شبكة ذي قار
عـاجـل










حذرنا مسبقاً من أنّ اقتراب موعد الانتخابات سوف يأتي بأساليب غريبة وغير مطروقة سابقاً لتلميع صورة من يحكم العراق من سرّاق ونصابين وقتلة وأمراء حرب وعملاء، وذكرنا إنّ الحرب المزعومة على الفساد، ما هي إلّا أسلوب جديد لتبييض سمعة صدئة لقتلة مأجورين جثموا على صدور العراقيين منذ ما يقارب العقد ونصف العقد من الزمان ويرغبون بتجديد مدتهم.

إنّ الفساد الذي يتحدثون عنه جاء معهم، فالعراق دولة وشعبا، مجتمعاً وأفراداً، لم يكونوا معتادين على صفقات السلاح والعمولات، وصفقات تمرير الغذاء الفاسد، وبيع الاراضي بقيمة تقديرية غير قيمتها التجارية لكبار المسؤولين، وتبييض الاموال، ولا على الاختطاف والمساومة والقتل المأجور، ولا على عصابات الدعارة، وعصابات بيع الاطفال وتجارة الاعضاء البشرية، ولم يكونوا يبيعون الدواء المخصص للامراض المزمنة على الارصفة، ولم يستوردوا الدواء منتهي الصلاحية ولا الدواء الفاسد، كما إنّ العراقيين لم يعهدوا هذا الكم من المجرمين، لأنّ العراق كان يُحكم برجال دولة يعرفون جيدا كيف يسيروا اموره، وكيف يعاقبو الفاسد اذا افسد، والمجرم اذا اجرم، وإن كان وقد حدثت هنالك انحرافات في ذلك العهد، فإنّ دابره يقطع قبل ان ينتشر، ويحاسب كل شخص عن اخطائه بقدر اخطائه لا اكثر، وليس كما يحدث اليوم من عقاب يطال كل العراقيين بدون استثناء، وكل العراق بدون تمييز، ومع ذلك يبقى الفاسدون في مناصبهم آمنين.

ولكي نتحدث عن الحملة الترويجية الرخيصة التي يقوم بها اشخاص يرغبون بتجديد عقد بقائهم في السلطة باسم محاربة الفساد، فنقول ان لم تكونوا تروا جيدا، او انكم لم تسمعوا من قبل، فإنّ الفاسدين قريبين منكم جدا، ومنهم من يعمل في نفس حزبكم المجرم الذي سرق مال العراق وقتل ابنائه، ومن كل الطوائف، كما ان الفاسدين معروفين بالاسماء لا تحتاجون تحريات تستغرق اشهرا، فمن باع العراق معروف لكل العراقيين ومن تعاون معه كذلك، ومن يقوم بسرقة نفط العراق ويبيعه لحسابه الشخصي ويشتري بالمقابل استثمارات في اوروبا ودبي معروف ايضا، كما ان الفساد لا يشمل الجانب المالي والاداري فحسب، فالتقصير في ادارة اي شئ هو فساد، وهذا يعني ان كل الوزراء والمحافظين والمدراء العامين من بعد تاريخ نيسان 2003 ولغاية اليوم هم فاسدون، كما يشمل الفساد تهم القتل لانه افساد في الارض، لذلك يجب القبض على كل امراء الحرب وقادة المليشيات واعضائها ممن اصطبغت ايديهم بدماء العراقيين من كل الطوائف.

وبعد... مجرد وجود احزاب بعينها في السلطة هي الفساد بعينه، فكل احزاب اليوم والتي تحكم العراق باسم الاسلام والديموقراطية، هي متورطة بتسهيل احتلال العراق وبقاء المحتل فيه أفليس هذا فساد؟!.

تجري هذه الايام مناقشة ميزانية العراق لعام 2018، الميزانية الفلكية رقم (14) منذ تاريخ الاحتلال وحتى اليوم، كل الميزانيات التي سبقتها لم يتحقق فيها شيء، لا للبناء ولا للزراعة و للاعمار ولا للتطوير ولا التعليم والصحة، ولا لأي شئ يخص العراق، فكل الاموال السابقة سرقت وترجمت لاستثمارات بأسماء اشخاص بعينهم، واحزاب بعينها في الخارج أفليس هذا فساد؟! الميزانية المزمع مناقشتها ليتم اقرارها، مقدارها مايقارب المائة واربعة تريليون دينار عراقي، وفيها عجز يقدر بثلاثة عشر تريليون دينار عراقي، فأين واردات بيع النفط؟ في حين إنّ التعيينات الحكومية متوقفة لهذه السنة المالية ايضا، كما كانت في السنة الماضية، اي ان نسبة البطالة بين العراقيين عامة، والشباب خاصة، ستزيد اكثر نسبة للخريجين الجدد لهذه السنة، ونسبة للجامعات والكليات التي تم انشاءها عشوائيا بعد الاحتلال والتي اتت بالكوراث على الشباب العراقي، لانها حولتهم لخريجين بدون عمل أفليس هذا فساد؟! أمّا الكلفة التقديرية لإعمار المدن التي احتلها الارهاب الخارجي، ودمرها الارهاب الداخلي الحكومي فقدرت ( دوليا ) بتريليون دينار عراقي، ولم يخصص هذا المبلغ ضمن الميزانية بل خصص مبلغ اقل منه، وهذا يعني استمرار نزوح اهالي تلك المدن، واستمرار بقاءهم بدون عمل، واستمرار صرف معونات حكومية لهم، بصفقات فاسدة اصلا ومتفق عليها بين المجهزين والحكومة أفليس هذا فساد؟!. والقائمة تطول.

ما نريد أن نقوله هو أنّ من يرفع شعار مكافحة الفساد، هو فاسد اصلا، و يعمل على مبدأ داوها بالتي كانت هي الداء، فالفساد يحارب بالفساد، فالفاسدون الكبار الذين أتوا بالفساد، وهم رأس الفتنة الحقيقية، لا يقتص منهم خوفا او تسوية للمصالح، وعلى مبدأ ( غطّيلي وأغطّيلك )، أمّا الصغار فيتم تصفيتهم الآن لأغراض الدعاية الانتخابية لأنّ دورهم انتهى، وسيأتون بغيرهم قريبا ليحلوا محلهم، ويبقى الفساد هو سيد الموقف في العراق !!

لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج
 





الخميس ١٨ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة