شبكة ذي قار
عـاجـل










كل يوم نصحو على أخبار الوطن .. وننام على على أنين وجع العراق .. وصيحات العطشى والجوعى.

تنتشر الأنباء في أرجاء العالم كلها تعلن أن العراق أصبح حراً، ديمقراطيا!! ولم يعد له اعداء.. لا دول تعادي العراق، لا أمريكا ولا إسرائيل ولا كل الدول العظمى ولا حتى الصغرى!! ودول الجوار أصبحت حمامات سلام! اذا لماذا لا تطمئن يا قلبي؟!

وأسال نفسي، وماذا تبقى من العراق ليكون له أعداء؟! لماذا يعادون العراق؟! ولا شيء بقى منه سوى الحطام والركام.. مدنه فقدت ملامحها وانهاره أعلنت الحداد.. وشعبه مظلوم يطلق صرخاته ليل نهار، ومن خيم النازحين والمهجرين!! شعب مظلوم لا يعرف الى متى تستمر دوامة القتل والذبح التي يعانبها؟! شعب تحكمه حثالة عبرت الحدود حين غدرت حقائق الجغرافية والتاريخ بشعب العراق! بعضهم حملتهم الدبابات الأميركية وآخرون حملتهم مواكب رستم وكسرى ليحكموا العراق.

نعم، انتهت المهمة وتبين الخيط الأبيض من الأسود.. واستقرت الأوضاع!! فقد حققت امريكا الأهداف كلها التي خططت لها لعقود.. احتلت العراق واغتالت قائد العراق.. بعدما سقط صدام حسين من على منصة بنيت على عجل وفي ظلمة الليل.. اغتالت كل ما يملكه العراق من القوة والمقاومة لتنهي حياة البطل الوحيد الذي أذاقها الذل والهوان.. حينها، لم ينتبه أحد إلى صوت الشرفاء وهم يصرخون.. إنهم لا يستهدفون صدام حسين الإنسان، بل يستهدفون عراق صدام حسين وشعبه!!

احتل العراق ووضع الأعداء أيديهم على صنابير النفط يتحكمون بالآبار والحقول وحولوا أموال الشعب إلى خزائنهم وخزائن عملائهم بصفة ادعت أنها شرعية وقانونية!! وإيران انتهت مشكلتها مع العراق وأخذت بثأرها منه.. حين رأت البطل يسقط من على منصته حتى قبل أن يكمل الشهادة.. فايران التي جحظت عيون الطمع في رأسها العفن وفشلت في بث سمومها في شعب متماسك ينظر إلى المستقبل ويمسك بقوة بناصية التحضر والتطور.. إيران التي بقيت وعلى مدى عقود تراقب أرض الأولياء ولا تستطيع أن تدنو من حدودها التي تحولت ناراً وغضباً.. وبعد أن حول صدام حسين حلمها إلى كابوس وهي تراقب المزارات وأضرحة الأئمة من دون أن تطأ قدمها أرض الشرفاء تبث الفتنة بين الأهل، صدام الذي تجرعت على يديه سماً شربه خميني صاغراً وهو يعترف بهزيمته في حرب واجهه فيها المؤمنون وصبر الصابرون لسنوات ثمان.

انتهى عداء إيران للعراق بعد أن أصبح الفرس والمجوس من أهل الدار!! يسرحون ويمرحون على أرض الرافدين.. يقودون الجيوش في معارك لا يموت فيها إلا العراقيون!

كل صباح وكل مساء سأترحم عليك سيدي القائد.. أيها الشهيد صدام حسين .. وأعرف أن الملايين من شعبك والشعب العربي يترحمون عليك مثلي كل يوم وهم يعيشون البؤس، الذي اجتاح العراق من بعدك.

سأترحم عليك وأتذكرك وأنت تؤدي آخر شهادة باسم الله من على مشنقة الأعداء والخونة .. وأتذكرك وأنت تتلو آخر درس على الخونة الذين كانوا يزحفون تحت أقدامك كجرذان مفزوعة، آخر درس قلته لأشباه الرجال.. إن الرجولة لا تكون هكذا ( هي هاي المرجلة ) !!

هل شهد التاريخ مقتولاً يبتسم في وجه الموت ويستهزئ به .. كنت البطل الوحيد الذي لم يخفه الموت، بل كان الخونة معك في الغرفة مرتعبين حتى من طريقة موتك!!

نترحم عليك وعلى شهداء الوطن النجباء كلهم الذين اغتيلوا وهم يسعون لرفع قامة العراق أمام الشعب والعالم أجمع.

سأبقى أترحم عليك وأترحم على العراق كل يوم وأنا أعرف أن شمس بلادي بموتك قد أطفئت لسنوات طويلة .. وأنك حين سقطت سقط معك العراق كله.

قالوا إنك كنت ديكتاتوراً .. نعم كان صدام حسين دكتاتوراً، وهو يفرض العدل على الجميع، يسترد حق المظلوم ويقتص من الظالم.

كنت قاتلاً .. قتلت قاتليك .. قتلت أعداء شعبك، أعداء العراق، وأعداء الوطن.

وإنك كنت ظالماً .. نعم وأنت توجه جيشك وأسلحتك إلى صدور الأعداء الذين تربصوا بالعراقيين.. الأعداء الذين تكاثروا وازدادت مطامعهم بعد أن حولت العراق إلى منارة وشعلة للعلم والتطور.

قالوا سرقت الوطن .. وثبت أن يديك نظيفتان من كل ما يدنسهما .. سرقت ثروة العراقيين، وأنت تعيد تلك الثروة إلى أهلها الحقيقيين بعد أجيال من النهب والسرقة .. لتوقع قرار تأميم النفط العراقي وتعيد الحق إلى أهله.. ذلك القرار الذي قصم ظهر الأعداء وجعلهم يدورون حول أنفسهم!!

قالوا كنت سارقاً! ويدك أيها الكريم نظيفة من كل ما يدنسها، فمنذ سنوات وأعداؤك يبحثون عن ارصدتك في البنوك الخارجية.. ولم يستطع أي خائن ان يعثر على رصيد باسمك، لا عقار يمت لك بصلة خارج أرض الوطن!! بل تركت قصوراً فخمة ومعالم تشهد لك ولأهلك بمقدار تقدم الوطن، ولكن يالوجعنا، إن الحثالاث، التي تسكنها اليوم لا تعرف حتى كيف تستخدمها!!

اليوم أتفه عميل وأي خائن مهما صغر حجمه يشتري القصور في لندن وجزر في أمريكا.

كنت سارقاً سيدي حين أعدت أموال العراق المنهوبة وحين كنت تقر القرارات لصالح الفقراء وأنت تعرف أن الفقر ظلم.. تقيم مدنا متمدنة وتخطط لقرى عانت الإهمال لأجيال متعاقبة.. تشق طرقا وترفع الجسور، تشيد سدودا ومستشفيات وتأمر أن تزود بأفضل الأجهزة المتطورة لتعالج الإنسان العراقي، الذي كانت تفتك به الأمراض، تزيد عدد الجامعات والمدارس وتعلم العراقيين أن إضاعة دقيقة من العمل هي إضاعة فرصة من التقدم .. وتعلم شعبك أن العمل شرف وأنت تزور قرى وأقضية اهلك الفلاحين وتقيم في مضايف البسطاء من شعبك لتؤكد أن فرصة حياة أفضل قد حلت!! كل يوم تسعى مع المخلصين تبث الهمم في سواعد رجالك ونسائك لبناء وطن وانتشاله من التخلف والجهل.. كل يوم تثير عقول المسؤولين بكثير من التحديات لتؤكد أن العلم والتعليم هو المفتاح الأول لحل مشكلات العراق، تقضي على الجهل وتمحو أمية الشعب. كل يوم تحول أحلام العراقيين التي بدت مستحيلة، حينها، إلى حقائق على أرض الواقع .

قالوا أنك كنت تسير وفق مخططات أمريكا وبريطانيا.. والدليل أنك الوحيد الذي أرسل بالصواريخ لتضرب العدو في عقر داره حين صحت تل أبيب على قوة ضربات العراق ولم تنم حتى يوم سقطت شهيدا!

قالوا عنك انك ادخلت العراق في حروب .. وأنت وكل العراقيين الاصلاء تعيد للوطن وجهه الحضاري وتعلم الأعداء كيف يتجرعون السم وهم خاسرون .. وعلمت شركة اميركية وهي توجه مؤامراتها ضد العراق الذي انتصر للتو في حرب قاسية شركة اسمها الكويت، علمتها كيف لا يمكن للذيل والفرع أن يرفع رأسه في وجه العراق العظيم.. نعم طريقك كان صعبا يا عراق ولكن متى كان طريق العز والشرف سهلاً؟!

قالوا إن الأجانب أصدقاؤك.. وأنت من اخترت حتى آخر لحظة أن تموت على أرضك لتلفن الخونة درسا في الوطنية.. لم تلجأ إلى اي بلد خارج الحدود لتغتنم الفرصة بحياة لا قيمة لها بعيدا عن وطنك.

قالوا انك كنت عنصرياً .. وأنت من وقعت يده بيان اذار لتعطي الاكراد الحكم الذاتي وانت تردد ان للكردي حقين على الوطن، حق كونه كرديا وحق عراقيته !! واليوم ها هم ساستهم يهددون كل يوم بالانفصال في عملية تقسيم طالما أوجعتك وأوجعت غالبية شعبك.

قالوا إنهم قتلوك لأنك منعت الشعب من ممارسة طقوسه.. حين منعت العراقيين من اللطم وتلطيخ الوجوه بالطين. فهنيئا لكم اليوم وانتم تشاهدون الايرانيين يلطخون وجه نساء العراق بالطين وهم يقفون حراسا على أبواب الحضرة الشريفة في النجف وكربلاء!!

نعم صدام منع تلطيخ وجه الماجدات بالطين .. لأنه كان مؤمناً أن شهادة الحسين لم تكن الا عبرة ودرساً لترفع الأمة رأسها وليحرر الأحفاد من النكبات ومن تكرار مأساة الطف ثانية.

ربما كان صدام أول من أيقن درس الأجداد الذي يقول: إن شهادة الحسين كانت فخرا وكرامة لا مأساة تجعل الأمة لطامة، بل كان يريد أن ينتشل أهله الطيبين المؤمنين من طين الجهل .

نعم ننام على وجع الوطن كل ليلة، لكننا سنبقى ننتظر صداماً جديداً .. دكتاتورا آخر!!

بالنسبة لي سابقى حتى آخر لحظة من عمري أترحم على القائد وانتظر صداما جديدا، وأعرف ان الملايين مثلي تنتظر .. سنبقى ننتظر صدامنا الذي سيمن به التاريخ على الوطن العزيز من جديد .. وإن لم يكف العمر انتظارا فلا يهم فأنا أعرف أن الموت حق، وأعرف أن أهلي الشرفاء ستكون لهم الأبدية وأنا معهم





الثلاثاء ١٢ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ماركريت خاميس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة