الاتحاد الوطني لطلبة العراق .. ذكرى وذاكرة

هذا اليوم تكون قد مرت على تأسيس اتحادنا المناضل الاتحاد الوطني لطلبة العراق ستة وخمسون عاما .. ستة وخمسون عاما من الكفاح المرير والنضالات الطلابية التي حققت العديد من المكاسب والانجازات المهنية لمجمل الطلبة طيلة السنوات الماضية .. لقد كانت ولادة الاتحاد الوطني لطلبة العراق والذي نحتفل اليوم في ذكرى تأسيسه منذ الاعلان عنه في الثالث والعشرين من تشرين الثاني عام 1961 في الكلية الطبية وحتى يومنا هذا وسط أجواء من التحرك والتضحيات الجسام و النضال الجماهيري المتعدد الأشكال الذي خاضه طلبتنا جنبا الى جنب مع سائر المنظمات الجماهيرية والقوى الوطنية من أجل تحقيق الأهداف المشروعة للعراق والأمة .. فقد ارتبط تأريخ الحركة الطلابية العراقية بتأريخ النضال الوطني والقومي ...

ان الطلبة العراقيين فصيل اجتماعي واسع له من الأهداف والمصالح التي تستحق التحقيق ولم يكن من السهل تحقيق تلك الأهداف والطموحات من دون خوض النضال الجماهيري المنظم وتحت قيادة واعية مستعدة للتضحية والنهوض بأعباء النضال اليومي الدؤوب .. ان دخول الطلبة المعترك المهني والوطني والسياسي لم تكن بدايته يوم الثالث والعشرين من تشرين الثاني عام1961، ولكن سبقت ذلك اليوم مجموعة من الاضرابات والتظاهرات الطلابية من أجل تحقيق المكاسب المشروعة ضمن استحقاقات المراحل التأريخية ، وكذلك المشاركة الطلابية الواسعة مع سائر فصائل الشعب الوطنية , وكان للطلبة دورهم الواضح والمتميز في وثبة كانون الثاني عام 1948 في اسقاط معاهدة ( بورت سموث ) ، حيث اختلطت دماء الطلبة مع الدماء الزكية التي أريقت من معظم المشاركين في تلك الوثبة من الرجال والنساء والشباب والشيوخ ...

الاتحاد الوطني لطلبة العراق منظمة جماهيرية ديموقراطية ذو طبيعة وطنية عامة يتيح قانونه انضمام كافة الطلبة العراقيين بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية .. ومنذ ذلك اليوم بدأ النشاط الطلابي المنظم والذي أعتمد البرنامج الذي يهتم بمشاكل الطلبة على مختلف قومياتهم وطوائفهم , و اقرار نظام داخلي يعتمد الهيكلية التنظيمية للانتماء والعمل في صفوف الطلبة من أجل وحدتهم .. فالطلبة بطبيعة الحال ينتمون الى شرائح اجتماعية مختلفة من العمال والفلاحين والطبقات الاجتماعية المختلفة .. فقد تصدر الطلبة بقيادة اتحادهم المناضل مع المنظمات القوى الوطنية كل الانتفاضات والنضالات الواسعة التي خاضها أبناء الشعب وقدموا على هذا الدرب العديد من الشهداء ، فكان لهم دورا فاعلا في اسناد كل الانتفاضات والثورات الوطنية العراقية ، وحقق اتحاد الطلبة مكاسب وانجازات تأريخية عبر مسيرته النضالية ، واحتل مواقع قيادية في اتحاد الطلبة العرب .. ان أهم ما قام به الاتحاد الوطني لطلبة العراق على الصعيد القطري هو اعداد وتعبئة الطلبة للقيام بدورهم الطليعي الثوري في معركة الأمة العربية ضد الامبريالية والصهيونية والشعوبية ومن أجل التقدم الحضاري وبناء المجتمع العربي الاشتراكي الديموقراطي الموحد ، وغرس القيم الوطنية والثورية في نفوس الطلبة وفق مبادىء ثورة 17 – 30 تموز المجيدة ، ورفع المستوى الثقافي والاجتماعي والعلمي والتربوي للطلبة ، وتعميق التلاحم النضالي مع المنظمات الجماهيرية والمهنية ، ونشر وتعميم الثقافة القومية الاشتراكية في صفوف الطلبة .. أما على الصعيد في القومي فقد تم تعميق الروابط الأخوية بين طلبة الأقطار العربية وتوطيد العلاقة مع المنظمات الطلابية في الوطن العربي ، وتعميق روابط الحركة الطلابية العربية وصولا الى تحقيق أفضل الصيغ التنظيمية لوحدة الطلبة العرب على أسس ديموقراطية شعبية ، والاسهام في احياء التراث العربي والحفاظ عليه والاستفادة منه باستخلاص التجربة التأريخية التي عاشتها الأمة العربية ، وغرس الروح الثورية القائمة على الشعور بمصالح الجماهير الشعبية والايمان بوحدة المصير العربي ...

لقد تعرض مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة العراق كغيرهم من المناضلين الى التهميش والاضطهاد وشتى محاولات التصفيات الجسدية والفكرية منذ احتلال العراق والى يومنا هذا ، ولكنهم بقوا أوفياء للمباديء التي تأسس من أجلها اتحادهم المناضل ، وباءت كل محاولات الأعداء بالفشل الذريع .. واليوم يضطلع أكثر من أي وقت مضى بمهامه المهنية والوطنية جنبا الى جنب مع سائر المنظمات الجماهيرية الوطنية والقومية من أجل النهوض بالعراق واعادته حرا عربيا مستقلا ...

عاشت الذكرى المجيدة لتأسيس اتحادنا المناضل الاتحاد الوطني لطلبة العراق .. وليبقى مؤتمر الكلية الطبية علامة مضيئة في تأريخ الحركة الطلابية .. والمجد والخلود لشهداء الاتحاد وشهداء العراق والأمة وعلى رأسهم الشهيد الخالد الرفيق المناضل المجاهد صدام حسين ( رحمه الله ) .

المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة العراق
 ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٧