شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يمكن الرهان على حكومة عادل عبد المهدي في إيقاف عجلة التدهور والانحدار، ووضع حد لفساد مستشر وشامل حلً بالعراق على يد الحكومات التي قامت في ظل المحتلين منذ اكثر من 15 عاماً ، ولا نهاية تلوح في الافق لمعاناة شعب اكثر من نصفه بين قتيل ومعتقل ومطارد ومشّرد ومهّجر ومسلوب الإرادة ، فسيل الظلم والقهر والافقار والاغراق في ظلامية الجهل والامية والتخلف والبدع والاباطيل ،قد بلغ الزبى، فالعراق قلب الشرق الأوسط ومالك اكبر خزين نفطي وثروات أخرى ،ولعراقته و أهمية حضارته وكونه جمجمة العرب وخصوصية وتنوّع مكوناته ! لهذا فقد استهدف من قبل القوى المعادية وبمساعدة ومشاركة وتواطؤ جميع من يحيط به بما فيهم بعض العرب ! فكان الاحتلال بعد عدوان وحشي وحصار جائر لسنوات ،والهدف الأساس التخلص من النظام الوطني والقيادة الشجاعة التي مثلت الامل في المشروع النهضوي العربي ،وهذا ما تحقق! ولضمان الاستمرارية لأطول فترة اختاروا أحزاباً أسلاموية متخلفة وسياسيين طائفيين وعملاء ، وشرّعوا دستوراً كتبه الصهيوني الأمريكي نوح فيلدمان لتبقى البلاد في فوضى وشعبها في تناحر وتقاتل واحتراب مدمر ،والمحتلون هم من شجعوا وغذوّا التغلغل الفارسي بكل احقاده واطماعه ونفخوا بصورة ملالي ايران لتصبح بعبعاً للأبتزاز وأخافة العرب والعراقيين وحتى الاتراك وبما يخدم اجنداتهم ! هذا هو ما يقف وراء الوضع في العراق والمنطقة، ولذلك فان الرهان على حكومة عبد المهدي المنقوصة ، لن يختلف عن الرهان على من سبقوه لأنه منهم ومن قيادات هذه الأحزاب التي جاءت مع المحتل وكان عضواً في مجلس الحكم وشارك وحزبه السابق المجلس الأعلى بفعالية في الحكومات الأربع السابقة ؟! فنوع الحكومات تقرره دول الاحتلال الذي لم ينته ،واختيار رئيس الحكومة لن يخرج عن تفاهمات الامريكان وخلفهم البريطانيون مع النظام الإيراني، والمناصب الوزارية والهامة توزع بالمحاصصة الطائفية وبتدخلات إيرانية ،حيث فرض مرشحو الحشد في هذه الحكومة ! واصبحت مزادات بيع الوزارات والمناصب العليا والهامة اكثر فضائحية!؟ اما الشعب ومصلحة البلاد فهما بعيدان عن تفكير المتسلطين ، فالوعود بحكومة انقاذ خدع بها ناسنا ولدغوا مرة اخرى ،فحكومة عبد المهدي، لن تكون ،كما وعد،مستقلة وخالية من المجرّبين والفاسدين !ولا حكومة تكنوقراط بل هي كسابقاتها وربما ستكون أسوأ ، فرئيسها متهم بالسرقة والفساد! ووزراؤها الـ 14 المعلنون ( بانتظار ترشيح 8 وزراء اخرين بينها الدفاع والداخلية ) يمثلون ، رسمياً او بالتعهد، الكتل والأحزاب الطائفية المجربة والفاشلة! وتخصص اغلب الوزراء بعيد عن عمل الوزارة مثلاً: وزير المالية .. بكالوريوس لغة إنكليزية! والإسكان والاعمار.. رياضيات! والخارجية ..إحصاء !والكهرباء..علوم سياسية! والشباب والرياضة .. فيزياء؟!؟! والمواقع السيادية العليا والوزارات والمناصب الهامة وزعت حسب المقرر، الكرد ..رئاسة الجمهورية ووزارة المالية، والسنة ..رئاسة البرلمان ووزارة الدفاع ،والشيعة ..رئاسة الحكومة والخارجية والنفط والداخلية ! كما ان كل حزب متمسك بالمواقع الهامة لنهب المليارات كهيئة الاستثمار والبنك المركزي ومحافظة بغداد وامانة العاصمة والمحافظين ومجالس المحافظات، ولجنة النزاهة ومدراء وادارات البنوك ،وهيئات الحج والسياحة ومؤسسات كثيرة ؟! فالأمور بائنة من أولها ولا امل لا في الامريكان ولا في عقوباتهم لطهران في اخراج ايران من البلاد! ولا يسمع من "حكومة تالي الليل " غير" حس العياط" ولا شيء آخر ! ان خلاص الامة واستقرار المنطقة يقرره الشعب العربي ويتطلب مراجعة جادة لحالنا المتردي ،كما ان خلاص عراقنا واملنا هو بشعبنا ورجاله الميامين فهم الامل وعليهم وبهم الرهان الحقيقي ، كما هو الامل على شعوب ايران في الخلاص من حكم الملالي المتخلف ، فالاوضاع لن تستمر على هذا الحال ولا يمكن التنبؤ بالتطورات ، فالمنطقة تغلي وتحًكم القوة الامريكية الطاغية لن يقوى على الصمود امام إرادة الشعوب والأمم.




السبت ٩ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة