شبكة ذي قار
عـاجـل










إن زخم الأحداث التي مرت على الأمة العربية منذ 2003 إلى اليوم أي بعد احتلال العراق زادت في تفاقم التحديات ، مما جعل المواطن العربي الذي كان يأمل في يوم من الأيام أن تتحرر فلسطين ويتحقق الحلم العربي في الوحدة وأن تركب الأمة قطار النهضة مما يحقق العيش الكريم لأبنائها . ولكن حدث العكس فلم تعد فلسطين وحدها المحتلة بل العديد من الأقطار العربية تعيش اليوم حالة الاحتلال في العراق وسوريا واليمن ولبنان ، أضف إلى ذلك الاحتلال الغير مباشر الذي تمارسه القوى الاستعمارية من خلال التحكم في القرارات السيادية للعديد من الأقطار . ولكن هذه التحديات ما كان لها لأن تتفاقم م لولا ضعف الطبقة الحاكمة وكل السياسيين الذين ينشطون في الساحة العربية فكان همهم الوحيد هو الحفاظ عل مكاسب آنية مما أدخل هؤلاء جميعا في خندق واحد ألا وهو خندق العمالة للأجنبي ، فالمواطن العربي لم يعد يحتاج من يلقن له دروس في السياسة ، فوعيه أكثر تطورا والحق لا يحتاج إلى براقع . صحيح أن كثيرا من المفاهيم الخطيرة قد دخلت في أوساط الجماهير جراء ما يحدث في الأمة من اقتتال بين أبناء القطر الواحد والصراع بين الأقطار العربية مما تولدت النزعة القطرية وخاصة في المناسبات الرياضية ، أضف إلى ذلك الابتعاد عن ممارسة النشاط السياسي وخاصة في وسط الشباب ، كل هذه العوامل أحيانا تدفع البعض إلى اليأس والتشكيك في أي عمل وحدوي أو حتى الإيمان بالعروبة .

كل هذا يدخل في إطار مشروع يستهدف تصعيد خطورة التحديات وتشعبها . ولكن البعث يدرك جيدا أن هذا الواقع هو نتيجة للتجزئة التي فرضها الاستعمار وأنها من أكبر التحديات التي تواجه الأمة فالتجزئة هي التي أنتجت الأنظمة القطرية التي حاربت كل عمل وحدوي وغذت التفرقة الدينية والعنصرية والجهوية وهذا ما ساعد القوى الاستعمارية من الإيغال في تنفيذ مشاريع التفتيت والاقتتال الداخلي .

ولهذا فالمناضل البعثي الحامل لعقيدة البعث في وعيه وسلوكه يقاوم ويصارع هذه التحديات بالعقل النير ولهيب الإيمان . إذا كان هذا هو الطريق الوحيد للوصول لأهداف البعث وتحقيق مبادئه، فلا يمكن اختصاره ولا يمكن في نفس الوقت القفز على المراحل للوصول على حساب التقاليد النضالية. ولهذا عندما تضيق بنا الدنيا جراء ما يحدث في الأمة وما يعانيه حزب البعث من تصفية لرموزه وحصار في اطار مشروع الاجتثاث ، نعود إلى الفكر باعتباره البوصلة التي تقودنا في الاتجاه الصحيح فهو الغذاء الروحي الذي بواسطته يتغلب المناضل المؤمن على كل العوائق التي من شأنها أن تحد من نشاطه. الرفيق المؤسس أحمد ميشال عفلق رحمه الله عبر عن هذا الموضوع في مقالة عهد البطولة فقال ( هؤلاء اليوم قليلون وربما أصبحوا في الغد أقل إذا اصطدموا بالمصاعب التي تنتظرهم ، ورأوا الويلات تنزل بهم واللعنات تنصب عليهم .

لكن المستقبل لهم لأنهم يفصحون عن مشاعر ملايين الناس الذين قص الظلم ألسنتهم. ) . نعم فالبعث منذ انطلاقته كمشروع للأمة العربية يدرك جيدا أن كل القوى المعادية للأمة العربية ستقف في وجهه وفي وجه طموحات الشعب العربي ، وبالتالي لا يمكن الاعتماد على أي قوة أخرى سواء داخلية أو خارجية لتساعد البعث في نشاطه أو تحقيق أهدافه . فالجماهير هي الوحيدة التي تعطينا الشرعية والدعم باعتبارها هي الغاية وهي الوسيلة . يبقى فقط كيف وبأي وسيلة للتعبير عن أفكارنا لكي نستطيع أن نصل إلى الخييرين من أبناء هذه الأمة لتكون معنا كجمهور يساندنا وكطليعة لخوض معركة النضال حتى تحقيق النصر .





الثلاثاء ١٥ محرم ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أيلول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب س . ع / الجزائر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة