شبكة ذي قار
عـاجـل










اعتبرت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي أن الاستقلال ليس نشيداً وعلماً وحسب، بل هو شبكة آمان وطني واجتماعي أيضاً.

جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية هذا نصه :

تحل الذكرى الخامسة والسبعون لإستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، وأحواله ليست بأفضل مما كانت عليه عشية الاستقلال.

فعلى مدى نيف وسبعة عقود، لم يذق اللبنانيون طعم الاستقرار السياسي، وهذا ليس ناتجاً عن تحديات الصراع مع العدو الصهيوني فقط، بل أيضاً، لأن النظام الذي وضعت أسسه في الدستور وأعراف الميثاق استبطن في ذاته ازمات تتفجر دورياً كلما اهتزت توازناته الداخلية الشكلية، وكلما اشتدت تأثيرات الهزات الارتدادية للصراع في الحوض القومي العربي والمحيط الإقليمي.

إن النظام السياسي الذي كان يفترض فيه أن يقوم على قواعد المساواة في المواطنة، لم يقم، بل قام نظام المحاصصة والطائفية منها بشكل خاص، ومعها تحول اللبنانيون إلى رعايا في بلدهم، بدل أن يكونوا مواطنين تجمعهم هوية وطنية جامعة وهذا ما برز أخيراً من خلال إعادة تكوين السلطة على أساس قانون انتخابي عمق الشرخ المذهبي، وشوّه مفهوم النسبية، وحرم اللبنانيين من ممارسة حقهم بالاستناد إلى قانون انتخابي عادل ناضلوا طويلاً لإقراره فجاء القانون النافذ ليدخل تعقيداً على العملية الانتخابية ويحول دون تمثيل حقيقي للإرادة الشعبية.

إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، إذ تعي حجم الاختلالات في بنية النظام اللبناني وأبرزها القانون الانتخابي الأخير، ترى أن الاستقلال الذي تحل ذكراه الخامسة والسبعون هذه الأيام ليس نشيداً وطنياً، ولا علماً يرفرف فوق الساريات، بل يفترض أن يكون محطة وطنية، ينطلق منها الشعب ليمارس خياراته الوطنية في إدارة الشأن العام بعيداً عن كل وصاية وارتهان والتحاق، كما يفترض أن يكون نقطة انطلاق لبناء نظام سياسي يوفر شبكة أمان وطنية لأبنائه، كما يوفر شبكة أمان اجتماعية ، وهذا ما لم يتحقق على مدى العقود الغابرة.

وإذا كانت الأزمات قد ازدادت تفاقماً، فلأن المنظومة الحاكمة الغارقة حتى أذنيها في الفساد السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، تعيد إنتاج نفسها بعد كل أزمة تعصف بالبلد، وتحصن نفسها برزمة من التشريعات التي تحول دون محاسبتها عن السرقة والهدر بالمال العام وإغراق البلد بمديونية فاقت ملياراتها سنوات العقود الاستقلالية.

من هنا، فإن إحياء هذه الذكرى يجب أن يكون مناسبة لرفع الصوت مدوياً، وترجمة ذلك بآليات عملية ضد كل من يمعن في التخريب السياسي والاقتصادي ويحرم المواطن من حزمة الضمانات في الطبابة والمسكن والتعليم والأمن الحياتي، كما في صياغة موقف وطني موحد في مواجهة من يهدد مقومات لبنان الوطنية بوحدة أرضه وشعبه ومؤسساته، وكل من يهدد سيادته الوطنية وهويته القومية, وكل من يحول دون الشرعية من ممارسة سيادتها على كامل التراب الوطني.

إن جميع اللبنانيين المتضررين من هذا الواقع الفاسد مدعوين للارتقاء بعملهم ونضالهم السياسي إلى مواجهة التحديات المهددة للبنيان الوطني، وعلى رأسها التحدي الصهيوني. وعلى القوى الوطنية أن تكون مبادرة لصياغة مشروع سياسي يستحضر المضامين الوطنية للاستقلال بكل عناوينه وأبعاده وينهي والى الابد نظام الطائفية السياسية التي اعتبرت مؤقتة عشية الاستقلال وتحولت إلى دائمة في يوبيله الماسي.
تحية للشهداء الذين سقطوا في مواجهة المستعمر، ولنعد للاستقلال معانيه ودلالاته الوطنية الأصيلة.


القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في  ٢١ / تشرين الثاني / ٢٠١٨





الخميس ١٤ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة