شبكة ذي قار
عـاجـل










في السلوك الإنساني ومساراته الحياتية نحتاج الى العاطفة والعقل حيث ان الاثنين أدوات من أدوات الإقناع ، وكفة العقل ترجح في عملية اتخاذ القرار ، وهذا مع الاسف فقدناه في بعض الأحيان عندما كنّا دولة ونظاما ، رغم وجود رفاق مناضلين عملوا بكل إخلاص وفداء من اجل تجنيب البلد المكروه ، لكننا فقدنا تجربة كبيرة بسبب عدد من الطارئين الذين زينوا العاطفة والاندفاع والحماسة وجعلوها بوصلة العمل دون حساب المتغيرات الدولية ، وقياس حجم ودرجة العداء والخوف من قبل دول الجوار العربي بل الدول العربية ، لم نستفد من التاريخ ولَم نضع تجربة سيدنا محمد صَل الله عليه وسلم وخاصة في صلح الحديبية فقد غلب العقل على العاطفة ، وقبل طلبات أعدائه وهم المشركون .

بعد قراءة متأنية لكتابات بعض المعترضين على عقد مؤتمر واشنطن بتاريخ ١٣-٣-٢٠١٩ وجدتها لاتمت بصلة الى منطق العقل والحكمة ، بل مواقف شخصية ومصلحية ترى ألانا الذي يوسوس بداخلهم من ان البساط قد سحب من تحت اقدامهم ، ولما لا وهم لا يحركون ساكناً في ساحات كبيرة تمنحهم القوانين حرية عقد اللقاءات واكتفوا ان تطلق عليهم تسمية مسؤول وهم بعيدون عن شرف المسؤولية وخاصة في هذا الظرف الصعب الذي نمر به وان لنا رفاق يجاهدون على ارض العراق ، لينما هم ينعمون بكل انواع الخير والرفاهية.

واستغرب من ان البعض يزاود على رفاقنا الموجودين في ساحة المقاومة داخل العراق وهو يعيش حياة مرفهة سبع نجوم ويكتب ألفاظاً وعبارات وكأنه يقود المقاومة ولا يتنازل عن اَي شيء، نقول لهذا النوع ان قيادتنا لا ولَم تتنازل عن الثوابت وهذه تجدها في خطب واحاديث الرفيق المجاهد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه وفِي كل أدب المقاومة ، واجزم ان هولاء لم يقرؤا ما يصدر عن اعلام الحزب، وانا لا اعتب على من هم خارج الدائرة التنظيمية ممن كانوا محسوبين على الحزب او من المستقلين ، لكن اللوم على من يقرن نفسه بالنضال والمسؤولية وهو بعيد كل البعد عن الانضباط الحزبي وقبلها الأخلاق الحزبية ، وأقول لمثل هولاء لو كنت في هذا الموقف قبل الاحتلال هل تتجرأ على التمرد وعدم الالتزام بالتوجيهات الحزبية الصادرة عن القيادة، اقسم بالله وبكل القيم أنكم اجبن من الجبناء . إن الشجاعة في المرحلة الحاضرة هي ان تحترم السياقات التنظيمية وتحافظ على وحدة الحزب ووحدة قراراته وهنا وفِي هذا الظرف تمتحن معادن الرفاق المناضلين .

ولابد من التذكير واسأل عن الذين انشقوا عن الحزب ، اين هم الان ؟ وما هي مكانتهم رغم دعم بعض الدول والجهات المشبوهة؟

ويبدو ان المرحلة السابقة قد سمحت لتسلل عدد من الطارئين بغفلة من الرفاق المسؤولين واستغلال طيبتهم وحسن نواياهم ، وخاصة على الساحتين الأوربية والأمريكية . انا دائما أضع حسن النية برفاقنا لانهم مصابيح نضال وجهاد وهم نبض مسيرتنا وعناوين كبيرة ، وان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، وعليهم ان يترفعوا عن الصغائر التي تصب لمصلحة أعدائنا ، وان لا نساوم على مبادئنا مع من قبل َ ان يكون جزءاً من العملية السياسية ، وخاصة أولئك الذين يعملون في السفارات العراقية الموجودة في بلدان العالم.

إن المشكلة تكمن في ان البعض يزاود علينا ويعترض على أنشطتنا وحواراتنا وهو لا يملك الا نفسه ، ونحن من أعطاه المكانة ، وإذا سحبنا غطاءنا عنه فسيظهر على حقيقته. كما ومع الاسف أيضا ، وهذا ما يحز في النفس، هنالك رفاق لنا يغيضهم نجاح رفاقهم الآخرين ، دون ان تكون رؤيتهم ذات أفق واسع ، وبذلك نخسر وحدتنا وتركيزنا في التصويب على هدف العدو المتربص بنا.

علينا ان لا نسمح لمن يتصيد بالماء العكر ان يشق صفنا ، فاحذروا كلامهم المعسل الممزوج بالسم والحقد ، واعلموا ان هؤلاء هم من يكتب الى مخابرات النظام ويصور كل شيء .

إن على الجميع التمسك بالمرجعية التنظيمية وهي قيادتنا العليا ، وكلنا جزء منها ، وان ننفذ التوجيهات ونحترم السياقات التنظيمية ،وقد كان تصريح الناطق المخول باسم الحزب واضحا لا لبس فيه حيث اكد على أهمية انعقاد موتمر واشنطن الوطني في موعده بتاريخ ١٣-٣-٢٠١٩.

ومن يريد الخروج عن الإجماع ( فالباب توسع جمل ).





الثلاثاء ٢٨ جمادي الثانية ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أذار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة