شبكة ذي قار
عـاجـل










كما جرت العادة في مثل هذي الأيام من شهر كانون أول / ديسمبر من كل عام، تهل علينا ذكرى سيد شهداء العصر القائد العربي صدام حسين رحمه الله التي نحتفي بذكرى استشهاده الثانية عشرة، الذكرى التي حملت في نفوس العرب والمسلمين ( الحزن والفرح معا )، فكيف تم ذلك؟

أما الحزن، فقد حزن العرب على رحيل قائد عربي شجاع غيور على أمته ومقدساتها وقف في وجه المد الصفوي والغطرسة الامبريالية والصهيونية دفاعا عن القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين التي نافح عنها دفاعا حتى آخر لحظات حياته.

والفرحة التي انتابت الناس عموما من العرب والمسلمين والشرفاء في العالم فقد تمثلت بتلك الوقفة المهيبة التي وقفها شهيد الحج الأكبر والأضحى المجيد في رباطة جأش وشموخ الجبال الرواسي وهو يواجه حبل المشنقة غير آبه بالموت وكأنه على منصة تكريم وتتويج، بينما تنقب من هم حوله من شدة خوفهم منه ليخفوا ملامح وجوههم العفنة، ولذلك كل الوجوه التي شاهدت ذلك المشهد المهيب للقائد العربي وهو يتوج بالشهادة مكرما من المولى سبحانه الذي ألهمه نطق الشهادتين والبسمة ترتسم على محياه، والدمعة والبسمة ارتسمت على وجوه أبناء أمته، ولسان حالهم يقول: بيض الله وجهك كما بيضت وجوهنا ورفعت بثباتك رؤوسنا وكنت كما عهدناك بارا بأمتك وفيا نقيا أصيلا شجاعا في الحق لا تخاف في الله لومة لائم.

الذكرى السنوية للشهادة والخلود والتضحية والثبات على المبادئ والقيم العربية الأصيلة التي ناضل من أجلها ودافع عنها واستشهد في سبيلها دفاعا عن العراق وفلسطين وبقية أقطار أمتنا العربية، ليست ذكرى عابرة في تاريخ أمتنا، بل هي محطة نتزود منها بكل المعاني والقيم والمبادئ العربية الأصيلة التي حملتها الرسالة العربية الخالدة وحملها القائد على عاتقه واستشهد في سبيلها .

عن جدارة واقتدار وعلى قدر كبير من المسؤولية، نال رحمه الله حب الأمة وشرف قيادة قطر العراق والبعث العظيم، وتأييد جماهير الشعب العربي له لقيادة ركب الأمة في مواجهة قوى الطغيان الامبريالي - الصهيوني والصفوي الفارسي في منازلات العزة والكرامة في القادسية الثانية وأم المعارك والحواسم .

وكشفت أيامنا العصيبة هذه، كم نحن بحاجة إلى مثل هذه القامة العربية الأصيلة.ولذلك ترى وتسمع من المواطنين في أرجاء الوطن العربي صدى تلكم الحاجة وترحمهم على شهيد الحج الأكبر والأضحى المجيد،وشبكات التواصل الاجتماعي شاهد على ما نقول، واليوتيوب زاخر بالفيديوهات التي تشيد به وبأيامه ونظامه، وقد عبر الكثير من العراقيين عن حالهم في أيامه: ( كنا ملوك ) لأنه بنى وطنا يتسع للجميع وجعل شعاره { ارفع رأسك أنت عراقي }. لم يكن طائفيا ولا مناطقيا أو عنصريا، وقد جعل من العراق منارة للعلم والعلماء وبيتا للعرب حاضنا ومعينا .

ونحن نعيش هذه الذكرى العطرة، نجد أنفسنا بحاجة للتماسك والتكاتف فيما بيننا، وندعو أبناء الأمة عبرها - أي الذكرى - إلى نبذ الخلافات والترفع عن الدنايا لأن الخطر محدق بنا خاصة وأن أعداءنا جميعا يخططون لتقسيم ما قسموه فيما مضى وينوون تصفية القضية الفلسطينية فيما يسمى بمشروع القرن الذي تسعى إلى جعله الإدارة الأمريكية برئاسة الشاذ ترامب ومن ورائها اللوبي الصهيوني واقعا ملموسا، ويسعون بكل جدية إلى فرض التطبيع مع أحفاد القردة والخنازير الصهاينة. وللأسف يساعدهم في ذلك بعض المحسوبين حكاما عرب ( قطر والإمارات وعمان ) المهرولون من غير مقابل تطبيعيا باستقبال وفود رياضية وسياسية وثقافية واستخباراتية صهيونية على حساب القدس وفلسطين قبلة الجهاد. وهذه الخطوات المخزية التي أعلن فيها هؤلاء الأقزام بفعلهم عن تخليهم بصورة غير مباشرة عن مسرى الرسول ومهد المسيح عليهما السلام ودخولهم في الفلك الصهيوني، الأمر الذي ترفضه جماهير الأمة العربية والإسلامية، ولسان حالها يقول إنهم سيدفعون ثمن تلك الخيانة آجلا أم عاجلا، ففي الوقت الذي يعيش فيه هذا الكيان اللعين عزلة دولية، تجد أنظمة عربية تسعى لفك عزلته!

ذكرى استشهاد القائد صدام حسين هي ذكرى وفاء وعرفان واعتزاز وإكبار ونصرة وافتخار وترحم على القائد العربي المغوار ورفاقه وبنيه الشهداء على مذبح الكرامة العربية.

وتشهد أيام الذكرى الثانية عشرة لعيد الشهادة أحداثا كثيرة في الوطن العربي يقف وراءها الغرب بمخططاتهم والفرس بمدهم الطائفي والصهاينة بجرائمهم ( مثلث الشر ) محصلتها إجمالا في ساحات الوطن العربي حروب وصراعات وتدمير قدرات وإثارة النزعات الطائفية وتمزيق للهوية وتفكيك النسيج العربي في كل أقطاره. وهذه الحرب التي يطلقون عليها الناعمة أكبر تأثيرا وأكثر خطورة علينا كأمة، والأمثلة واضحة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها .

عاشت فلسطين حرة عربية أبية وعاصمتها القدس الشريف .
عاش العراق حرا عربيا أبيا رأس حربة الجهاد وجمجمة العرب.
الرحمة والخلود لسيد شهداء العصر القائد صدام حسين وبنيه ورفاقه الشهداء على مذبح العزة والكرامة.
الشفاء للجرحى والمصابين في معارك الكرامة.
الحرية للأسرى والمعتقلين المناهضين للاحتلال بأشكاله كافة.

حفظ الله القائد المجاهد المعتز بالله: المهيب عزة إبراهيم ورفاقه أبطال المقاومة العراقية الأسطورية.
تحية اعتزاز وفخر وإكبار للأستاذ المجاهد: صلاح المختار رئيس اللجنة الدائمة للاحتفاء بذكرى استشهاد القائد صدام حسين رحمه الله وطيّب ثراه، والأستاذ المناضل: الوليد خالد رئيس اللجنة التحضيرية للاحتفاء بالذكرى الثانية عشرة لعامنا هذا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الاحد ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل أحمد الجلوب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة