شبكة ذي قار
عـاجـل










سحابات

كحال كل أربعة سنوات قبيل موعد الإنتخابات البرلمانية العراقية تنبري فئران الإنتخابات الخارجة من فضاء نومها نحو جحور الإقتراع تتبارى لسرقة ما تبقى من فتات الوطن بتهديدات ميليشياتها القارضة تارة وبوعود خيال تارة أخرى.

فمع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية وتشكل كتل برلمانية جديدة عُرف بعض وجوهها منذ أيام الإحتلال الأولى وضم بعضها الأخر وجوه جديدة لا يُعرف من ملامحها إلا سمات الدعارة, فعلى ما يبدوا إن ما يسمى بالعملية السياسية في عراق ما بعد ( التحرير ) قد جذب مثل هذه الوجوه الكالحة في محاولة بائسة مدعومة صفوياً صهيونياً لإضفاء الشرعية لتاريخ بغاءهم.

ووسط كل هذا الدمار صخبت أصوات للتهليل والتكبير بأعمال فترة ما قبل الإنتخاب, فأهالي المنطقة الفلانية يشكرون السيد النائب لزيارته المبرورة التي لم ينتج عنها مستجد, وأبناء الحي الفلاني يتوجهون بخالص عرفانهم للسيدة الفلانية لمساهمتها بإزالة المياه الراكدة منذ أكثر من 6 أشهر (قبيل موعد الإنتخابات), وشيوخ ووجهاء عشائر المحافظة الفلانية يعلنون ولائهم للمرشح الفلاني عسى أن يوظف أبنائهم في دوائر الدولة, ولا ننسى الولاء للطائفة والمذهب حتى وإن عنى ذلك الإستمرار بتدمير البلاد أو لنقل ما تبقى من البلاد على قلته.

كثبان

كحال أي نظرية تشريعية في العراق الجديد, فإن البرلمان سيتشكل بتحالفات عابرة للمنطقية همها حصد أكبر عدد ممكن من أسرة النوم وسط سبات شعبي لا تجافيه يقضة محفزة رافضة للإقطاع الجديد المتمثل بوعود غبراء الفئران والبغاء من مختلف مسميات العملية السياسية.

ليطرح ذات السؤال على ساحة أي نقاش سياسي في فترة ما بعد الإنتخابات, هل تحققت الديمقراطية الأمريكية الموعودة لتصبح أرض العراق متطورة يسودها مجتمع حر طليق كحال أرض القوات ( المحررة ), وهل سعى القادمون على متن الدبابات المحررة من أجل الشعب وإعمار الأرض وإستغلال مناصبهم لرفعة البلاد, وهل تهنى العراقيين بخيرات وثروات أرضهم ولو بجزء يسير يعلل أسباب إنتخاب هذه الشخصيات المكررة منذ أكثر من 13 سنة أو من انضوى تحت ظل فسادهم, والجواب معلوم فلا تقدم ولا تحرر بل ساد الظلام أركان المعمورة سابقاً حتى ما عاد فيها معمور أو عمران جديد.

ولتستمر المأساة, يخرج المغررين بالتصفيق لذوي الرواتب الفخمة والمخصصات الخيالية والموازنة الفضائية موجهين لهم كلمات الشكر والعرفان لمشاريع لم ترَ النور رغم الكم الهائل المسروق من أموال الشعب المهلل.

وربما قد ظلمناهم فهم متواضعون ومن شيم المتواضع ألا يبرز وجهه إلا مع قرب الترشح للدورة النيابية الجديدة, ليظهر للشعب سخائه العلني ثم يعود للتواضع والخفاء مرة أخرى بعد نيل الكرسي, وإن حدث وتيقن المرشح المتواضع بنصره الأكيد بالتزوير أو غيره فلا تنتظر خروجه عن تواضعه.

ولنعيد صياغة هذا الأمر لنسأل عن الكتل الفائزة وما قدمته للشعب المظلوم على مر سنوات فوزها (لا شيء سوى قوافل من الوعود ضاعت وسط صحراء النفوذ والكراسي بلا تقدم بل تخلف خلف أكوام التفجيرات والفساد وتردي الخدمات, والشعب كالعبد المغلل بالقيود لا هو يكسر قيده ولا هو راضي بحاله وأصحاب الوعود على نهجهم السابق ضاحكون.





الاربعاء ١٥ رمضــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إبن أبيه الدوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة