شبكة ذي قار
عـاجـل










المقاومة حق مشروع وهي فعل انساني كفلته القوانين والأعراف الدولية ، والمقاومة في مفهومها العام ، هي ردة فعل مجتمعيةواعية، ضد واقع مفروض ومرفوض ، او غير مشروع ، لمواجهة الاستبداد والاستعباد والظلم ، وفِي ابعد ذلك مقاومة الاحتلال الأجنبي للبلد والعمل على تحريره ، وقد أكدت الأمم المتحدة في قرارها الصادر في ٣٠ تشرين الثاني  عام ١٩٧٠ المرقم ٢٦٧٢ والذي شجب انكار حق الشعوب في تقرير مصيرها ، وشرعية كفاحها المسلح ، كما ان القرار رقم ٣٢٤٦ الصادر في ١٤-١٢-١٩٧٤ على حق تقرير المصير وشرعية الكفاح المسلح في سبيل التحرر فالمقاومة استخدام مشروع لكل الوسائل ، بما فيها السلاح لطرد الاحتلال والتخلص منه ومن عملاء وإعادة بناء البلد في كل نواحيه.

 ان المقاومة الواسعة والشاملة تأخذ مناحي اخرى واهمها الحفاظ على الشعب من الانزلاق في هاوية الطائفية والانحراف الاخلاقي والقيمي وتحطيم النسيج الاجتماعي ، وهذه الفلسفة لمفهوم المقاومة تبنتها المقاومة العراقية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي.

ولو عدنا الى تاريخ امتنا العربية والإسلامية نجد ان حصار كفار قريش اقسى حصار وكيف واجه الرسول محمد صَل الله عليه وسلم وصحبه الأبرار  وهم القلة القليلة ليعلموا العالم اعظم مثل للمقاومة في ابعادها وصورها ، قاومهم في مكة واتخذ من المدينة المنورة قاعدة الانطلاق ، لتنتصر إرادة الحق بفئة قليلة غلبت الكثرة، فحري بنا ان نتخذ هذه المقاومة العظيمة قدوة لنا ، فنحن اليوم نقاتل الشرك بالله ، والظلم والفساد والقتل والتهميش و التبعية للأجنبي والارتماء في احضان ايران التي دمرت كل شئ في العراق وزرعت الفتنة الطائفية بين مكونات ابناء الشعب العراقي ، بل وغذت الفرقة بين شيعة العراق ، لان القسم الأكبر من ابناء شيعة العراق يرفضون ولاية الفقيه واولهم السستاني.

اذن مقاومتنا كبيرة وعظيمة ومهمتها شاقة تحتاج الى رص الصفوف والارتفاع عن الصغائر لان المواجهة مستمرة مع كل الاعداء الذين يمتلكون معظم الماديات و الأموال والدعم الخارجي ، ونحن نمتلك الإيمان والتوكل على الله وحاضنتا شعب العراق وابناء امتنا العربية والخيرين في العالم ، الى جانب ذلك إرادة الابداع في توفير مستلزمات المعركة ومباغتة العدو وكل من يسانده ، وتجسيد روح النصر بكل معانيها السماوية و الأرضية والالتفاف حول قيادتنا الوطنية التي لم تستسلم وظلت عصية على الاعداء.

نفتخر بمقاومتنا لاننا نقاتل اشرس الاعداء واخبثم على مر الزمان ، فالميدان يحتاج رجال مؤمنين يقاتلون قتال الصحابة ونحتاج الى كل من يمتلك قلما وصوتا وطنياً لا يخاف بالحق لومة لائم فيدافع عن المقاومة وفلسفتها ، وان لا ينسى منجزات ثورة تموز العظيمة ويلغي دورها وقيمتها بخطأ او تعثر ويسلط الضوء على الصغائر حتى يضع له قدم وانحناءة عند العدو ، كما يفعل بعض محللي السياسة ، وحتى من بيننا ومن داخل الحزب من يدافع عن اخطاء الآخرين ، وهو لم يعش بيننا ايّام الحصار الظالم و انتهاكات الاحتلال الامريكي والغزو الإيراني ، بل عاش ويعيش مرفهاً في  دول اجنبية اخرى ، وقدم مبررات لجوءه بعد ان طعن بالنظام الوطني ، فمثل هولاء رغم كتاباتهم عن المقاومة تبقى أقلامهم باهته قاصرة عن تقييم الموقف البطولي لاي مقاوم داخل العراق وفهم ردّة فعله عندما يسمع احد يضع مثلبة على المقاومة او يتجاوز حدوده في تقيم المقاومين. وإذا لجأ عدد من الرفاق الى أوربا وأمريكا بعد الاحتلال فان السبب كان تهديدهم بالقتل الى جانب قطع أرزاقهم واجتثاثهم ، ومع ذلك لهم دور مهم في استغلال ساحاتهم وتوضيح الحقيقة لتلك الشعوب وحكوماتها وتعرية عملاء ايران .

مقاومتنا شرف ووسام لكل احرار العالم ، ومقاومتنا رغم كل أساليب التعتيم الاعلامي اخترقت جدارات الاعداء ، وسلبت منهم راحة البال وجعلتهم يعيشيون بهستيريا الخوف من القادم ، مقاومتنا عربية إسلامية وطنية يقودها بكل فخر البعث العظيم بقيادة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم شيخنا في الجهاد وقدوتنا في النضال وأميننا العام الذي رفع رؤوسنا بوقفته وبسالته التي أرهبت الاعداء ، وحفظه الله رب السماء ليكون لنا فخرا وبهاء.

مقاومتنا تشمل كل الجوانب العسكريةوالسياسية  والفكرية والإعلامية والاجتماعية والدينية والأخلاقية وكل منظومة القيم ، نفخر بمقاومتنا لانهامقاومة الشهداء الذين ضربوا اروع ملاحم البطولة يتقدمهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وكل من اعدم على يد الاحتلال وعملاءه، نفخر بمقاومتنا بشهدائنا الذين أعدمتهم عصابات داعش الإجرامية ويتقدمهم الرفاق سيف الدين المشهداني واحمد الشمعوني وفاضل المشهداني  ورفاقنا جميعا ، لقد قدم البعث  اكثر من ١٥٠٠٠٠ الف شهيد من اجل تحرير العراق .

نحن نقاوم ليس من اجل حكم وكراسيه بل من اجل شعب نريد ان نخلصه من مآسيه ، شعب وضع في اخر صفوف التقدم والحضارة بعد ان كان في عهد البعث عزيزاً ابياً له مكانته وتقديره على المستويين الشعبي والرسمي وكان مهابا أينما يحل، واليوم اصبح العراق وبسبب الفئة الضالة العميلة معزولاً يغرد خارج السرب .

ان من يريد الاستمرار في العمل المقاوم ، عليه ان يحصن نفسه وعائلته من شرور الاعداء وأساليبهم الخبيثة في الطعن بالنظام الوطني والتقليل من منجزاته العظيمة ، من يريد الاستمرار معنا عليه ان يوظف قلمه وصوته في الدفاع عن مشروعية المقاومة وقيادتها ، وان لا يضع السم في العسل .
نفخر بمقاومتنا لان فيها ابطال  مقاومين  يعيشون على ارض العراق من كل المستويات ولَم يغادروا رغم كل أساليب البطش والقتل والترهيب والتجويع .

مقاومتنا هي من جعلت الشعب العراقي يحن ويتمنى عودة البعث ورجاله ، لانهم ربطوا النضال في أبهى صورتين صورة استلام الحكم وقيادة البلد وصورة المقاومة الباسلة التي أكدت حق العراقيين في العيش على ارضهم احرار  وليس اسرى لإيران وذيولها وأطماعها ، الشعب يقول كفى لتدهور العراق ، وعليه ان تصوب كل الأقلام والحوارات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية على هدم جدار السلطة الغاشمة الجاثمة على رقاب ابناء العراق منذ عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا ، وان نغادر الاساءة والكلام السلبي عن تجربتنا وقيادتنا، .

كن مع قيادتك ، وكن مع الفعل المقاوم فالمقاتل المقاوم للاحتلال و اذنابه لا يصوب بندقيته للخلف فيرمي رفاقه ، واعتبروا يا اولي الألباب .




الاربعاء ٢ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة