شبكة ذي قار
عـاجـل










كانت ثورة 17 تموز عام 1968 التي قام بها حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بمعانيها الكبيرة والاستراتيجية ردا تاريخيا مميزا على الهزيمة العربية الكبيرة عام 1967 ونقطة بداية هامة في التاريح السياسي العربي بكل ماجسدته وأنجزته من مشاريع على الصعد الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وبكل ما حملته من آمال على الصعيد القومي وما ابدعته في اختطاط التوازن المطلوب بين متطلبات نهضة القطر وضرورات الالتزام القومي ومحدداته .

ولا يزال الناس يستذكرون هذه الثورة النموذج التي غيرت الخرائط السياسية على صعيد القطر العراقي وعلى صعيد الأمة العربية والأقليم لأنها عبرت عن فكر ومشروع عربي حملته العقول و والضمائر ولم تتح له الظروف في مراحل سابقة للتكون والتبلور والانبثاق والتولد بشكل طبيعي ، فأنجزها حزب البعث بمشاركة ومؤازرة قوى وطنية وتيارات قومية عريضة داخل القطر العراقي وخارجه والتفت حولها كل القوى الحية في الأمة لأنها وجدت في منطلقاتها وتجلياتها وعناوينها الابتدائية ومنجزاتها الفورية الواعدة ما يشي بقادم أكبر ومنجز اعظم وقدرات على التسارع في الانجاز واحداث اختراق واضح وكبير في واقع منهزم لايزال يتجرع هزيمة وآثار العدوان الصهيوني عام 1967 .

هذه الدلالات والمعاني ابقت ثورة تموز نموذجا ارشاديا ورسالة مفتوحة للاستنهاض على الرغم من كل مامر به القطر العراقي من محن وازمات لا تزال تعصف به حتى اللحظة ورغما عن حالة التراجع والانحسار التي تمر بها الأمة العربية في اللحظة الراهنة ، وهي معاني لا تنمحي ولا تتلاشى بفعل العواصف والازمات لأنها أبقت في الخيال معاني القدرة وشحذ الارادة والتحدي والاستجابة وهي من ابرز القيم التي حملتها هذه الثورة الفريدة وواجهت من خلالها أصعب المواقف واللحظات ونجحت في الصمود والتصدي لكل الوان التحديات وقهرت المستحيل .

وكانت هذه المعاني والقيم قد استنهضت الهمم لمواجهة الهجمة الأمريكية الصهيونية عام 2003 وأطلقت مقاومة نوعية أطاحت بمشروع استعماري كبير استهدف العراق والأمة العربية وحاول طمس عروبة العراق من خلال التشكيلات والحكومات العميلة التي لم تستطع حتى اللحظة من تكوين عراق جديد بمواصفات استعمارية صهيو- امريكية – ايرانية ، كما أن هذه القيم قد انبعثت وتجددت في الوعي العراقي والعربي في المرحلة الراهنة وأصبحت منارة يشار اليها بالبنان ومرجعية قومية تستعاد في الضمائر ,

وهي ترى العراق ينهار ويقوده العملاء والسراق ويأخذونه الى مهاوي الردى والى أحضان الشيطان الأصغر والأقذر .

نستذكر في تموز هذه المعاني الكبيرة ونستذكر القادة الشهداء الذين صاغوها وجسدوها فعلا وقولا وبطولة واستشهادا لكي تبقى علامة فارقة في التاريخ العربي ومحطة للالهام والاستلهام ونموذجا تهتدي به الأمة في طريقها الى الوحدة والنهضة والحرية.





الخميس ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اسماعيل أبو البندورة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة