شبكة ذي قار
عـاجـل










١.التنصل من العهود .. قدم النظام الإيراني المخادع تأكيداته الرسمية إلى الحكومة البريطانية بشأن شحنة النفط التي كانت تحملها الناقلة الإيرانية ( داريا ١ ) وإطلاق سراحها من ميناء جبل طارق مقابل عدم وصول شحنة النفط إلى سوريا .. وظلت ناقلة النفط الإيرانية هائمة على وجهها في طول وعرض البحر المتوسط ، ولا ميناء يستقبلها ، لا اليونان ، ولا تركيا ، ولا لبنان ، ولا أي من موانئ الدول العربية ، في إهانة لا مثيل لها ، ولكن ، وقبل أن يستقر بها الأمر أمام الساحل السوري أغلقت الناقلة أجهزة الإرسال والاستقبال وأفرغت حمولتها من النفط في ميناء طرطوس السوري .. والمعروف هو أن أوربا قد فرضت عقوبات على النظام السوري لكونه يقتل شعبه ويفتك به كيمياوياً ويشرده من أرضه ويمارس ضده التمييز الطائفي والعنصري .. وعلى هذا الأساس :

- فإن إفراغ النفط الإيراني في الميناء السوري يُعَدُ خرقاً فاضحاً للعقوبات الأوربية.

- وخرقاً فاضحاً للتعهد الرسمي الإيراني ، الذي قدمته إيران للحكومة البريطانية.

- وخرقاً فاضحاً لنظام تتبع السفن العالمية ( Marine Traffic ) ، الذي يمنع إغلاق أجهزة تتبع السفن في المحيطات والبحار والخلجان.

ويتضح من ذلك الآتي :

أولاً - إن النظام الإيراني لا قيمة لتعهداته الرسمية ، إذ سرعان ما يتجاهلها ولا يعير لها أي اهتمام ، الأمر الذي يتوجب على أوربا أن تعي هذه المسألة ولا تأخذ مقترحات وتصريحات أركان النظام التفاوضي الإيراني بجدية ، طالما أن منهج النظام قائم على الخداع والمناورة والكذب.

ثانياً - إن النظام الإيراني ، وفي سبيل مصالحه غير المشروعة يعرض السفن التجارية وغيرها التي تمخر عباب البحار إلى خطر التصادم وخاصة في ظروف انعدام الرؤية والأجواء السيئة التي تسود الممرات الملاحية ، وذلك بإغلاق ناقلاته وهي تهرب النفط ليتم تفريغها في سفن تجارية تابعة لدول تتحاشى العقوبات الأميركية .. وقد التقطت الأقمار الصناعية عدداً من حالات إغلاق بعض السفن التجارية التابعة لدول متحايلة على العقوبات أجهزة التتبع ، الأمر الذي يكشف محاولات النظام الإيراني الالتفاف على العقوبات الاقتصادية الأميركية من جهة ، والتفاف شركات الدول المرصودة على هذه العقوبات المفروضة على نظام دموي يقتل شعبه ويغزو جيرانه ويهدد المضائق والممرات المائية والبحار العالية ، كما يهدد الدول التي ترفض السلوك الإيراني المشين !!.

٢.كذب الحشد الشعبي من كذب النظام الإيراني :

- تعرضت مخازن أسلحة الحشد الشعبي للقصف ، وهي أسلحة إيرانية ثقيلة ، صباح يوم ١٠ / ٠٩ / ٢٠١٩ في منطقة المعمورة التابعة لقضاء ( هيت ) غربي الأنبار في العراق ، أسفر عن تدمير المخازن وانفجار الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع وتطايرت شظاياها على سكان المنطقة ، كما تفجر عتاد الكاتيوشا والأسلحة المتوسطة والخفيفة .. وقد أعلن مسؤول في الحشد الشعبي أن ( هذه الحرائق ناجمة عن تماس كهربائي ) .. علماً أنه لم يكن الحدث الأول خلال هذا الأسبوع إنما الحدث الـ ( الثاني عشر ) الذي تكتمت عليه قيادة الحشد الشعبي الإيرانية بقيادة أبو مهدي المهندس والحكومة العراقية العميلة التي يديرها بعكازته الفارسية المتهالكة ( عادل عبد المهدي ) .. وكان شهود عيان قد أكدو أن سيارات نقل كانت قد أفرغت حمولتها من الأسلحة في تلك المستودعات قبل أن تتعرض للقصف !!.

- ويتضح من ذلك : أن السلوك الإيراني المخادع ينسحب بشكل واضح على السلوك القيادي للحشد الشعبي ، الذي يعرض حياة المواطنين العراقيين الأبرياء إلى الخطر ، حيثما كانو وحيثما حلو في بلادهم.

٣.ولاء وكلاء إيران في المنطقة لإيران وليس لدولهم :

من أخطر المؤشرات المرصودة بوضوح أن النظام الإيراني يفرض على وكلائه وتابعيه منهجية الرضوخ الاستعبادي للنظام الفارسي ، وذلك من خلال الولاء للـ ( ولي الفقيه ) ، وهو الأمر الذي يكرس انشقاقات في مجتمعات البلدان التي فيها اتباعه أو وكلاؤه والمعتمدون فيها سياسياً وأمنياً في تنفيذ أجندة النظام الدموي الإيراني .. فقد أكد ( حسن نصر الله ) وهو لبناني ( ولاءه المطلق لمرشد إيران ، الحاخام علي خامنئي وهو معني بتنفيذ قراراته ) و ( إذا ما تعرضت إيران لأي حرب فأن حزبه لن يكون محايداً ) !!.

هذه التصريحات الخيانية تثير مسألة في غاية الأهمية ، ولا يوجد لها مثيلاً في أي مكان في العالم ، وهي غير مقبولة حتى في إيران ذاتها ، فلا يستطيع أي إيراني أن يعلن ولاءه لنظام سياسي آخر ولدولة أُخرى ، ليس ذلك فحسب بل كل أنظمة العالم السياسية ، عدا لبنان والعراق بدرجة ثانية.

إن ولاء حسن نصر الله وحزبه للنظام الإيراني الأجنبي وعدم الاعتبار لولاءه الوطني اللبناني ، وهو يعيش على أرض لبنان وفي ظل نظام الدولة العربية اللبنانية المعترف بها عالمياً ، يُعَدُ خروجاً على المألوف الوطني اللبناني وتحت حجة ساقطة هي ( المقاومة والممانعة ) ، وخروجاً على القاعدة التي تتبناها نظم العالم المختلفة ألا وهي الولاء الوطني .. فحين يعلن شخصاً أو حزباً سياسياً في دولة ما أنه يتلقى المال والسلاح والتعليمات والتوجيهات من دولة أجنبية ، فأن هذا الشخص وهذا الحزب يعدان خارجين على الوطنية وبالتالي فهما في نظر القانون المحلي والقانون الدستوري للدولة عملاء وجواسيس لتلك الدولة يعاقب عليهما القانون .. والحالة هذه ، كما أسلفنا ، تتبعها كل دول العالم ومن ضمنها إيران ذاتها .. فلو ظهر إيراني واحد يعلن ولاءه لترمب أو لماكرون أو للسيسي أو لبوتين مثلاً لوجد طريق إلى الشنق على الرافعات كما يعمل النظام الإيراني قتل شعب الأحواز بالجملة !!.

وكما يحصل في إيران في مثل هذه الحالة ، وحسب قوانين الدول ، يحصل في روسيا وأميركا والصين والدول العربية والأوربية والآسيوية تحت قانون الخيانة العظمى !!.

هذه الحالة لا نجدها إلا في لبنان والعراق على وجه الخصوص .. إذ يريد النظام الإيراني الطائفي إعمام هذه الحالة الشاذة على الدول التي تصلها ميليشياته الدموية الإرهابية .. والهدف من ذلك : إن نمط الولاء للمرشد الفارسي في طهران والمحفل الماسوني في مدينة قم الإيرانية ، هو إلغاء الولاء الوطني والقومي من عقول الشعوب وإحلال الطائفية الفاشيستية محلها .. .فهل ينجح نظام ولي الفقيه في غسل عقول وقناعات الشعوب الأصيلة بالطائفية القسرية المقيتة ، وخاصة في ظل عالم يتطلع الى الحرية والتعددية والديمقراطية الشعبية والتقدم ؟!.





الجمعة ٢٧ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة