شبكة ذي قار
عـاجـل










لم نكن لنبرز الذكرى بالخطب والمقالات وتتبع مآثره وسيرته البطولية لمجرد مهرجانات نستعرضها ونتغنى به ، وإنما هدف إحياء سيرته التاريخية وأدواره البطولية للوقوف عليها وآثارها في قيادته الحزب والدولة للتأسي والاقتداء بها، وانعكاس تلك السيرة والمواقف في سلوكنا أي في سلوك الرفيق البعثي عملياً بحيث يكون صدام حسين عنواناً وهدىً وبوصلة الطريق النضالي في التعامل مع مفردات الحياة على مستوى الأسرة والمجتمع وعلى مستوى الموقع والمهنة في العمل الحزبي أو في الدولة على المستوى الرسمي أو الشعبي لتنعكس المسيرة النضالية للبعث في سلوكه حاملاً قيم القائد ويجسدها في تعامله.

ولكتابة مواقف ومآثر القائد نحتاج إلى مجلدات. لكن سأستعرض ما تجود بها الذاكرة من محطات بطولية لتكون لنا دروساً وعظة ومناراً نتأسى ونهتدي بها، ومنها:

* أن انخراط القائد بشجاعة في الثورة ضد نظام الدكتاتور عبد الكريم قاسم وهو في عز شبابه يعطينا درساً أن نكون حاملين لواء التغيير والكفاح ضد الظلم والاستبداد ومن أجل أن ينعم الوطن بالحرية والازدهار والرخاء، ويتطلب أن نكون مشاريع استشهاد من أجل الانتصار لقضايا الوطن والأمة.

* نتذكر مقولته المشهورة عندما ضعف أحد رفاقه وهما في الزنزانة: ( إذا خانتك قيم المبادئ فحاول ألا تخونك قيم الرجولة )، هذا درس يعلمنا أن نقف بثبات على القيم والمبادئ التي نحملها بصلابة ورجاحة العقل ولهيب الإيمان مهما كانت أساليب القهر والتعذيب من قبل الطغاة، ويلاحظ ذلك الإيمان الثابت للرفيق القائد أن يُذكّر زميله إذا " خانتك قيم المبادئ فتذكر قيم الرجولة "، قيم الشجاعة وقيم العلو والسؤدد التي هي عنوان العزة والكرامة في الحياة.

* موقفه من ابنه عدي رحمه الله في إشكال مع أحد المرافقين، حيث جمع أبناء الرفاق والمسؤولين في الحزب وجعلهم يشاهدون العقوبة لابن صدام حسين، ليكون درساً لهم في حالة حدوث خطأ منهم بحق الشعب، فالعقوبة ستكون جزاءهم وليتعظوا منها.

إنه درس يعلمنا أن نقول الحق ولا مجال للمحاباة في ذلك ومن أجل إعلاء قيم الحق والعدل والصدق ولو على أنفسنا، وتجسيد ذلك تجسيدا حيا في تعاملنا في المجتمع.

فمن أجل المبادئ التي حملها القائد ضحى بالغالي والنفيس، وضحى بالمنصب في سبيل الانتصار لقيم العدل والعزة والكرامة والحرية والاستقلال، فلا معنى للكرسي والدولة في ظل الانبطاح والتبعية للمستعمر. وكذلك ضحى بأولاده عدي وقصي وحفيده مصطفى لأن الوطن عنده أغلى.

* وكذا حاله وهو أسير يدافع عن المبادئ، فكان في المحكمة أسداً قوياً بقوة المبادئ التي حملها، وبدلاً من أن تحاكمه المحكمة، ظهر هو من يحاصرها ويحاكمها حتى أنطق القاضي ليقول قول الحق فيه: أنت لست ديكتاتورا.

وهذا يعطينا دلالة على وجوب التأسي بمواقفه والتضحية والوفاء للمبادئ وللوطن وللحرية وللوحدة ولفلسطين والدفاع عنها بشتى الأساليب، وفضح وكشف المشروع الفارسي الصفوي الصهيوني الذي يستهدف فلسطين قضية الأمة المركزية ومشاريع التطبيع للأنظمة الخانعة وتعرية صفقة القرن بتوعية الجماهير بأهدافها.

إن الشهيد قدم لنا تلك المواقف البطولية من أجل الوفاء لها والتضحية في سبيلها.

* وهو يخرج للإعدام طلب من السجان الأمريكي معطفه، وعندما سأله العسكري الأمريكي، لماذا؟
قال ( الجو في العراق عند الفجر بارد، ولا أريد أن أظهر مرتجفا فتظن الأجيال القادمة أن قائدهم ارتجف من الخوف ).

فما أعظمك من قائد وأنت ترسم للأجيال عظيم المعاني في القوة والصلابة التي ينبغي أن تتحلى بها للدفاع عن ثرواتها وحقوقها وهويتها.

وحري بنا أن نتمثل صفة القوة والصلابة والثبات للدفاع عن قضايا الأمة مبتعدين عن الضعف والخنوع والمساومة والارتهان للمستعمر، على أن نسخر كل ما أُوتينا من إمكانيات ومن قوة للانتصار لها في كل السبل المختلفة، محققين حلم القائد في كلمته المشهورة ( ما يهمني هو أن تبقى الأمة رافعة رأسها لا تنحني أمام الصهاينة )، ورافعين شعار تحيا الأمة العربية وعاشت فلسطين حرة عربية وهي آخر وصية يقدمها لنا وهو على منصة الشهادة، فلقد استشهد من أجلها وقدم روحه وفاء لها.

* قيادة الشهيد الحملة الإيمانية لإدراكه أن محاربة الصهيونية والمشاريع الصفوية والأمريكية بحاجة إلى تنمية العقيدة الإسلامية، ولتنمية قيم الرسالة وقيم الإيمان والجهاد، وتعميق مفهوم العروبة المؤمنة وحمل معانيها السامية. فبالعقيدة والإيمان تتحقق قوة المواجهة مع المشاريع التي تستهدف الأمة، وحري بنا أن نستمر في تعزيز قيم الحملة الإيمانية التي خطاها القائد دون الانجرار إلى مهاوي اليسار واليسارية.

إن الاقتداء بالمواقف البطولية للقائد الشهيد صدام حسين هو التعبير الحي والصادق للوفاء له، ونحن نحيي الذكرى الثانية عشر لاستشهاده. كما يتطلب الاقتداء بتلك المحطات البطولية أن نكون مشاريع استشهاد، والوفاء لتلك القيم السامية في التضحية والفداء وفي الجود والسخاء، وفي البذل والعطاء والتجسيد الحي للولاء والانتماء، وبطي صفحة الضعف والضعفاء ليكون عهدنا عهد البطولات.

فعهدا لمسيرة القائد، لن ننحني. وعهدا أن نطلق لها السيف لا خوف ولا وجل، وليشهد لها زحل ..

وقسماً لتكوننّ تلك المواقف برنامج عمل في سلوكنا تنعكس آثارها في تحقيق حلم القائد في الانتصار لقضايا الأمة، وبدون ذلك يكون الإحياء مجرد مهرجانات صوتية لا تلقى لها صدى على أرض الواقع.





الاحد ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبده مدهش الشجري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة