شبكة ذي قار
عـاجـل










قال مفتى «القدس» والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن الشعب الفلسطينى لن يقدم «القدس» على طبق من ذهب للاحتلال الإسرائيلى أو الإدارة الأمريكية، بعد قرار الرئيس الأمريكى باعترافه مؤخراً بـ«القدس» عاصمة لإسرائيل، فى قرار وصفه المفتى بأنه «عدوان أمريكى واضح».

وقال فى حوار لـ«الوطن» على هامش أعمال المؤتمر الشعبى العربى فى تونس، إن ما يجرى الآن فى «القدس» من صمود واستبسال ضد القرار الأمريكى انتفاضة تؤكد أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن حقوقهم المشروعة، مطالباً الدول والشعوب العربية باتخاذ إجراءات عملية ضد قرارات «واشنطن» الداعمة للاحتلال، داعياً إلى انعقاد قمة لقادة الدول العربية لمناقشة هذا القرار وسبل إثناء الإدارة الأمريكية عن المضى قدماً فيه. وإلى نص الحوار:

بداية، انتخبت رئيساً فخرياً لـ«المؤتمر الشعبى العربى» من قبل أعضائه وانتخبت كذلك لترأس دورته الأولى التى اختارت «القدس لنا» اسماً لها، ما دلالات هذا الأمر؟

- القضية واضحة، «القدس» فى قلب كل عربى، وهذا المؤتمر مؤتمر وطنى عربى شعبى، وهو أتى بهذه الصفة «المؤتمر الشعبى العربى»، وهم يقدرون «القدس»، وبالتالى القضية ليست اختيار فرد، وإنما هى قضية اختيار القدس وحضور القدس فى هذا المؤتمر، وأنا شخصياً كنت خالى الذهن حول مسألة أنه جرى انتخابى، فلم أكن أعرف بهذا الأمر، لكن لما رأيتُ ما رأيت فى أروقة هذا المؤتمر قبلت بهذا، لأنه شرف عظيم لى أن أمثل فيه «القدس».

وما قراءتك وتقييمك لردود الفعل تجاه قرار الرئيس الأمريكى الغاشم باعتبار «القدس المحتلة» عاصمة لإسرائيل؟

- حقيقة نحن سمعنا فى كل الأقطار العربية ومن عواصم الدول العربية وعلى لسان كل المسئولين سواء على مستوى الرؤساء والحكومات وزعماء الأمة العربية أو قادة الشعوب العربية، وكذلك فى المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف وكذلك الكنيسة المصرية والبابا تواضروس، وغيرهم من المسئولين أدانوا هذا القرار ورفضوه، وطالبوا الإدارة الأمريكية بالتراجع عنه، الذى يجحف حقوق الشعب الفلسطينى وحقوق المدينة المقدسة، وبالتالى هو قرار غير مقبول للأمة العربية وكذلك الأمة الإسلامية.

وما الذى تمثله تلك المواقف والإدانات فى مواجهة الاحتلال على أرض الواقع؟

- ما من شك أن الإدانة والرفض أمور مطلوبة، ولكن أنا أقول إنه بعد الإدانة والرفض لا بد أن تكون هناك خطوات عملية على الأرض، ونحن نأمل أن تكلل الجهود العربية بقرارات توصى بأخذ خطوات عملية لمنع تنفيذ القرار الأمريكى، ولإثناء الإدارة الأمريكية عن المضى قدماً فى ذلك القرار، ولدى أمل أن تعقد قمة عربية على مستوى زعماء الأمة تناقش هذا الوضع لأنه وضع خطير، وفى الوقت ذاته نأمل أن تكون القمة الإسلامية فى تركيا ذات مواقف وقرارات عملية، وأنا أؤكد على كلمة «مواقف عملية»، الأمتان العربية والإسلامية تمتلكان أوراقاً، إذا هى سخرت تلك الأوراق والطاقات للوقوف فى وجه هذا القرار، أعتقد أنهم بها سيفعلون كثيراً وسيقدمون كثيراً للقضية الفلسطينية، وبخاصة إذا ما استغلوا علاقاتهم وأوراقهم مع الدول والمجتمع الدولى، لأن المجتمع الدولى كان له رأى فى هذه القضية، وبدليل النقاشات التى جرت فى «مجلس الأمن الدولى» وكان هناك إجماع ضد هذا القرار، 14 دولة من أصل 15 ضد القرار الأمريكى وكثير منها عبر عن أسفه ورفضه، ولكن بالتأكيد كان هناك إجماع من قبل دول المجلس للوقوف فى وجه هذا القرار واعتباره قراراً ليس فى مصلحة العرب وليس فى مصلحة الفلسطينيين ولا حتى فى مصلحة خدمة قضايا الولايات المتحدة مع العرب ومع الفلسطينيين، ولا حتى غيرهم من دول المجتمع الدولى، القرار ليس فى خدمة هؤلاء، ولكن هو ضد العرب وضد الفلسطينيين.

اشرح لنا انعكاسات القرار الأمريكى على أرض الواقع فيما يتعلق بوضع المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية فى «القدس»؟

- على الأرض القرار لا يعنى شيئاً، «القدس» يتمسك بها الشعب الفلسطينى ويسكنون فى «القدس» ويحافظون على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبالتالى فإن هذا القرار لن يؤثر على طبيعة هذه الأماكن، لأن أصحاب هذه الأماكن يتمسكون بها ويحافظون عليها، وبالتالى القرار لا يعنى أن أهل «القدس» سيسلمون للإدارة الأمريكية أو للمحتل الإسرائيلى بهذا القرار ويقدمون له «القدس» على طبق من ذهب، الفلسطينيون يتجذرون فى «القدس» تجذُّر «القدس» فى الحضارة الإسلامية والعربية والتاريخ، وبالتالى هم يرفضون هذا القرار، وبالتالى من يرفضون هذا القرار لا يستجيبون لأى شىء يتضمن قراراً كهذا.

وماذا عما قيل عن فقدانكم إدارة المسجد الأقصى؟

- الإدارة فى المسجد الأقصى ستبقى بيد إدارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية، وهى إدارة ترعاها حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وبإشراف مباشر من جلالة الملك عبدالله الثانى ملك المملكة الأردنية الهاشمية، بما يعرف بالوصاية أو الولاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى المدينة المقدسة، ستستمر الإدارة بالقيام بواجبها تجاه المسجد الأقصى والمقدسات بهذه الصورة وهذا الشكل، يدعمها كل الفلسطينيين وكل العرب وكل المسلمين.

لكن الرفض الفلسطينى بالتأكيد سيواجهه الاحتلال بموجة عنف ربما تكون واسعة ..

- نحن الشعب الفلسطينى نرفض هذا القرار، ومن يتابع أخبار الأرض الفلسطينية يجد هناك انتفاضة للشعب الفلسطينى ضد هذا القرار وهذا الأمر يتمثل بالتحركات السلمية طبعاً من قبل الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال، الشعب الفلسطينى لا يملك أكثر من الحجر لاستعماله فى مواجهة هذا العدو الصهيونى المحتل فى مواجهة الغاز والرصاص وغيرهما من وسائل القمع فى مواجهة الشعب الفلسطينى، ولكن نحن أمام هذا الصمود والاستبسال الفلسطينى لن يمر علينا مثل هذا القرار وغيره من المخططات التى تستهدف حقوق الشعب الفلسطينى ومقدسات الشعب الفلسطينى، وفى مقدمة هذه الحقوق المدينة المقدسة عاصمة فلسطين الأبدية. وأود أن أؤكد هنا أن الشعب الفلسطينى كله بمسيحييه ومسلميه وبمختلف التوجهات السياسية، على قلب رجل واحد فى مواجهة هذا القرار الأمريكى الظالم، ويقف فى وجه كل المخططات والقرارات ذات الطبيعة الاستعمارية التى تخدم الاحتلال على حساب الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة.

وفى رأيك ما أوراق الضغط التى نملكها للتصدى لهذا القرار الأمريكى؟

- بالتأكيد لدينا كثير من أوراق الضغط، الحكومات والشعوب العربية والأمة العربية تمتلك طاقات كثيرة، بإمكانها أن تسخرها نعم، لأن هناك مصالح كثيرة يمكن استغلالها لمواجهة ذلك القرار، مثلاً مقاطعة البضائع الأمريكية هذا خيار مدنى يمكن استخدامه ضد قرار الإدارة الأمريكية، ومقاطعة البضائع الأمريكية أمر مهم جداً أدعو له، ثم عدم خدمة المصالح الأمريكية فى المنطقة، بالتأكيد هذا أمر كبير وله كثير من التأثير والانعكاسات، وبالتالى لا بد من اتخاذ خطوات ميدانية عملية لتردع الإدارة الأمريكية عن المضى قدماً فى دعمها لهذا المحتل الإسرائيلى وتجاوز كل الحقوق الفلسطينية.

المسيرات فى الشوارع العربية تطالب بقطع العلاقات مع «واشنطن» وطرد السفراء الأمريكيين، ما تعقيبك؟

- هذا أمر يعود لقرار الدول العربية، ونأمل أن يكون هناك قرار عربى قوى من شأنه أن يؤثر على الموقف الأمريكى والقرار الأمريكى، وأنا أعتقد أن الساسة والقادة العرب قادرون على بلورة مواقف يمكن من خلالها أن تشعر الولايات المتحدة بأنها كانت مخطئة فى هذا القرار، وأنه لا بد من مثل هذه المواقف وهذه الإجراءات.

كان هناك نوع من تبادل تحميل المسئولية بين الدول العربية بشكل غير رسمى وبعضهم البعض عن صدور هذا القرار؟

- الأمر لا يتحمل أن دولة عربية تحمل دولة عربية أخرى مسئولية القرار، القرار الأمريكى واضح بأنه عدوان أمريكى على الشعب الفلسطينى، عدوان أمريكى على الأمة العربية، عدوان أمريكى على الأمة الإسلامية، لأن «القدس» تخص الشعب الفلسطينى.. تخص الأمة العربية.. تخص الأمة الإسلامية، فعلى الشعب الفلسطينى والأمة العربية وعلى الأمة الإسلامية، وأقصد حكاماً ومحكومين وشعوباً ومسئولين أن يكون لهم مواقف ثابتة وعملية لإثناء «واشنطن» عن هذا القرار وأيضاً التراجع عنه. وأؤكد كذلك فى هذا الإطار أن حماية القدس ومقدساتها لا تتعلق بمسئولية الشعب الفلسطينى وحده فقط، وإنما الدفاع عن «القدس» مسئولية عربية وإسلامية مشتركة، ولن نسلم، ولن يسلم الشعب الفلسطينى للاحتلال ولا لأمريكا ولا لغير أمريكا بحقوقه ومقدساته المتمثلة فى المدينة المقدسة. وفى النهاية أؤكد مجدداً أنه لا تنازل عن القدس، والشعب الفلسطينى سيواصل نضاله للحفاظ على حقوقه المشروعة، وكذلك المقدسات الإسلامية والمسيحية فى المدينة، وكما قلت لن يسلم القدس على طبق من ذهب للاحتلال مهما كانت الظروف أو الخطوات التى سيتخذها الاحتلال.





الخميس ٢٥ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد حسن عامر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة