيجية،الوحدة والحرية والاشتراكية،وعلى ثوابت الموقف، باعتبار الأرض العربية هي على درجة واحدة من القدسية . وإن الأمن القومي العربي واحدٌ وكل تهديد لأي من مكوناته الوطنية هو تهديد له ببعديه السياسي والمجتمعي . وإن العروبة هي ثابتة تاريخية لهوية هذه الأمة التي تتوفر لها كل مقومات الوحدة والتقدم والنهوض،وهي أمة وإن كبت في مراحل معينة من تاريخها إلا أنها تحمل في طياتها كل عوامل النهوض والانبعاث المتجدد.

أما لبنان،الذي قضى رفيقنا العزيز أكثر من ستين عاماً يدعو لإقامة الدولة المدنية العادلة وإقامة النظام الوطني الديمقراطي، نقول له إن حزبك،الذي حافظت عليه حفظ الرموش على العيون،سيبقى على الخط السياسي الثابت الذي ضبطت ايقاعه السياسي وعلى أساس ثلاثتين: ثلاثية الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة ،وثلاثية عناوين القضية الوطنية الملخصة بوحدة الأرض والشعب والمؤسسات.فهذه الثلاثية هي الثابت الوطني وأما كل الثلاثيات الأخرى إنما هي نتاج ظرفيات سياسية تنتهي بانتهاء المعطيات التي أفرزتها .

ووحدة الشعب التي ندعو لتجذير مفهومها،هي الوحدة التي لا يُعبر عنها بمفردات التعايش ولا العيش المشترك،فهذه مفردات تعبر عن مساكنة سياسية بين أطراف مشتبكة وملتبسة في علاقاتها ولا تعبر عن حقيقة الوحدة الشعبية .

إن مفهوم التعايش هو تشويه لمفهوم الوحدة الوطنية الفعلية،كما الديمقراطية التوافقية هي تشويه للديمقراطية السياسية الفعلية وهذه الوحدة الشعبية لن نصل إليها،إلا بإلغاء الطائفية،واسقاط الهويات الطائفية والمذهبية لحساب الهوية الوطنية الجامعة .

وأن المدخل لذلك،هو توفير الأساس السياسي لدولة المواطنة وليس دولة الطوائف،والطريق الأقصر هو قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وعلى أساس النسبية والدائرة الوطنية الواحدة .

وأما القانون الانتخابي الذي أتحفتنا السلطة به،وإن كنا سنتعامل معه باعتباره القانون النافذ،إلا أننا سنبقى نناضل مع من نلتقي معهم في الموقف والرؤية حول هذه القضية لأجل تغييره وإلا تعديله وصولاً إلى وضع تشريع يكون عاكساً بنتائجه للارادة الشعبية.

إننا نقول يجب إلغاء الطائفية لأن عكس ذلك،سيكون لكل طائفة مدارسها وجامعاتها ومستشفياتها وحصصها في السلطة وصولاً إلى جيشها الخاص وها قد وصلنا إليه بالتتالي ،
وهذا سيكون على حساب دور المؤسسات الوطنية الجامعة وخاصة مؤسسة الجيش

إن الجيش الذي نوجه له التحية للدور الذي يقوم به من أجل حماية الأرض والانسان،هو المؤسسة الارتكازية الأهم في بنيان الدولة،وهذا الجيش الذي كنا ننظر له سابقاً كأداة قمع في يد السلطة ضد التحرك الشعبي،بتنا اليوم نرى فيه المؤسسة الوطنية الأهم التي يجب تقويتها وحمايتها للدفاع عن الوحدة الوطنية و الأمن الوطني وحماية السلم الأهلي،كون المخاطر ضد المكون الوطني تبدأ من تقويض بنية الدولة الوطنية بدءاً من تقويض مؤسسة الجيش وما حصل في العراق نموذجاً.

ونقول لمن نحي ذكراه نم قرير العين فحزبك،حزب الشهداء والمناضلين باقٍ على العهد،عهد الالتزام بقضايا الأمة العربية وفي الطليعة منها قضية فلسطين،ولا يزايدن أحد علينا،في قضية فلسطين،لأن حزب البعث هو من حدّد موقعها في صلب القضايا القومية وقدسُها ليست مستعمرة بل هي عاصمتها وأولى القبلتين وثالث الحرمين وقيامة السيد المسيح .

نقول له نم قرير العين لأن العراق الذي أحببته حب الهوى ,سيكون عصياً على الأمركة والفرسنة،وبغداد لن تكون أبداً عاصمة لامبراطورية حكام فارس وأضغاث أحلامهم فعهد الفرسنة انتهى مع القادسية وهي ستعود قلعة للنضال العربي ودمشق ستعود قلب العروبة النابض،لتشكّل مع بغداد توأماً قومياً عربياً يكمل مع مصر العروبة أضلع الهرم العربي الحاضن لقضية فلسطين .

تحية إلى رفيقنا وعزيزنا،الذي علّمنا الصدق في الموقف والسلوك والعودة دائماً إلى الجماهير ،باعتبارها المرجعية التي لا يمكن بغير دورها صياغة مستقبل عربي استناداً إلى وحدة شعبية نضالية محكومة آليات عملها بقواعد الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة، وصولاً لإنهاء كل استلاب قومي واجتماعي،وتحقيق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية.

الرحمة لفقيدنا الكبير ،

عشتم ،عاش لبنان،عاشت فلسطين التي لم ينسها الشهيد صدام حسين حتى في أقسى اللحظات حراجة،عاش العراق وقائده شيخ المجاهدين الرفيق عزة ابراهيم،عاشت الأمة العربية، عاشت قوى التحرر والتقدم في العالم والسلام عليكم .

بيروت في  ٢٦ / أب / ٢٠١٧
 





الاربعاء ٨ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة