شبكة ذي قار
عـاجـل










كثيرة هي الصفات التي يحملها عن جدارة حكام العراق الحاليون. قسم منها اكتسبوها في الفترة "الجهادية" الاولى قبل الغزو والاحتلال، حينما كان بعضهم يتسكع امام سفارات ومراكز مخابرات ايران وسورية واميركا وبريطانيا واسرائيل وفي صحراء مخيم رفحا السعودي يتوسلون بمسؤوليها لكي يتقبلوا منهم تقارير ملفقة عن انتهاك الحكومة الوطنية في العراق حقوق الانسان والقرارات الدولية، وتقاريرأخرى تجسسية عن الجيش العراقي واسلحته ووحداته مقابل حفنات من الدولارات والليرات والتومانات والدراهم فنالوا بحق صفات ( متسكعون وجواسيس مأجورون ومزورون ). والبعض الآخر كان يقاتل مع الجيش الايراني ضد العراق، وبعد توقف الحرب أخذ ينفذ أوامرايران بقتل المدنيين العراقيين في الأهوار وتفجير اماكن تجمع العراقيين المدنيين في بعض المناطق الحدودية المحاذية لايران، فأضافوا بذلك صفات اخرى مثل ( خونة وقتلة وارهابيون مأجورون ). ومن هذه الصفات ما اكتسبوه في الفترة "الجهادية" الثانية بعد الاحتلال الاميركي، حينما جلبهم الغزاة والمحتلون من تلك الاماكن النتنة الى سدة الحكم. فقد خدموا قوات الاحتلال بصفات متعددة حيث كانوا يلفقون التقاريرعن المقاومين والوطنيين المناهضين للاحتلال، ويحمون ظهر قواته ويشاركونها في حملاتها ضد المقاومة. كما باشروا عمليات قتل وتشريد عشرات الالوف من الوطنيين العراقيين خصوصا من اهل الكفاءات العسكرية والمدنية. وانغمسوا كلهم وتفننوا في سرقة أموال الدولة وأملاكها وهي أموال الشعب وأملاكه، وفي نهب اموال المواطنين. وهكذا اضافوا صفات صفات "جهادية" جديدة لسجلهم هي ( أدلاء الخيانة وعملاء وحرامية ومسلبجية ومافيات ).

لكن صفة جديدة أخذت تلوح منذ أكثر من سنة في سجل هؤلاء المجاهدين في سبيل ايران وانفسهم المريضة. فقد زادت مظاهر الاحتجاج والسخط الشعبي ضد النظام الحاكم وتبعيته لايران واحتجاجاً على فشله واهماله وعلى فساد وتعسف مافياته الاسلاموية، وانطلقت مظاهرات احتجاجية واسعة في مدن جنوب ووسط العراق. وفي شهر مايس الماضي اعلنت الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران وفرضت عقوبات على اقتصادها المسخر لخدمة سياساتها التوسعية والتدخلية الارهابية المزعزعة لاستقرار الدول الاخرى والأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم. وأعلنت شروطها الاثنتي عشرة وخلاصتها العمل على اجبار النظام الايراني على التخلي عن هذه السياسات، ما يعني بالضرورة تخليه عن جوهره وحصنه وسلاحه الاول والأساسي، بما يؤدي حتما الى سقوطه. وما لبثت أن ظهرت الأضرار الجسيمة للعقوبات الدولية بسرعة في بنية الاقتصاد وبدت الشروخ في هيكل النظام الايراني. وأخذت المعارضة الشعبية المدنية والمسلحة تتصاعد بوتيرة متسارعة. وهكذا بدأت مرحلة العد العكسي لوجود النظام الايراني وانعكاساتها الحتمية على بنية ووجود وكلائه في النظام الحاكم في العراق. فمعروف للجميع اعتماد هؤلاء الوكلاء كلياً على أسيادهم في طهران في حمايتهم من غضبة الشعب العراقي المتصاعدة وضمان استمرارهم بنهب كنوزالعراق لخدمة جيوبهم وخزينة اسيادهم. هكذا أضيفت صفة ( المذعورون ) لهؤلاء الحكام. فباتوا ترتعد فرائصهم كلما زادت مظاهر المعارضة الشعبية الوطنية العراقية في الداخل اوالخارج لظلمهم وتسلطهم. واستبد بهم الهلع والجزع كلما تصاعدت الضغوط على نظام أسيادهم في طهران وظهرمترنحا تحت سياط العقوبات والعزلة الدولية والمعارضة والعزلة الداخلية ( في الاسابيع الثلاثة الأخيرة فقط انطلقت 62 مظاهرة احتجاج ). وأخذ الجزع والفزع يقضان مضاجعهم كلما سمعوا خبرا عن نشاط عراقي وطني سلمي معارض لهيمنتهم حتى لو جرى على بعد الوف الكيلومترات، ومن ذلك ما اصابهم بعد اجتماع أكثر من مائتين من اصحاب الكفاءات والأكاديميين المغتربين العراقيين في ولاية مشيغن الأميركية واعلان معارضتهم لهذا النظام الفاسد ومطالبتهم بازاحته وتحقيق تغييروطني شامل.

ونتيجة لحالة الذعر هذه أطلقوا ماكنات دعايتهم الالكترونية، وبمساعدة من مثيلاتها لدى حليفيهما حزب الله الايراني والمخابرات السورية، فانهالت البيانات الكاذبة الملفقة التي ينسبونها تارة للمجتمعين لتشويه طبيعة اجتماعهم الوطنية النبيلة وتارة يهاجمونهم باتهامات سخيفة باطلة. ومن ردود فعل مافيات النظام الحاكم المعبرة عن احساس افرادها بالخوف والقلق والهلع من مفاجآت المستقبل القريب اختلاق اخبار كاذبة ونشر مقالات باسماء مستعارة وأخرى بتوقيع احد اتباعهم المعروفين بالسقوط والتبعية للاحتلال عن لقاءات مزعومة بين حزب البعث في العراق ونظام بشار الاسد الصفوي الدموي برعاية ايرانية وغيرها من التلفيقات المثيرة للسخرية. هؤلاء بطبيعة الحال يمنّون انفسهم الخائبة والخائرة بتعزيز معنويات أتباعهم الخائرة والمهزوزة. كما يمنّونها بتشويه صورة البعثيين امام الملايين من اشقائهم وأهلهم في العراق، وبفك عرى العلاقة الوثيقة التي رسختها بينهم عشرات السنين من العمل الجاد والجهد الجبارفي بناء دولة حديثة قوية مهابة أتاحت الحياة الحرة الكريمة المبنية على المساواة الكاملة لكل أبنائها ووفرت كل ما يحتاجه الانسان العراقي من أمن وأمان وحرية وخدمات. فالعراقيون يزدادون محبة وتقديرا للبعثيين كلما امعن نظام مافيات ايران في ظلمه وتعسفه لشعب العراق وفي المقدمة منهم البعثيون ورفاقهم المعارضون الوطنيون. ويزدادون اعتزازاً وثقة بالحكم الوطني وحنيناً الى أيامه كلما أوغلت هذه المافيات في الفساد نهباً وسرقةً لثروات المجتمع والأفراد، وكلما ظهرالمزيد من نتائج سياساتها واجراءاتها متمثلا في إفقارالناس وحرمانهم من حقوقهم وتشريدهم وسلبهم كل مقومات الحياة البشرية الكريمة. وتشهد صفحات العراقيين في منصات التواصل الاجتماعي كل يوم عشرات اللمحات الجديدة من هذه المحبة والتقدير والتأييد للحكم الوطني ولقادته الوطنيين الاشراف المقتدرين المؤهلين النزيهين المخلصين لشعبهم ولوطنهم.

وفي المقابل تشهد اشكالاً شتى من تعابير السخط والغضب على زمرة المافيات الحاكمة في العراق، والازدراء لهم والفضح لاجراءاتهم المشينة. وفي الوقت نفسه تشهد منصات التواصل الاجتماعي ملامح مما ينتشر بين العراقيين من أمل كبير وثقة عميقة بقرب ازاحة هذه النظام الفاشي العميل لايران والبدء بعملية التغييرالوطني الشامل بعونه تعالى وهمة العراقيين الوطنيين الغيارى، وهم والحمد لله الغالبية العظمى من شعب العراق.





الجمعة ٢٦ جمادي الاولى ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / شبــاط / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الله الطائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة