من على مسامع الأنباء العربية والعالمية وجدل وسائل الإتصال أعلنت السفارة الامريكية في القدس المحتلة بدئها بمزاولة أعمالها الإعتيادية وسط ترحيب صهيوني عارم حيث أعلنت حكومة الكيان الغاصب على لسان وزيرة خارجيتها تسيبي هوتوفلي ترحيبها الحار لهذه البادرة الرائعة على حد تعبيرها كما صرح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن سروره بهذا التقدم الدبلوماسي الساعي لخدمة الأمة الإسرائيلية, كما ضجت الأخبار بأخر أعمال الحكومة التركية وتشغيلها لسد أليسا على الحدود العراقية التركية وتجفيف إيران لروافد الزاب إضافة لخمسة عشر رافداً ونهراً قطعتها أو جففتها على مر 15 سنة.

في حين لا يزال أصحاب المعالي يتابعون بحماس أخر إنتاجات الفن وصيحات ( المودة ) الصاعدة النازلة بعيداً عن ما يجري في ساحة أرضهم السياسية ومعاناة مواطنيهم, حيث لم يصرح علناً أي رد سياسي أو تحشد عسكري أو إستنكار وإعتراض دبلوماسي من مسميات سلطات الخيانة العربية أو أمة المليار الإسلامية أو المنادين بإسم الإنسانية.

فأين هم من الرشيد حين خاطب أعدائه بـ( من هارون أمير المؤمنين الى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون أن تسمعه والسلام ) مُحركاً جيشاً عظيماً لم يركد حتى هزم الروم أشد هزيمة.

إن ما جري ويجري على أرضنا في هذه الفترة الحساسية يؤكد المخاوف مما ستواجهه أمتنا في المستقبل القريب فتراتبية الأحداث قد إتخذت نحواً متسارعاً بعد أن أمن الإعداء موت الرشيد وتولي فطاحل عمالتهم مقاعد الحكم.

هزلت مقاعدهم وكبرت جيوبهم ونحن على حالنا منذ ذلك الحين تتحكم بنا أخبار الفن والتقليد وبإتفاق وسيطرة علنية على كافة المنافذ الإعلامية في البلاد لإستمرار هذه الحالة وخيرنا من وعى عقله وأنبه ضميره لهذا الصمت وسعى عسى أن يعيد التائهين لواقعهم فالوطن يضيع ...