شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة
تمر أمتنا العربية بمرحلة دقيقة من تاريخها تواجه فيها تحديات وتهديدات بالغة الخطورة تحتم على قواها الحيّة توحيد الطاقات لمواجهتها ، الأمر الذي يفرض عليها البدء بعمل عربي شامل لتحديد وسائل المواجهة والمقاومة من جانب ، وبناء مشروع النهضة العربية من جانب آخر ، الذي يحقق التوازن بين الثورية المطلوبة في التغيير الجذري وبين الواقعية التي يفرضها الوضع العربي القائم منذ عقود طويلة بما يحمل من مشاكل واختناقات وارتباطات وتدخلات واحتلالات إقليمية وأجنبية ، كما يحقق مواجهة التحديات الداخلية المتمثلة بالاستبداد والديكتاتورية وغياب الحريات وانتشار الفساد ، وشيوع الطائفية وظهور قوى الارهاب والتطرف والتعصب والمرض والجوع والجهل والامية والتخلف ، والتحديات الخارجية التي يمثلها الاحتلال وأدواته ومشاريعه في الهيمنة والاستعباد والتسلط والابتزاز .

هذه التحديات يمكن إجمالها بما يلي :

١- الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتداعياته الاقليمية والدولية ، وإعتراف الأنظمة العربية بالكيان الصهيوني والتطبيع معه .

٢- إحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها وتدميره ، وما نتج عنه من أزمات ومشاكل أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة على مستوى الأمن القومي العربي برمته وليس العراق فحسب .

٣- إحتلال ايران للعراق وهيمنتها على كافة مفاصل الدولة والمجتمع والسيطرة على كافة ثرواته ونشر الطائفية والفكر القائم على الخرافة والتخلف والتجهيل بين صفوف بين صفوف الشعب .

٤- احتلال ألأحواز العربية وتفريسها وقتل وتشريد شعبها ونهب ثرواتها .

وكذلك التدخل في سورية ولبنان واليمن وتهديدها للأقطار العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه .

٤- السياسة القطرية وتأثيرها في إعاقة أي مشروع وحدوي تحرري يوحد قوى الأمة في جميع أقطارها أو في عدد منها .

٥- إنتشار قوى الاٍرهاب والطائفية وشيوع النزعات العنصرية والمناطقية والعشائرية وغيرها .

٦- الديكتاتورية والاستبداد والظلم والاضطهاد وغياب العدالة وانعدام الحريات العامة والخاصة والممارسة الديمقراطية وانتهاك حقوق الانسان .

٧- سوء توزيع الثروة بين البلدان العربية وضمن البلد الواحد وهيمنة طبقة حاكمة فاسدة على السلطة ، ونهب المال العام بطريقة منظمة مما ساهم في زيادة الفقر وتفشي الجهل والمرض والتخلف والامّية وشيوع البطالة وتردي الخدمات الصحية والاجتماعية ، وتراجع مستوى الثقافة والتعليم وأنتشار الأمية ، وشيوع ظاهرة الفساد الاداري والمالي والسياسي على نطاق واسع في عدد من الاقطارالعربية .

٨- هجرة ونزوح ولجوء فئة الشباب خارج الوطن العربي بسبب انعدام فرص العمل وغياب الخدمات وحالة اليأس وفقدان الأمل .

٩- تخلف وإنهيار الاقتصادات في بعض الاقطار العربية وتعرضها لأزمات يصعب معالجتها في أقطار أخرى ، وتوقف عملية التنمية وارتفاع نسبة البطالة وتوقف سوق العمل ، وعدم مواكبة التحديث والتطوير في مختلف المجالات .

بناءاً على ماتقدم فإن القوى والاحزاب والحركات الوطنية والقومية التقدمية في الوطن العربي مدعوة لتأسيس (( جبهة القوى الشعبية العربية )) ، بما يحقق وحدة النضال العربي في تحشيد إمكانيات وطاقات القوى الشعبية العربية لمواجهة التحديات والتهديدات التي تتعرض لها الامة ، وبما يساهم في وضع قاعدة للحوار بين الاحزاب والحركات السياسية والشعبية العربية على طريق تحقيق الوحدة العربية الشاملة أو الاتحاد العربي الذي يقي الامة مِن الانهيار والتراجع والنكوص .

وبهذا الخصوص نقترح تشكيل لجنة تحضيرية من ممثلي الاحزاب والحركات العربية المشتركة في هذا المؤتمر لبدء حوار جاد وبناء على أسس هذه الورقة لإنضاج ماورد فيها من افكار ، والتوسع في الحوارات مع الاحزاب العربية التي لم يتسنى لها حضور المؤتمر ، على أن يستكمل مشروع اقامة الجبهة خلال الدورة المقبلة للمؤتمر الشعبي العربي في العام القادم لغرض مناقشتها واقرارها واعلان انطلاقتها .

ونرى أن من الأهداف العامة للجبهة هي :

١- توحيد نضال القوى الوطنية والقومية التقدمية في الوطن العربي وفق برنامج قومي والتنسيق بين الاحزاب والحركات التحررية والتقدمية العربية ، والتمسك بمبدأ الحوار الإيجابي البنّاء مع الاطراف الدولية عدا الكيان الصهيوني وادواته في الوطن العربي ، واعتماد هذا الحوار كوسيلة أساسية في حل النزاعات وإنتزاع الحقوق وضمان مصالح الأمة العليا .

٢- التمسك بالوحدة الوطنية لكل بلد عربي وبالنضال لإقامة الوحدة القومية بين أبناء الشعب العربي مع إحترام الخصوصية الوطنية لكل بلد من البلدان العربية .

٣- تحشيد طاقات الأمة وإمكانياتها المادية والبشرية في التصدي للمشروع والاحتلال الامريكي والصهيوني والايراني ومقاومته وافشال مخططاته وعزل وتفكيك أدواته الداخلية وميليشياته والاحزاب المرتبطة به وفضحها وانهاء تأثيرها على الرأي العام العربي والعالمي

٤- رفض الاٍرهاب والطائفية والمذهبية والنزعات العنصرية والعشائرية ، والانتماءات الاقليمية والمناطقية ، ومشاريع التقسيم والتفتيت ومحاربة الفساد بكافة أنواعه المالي والسياسي والاداري

٥- بناء المشروع العربي الذي يحقق أهداف الشعب ومصالح الأمة العليا في الوحدة والتحرر ، والسيادة والاستقلال الوطني والقومي ، وتوفير الحريات وتحقيق العدالة الاجتماعية ، والبناء والتنمية والتطور والتقدم الحديث .

٦- السعي لبناء دولة المؤسسات الوطنية القائمة على أساس سيادة القانون وتحقيق العدل وتوفير المناخ المناسب لممارسة الحريات العامة والخاصة وتوسيع المشاركة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة على أساس التعددية الحزبية والمنافسة السياسية بموجب دستور دائم وقوانين مدنية حديثة تعتمد المقاييس العالمية في تقييم الأداء .

٧- التعاون والتنسيق وتوطيد العلاقات مع كافة المنظمات العربية والاقليمية والدولية الشعبية منها والرسمية .

٨- إقامة أفضل العلاقات مع كافة الدول وأحزابها وبرلماناتها وإعطاء أهمية خاصة للعلاقة مع حركات التحرر الوطني في العالم .

٩- تحليل الأوضاع في الأقطار العربية بشكل مستمر ومتابعتها ورصد تطوراتها وتحديد الموقف منها .

الخاتمة :
إن مشروع إقامة جبهة القوى الشعبية العربية لم يكن وليد حالة ظرفية معينة تفرضها تحديات وتهديدات خطيرة تتعرض لها الامة في جميع أقطارها فحسب ، بل يعتبر ركيزة أساسية من ركائز العمل العربي الشعبي المشترك على طريق اقامة الوحدة العربية الشاملة كهدف مركزي من اهداف الشعب العربي وقواه وحركاته وأحزابه السياسية ... وبذلك فإنه يمثل مسؤولية تاريخية ومبدئية واخلاقية يجب أن تتبناها القوى الشعبية العربية لتحقيق وحدة النضال العربي على طريق النهضة العربية الشاملة .

آملين أن تنال هذه الورقة الاهتمام الذي تستحقه بغرض إغنائها وإقرارها في المؤتمر القادم .

ومن الله العون والتوفيق

تونس - للفترة من ٨ - ١١ ديسمبر ٢٠١٧





الاثنين ٢٢ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة