بسم الله الرحمن الرحيم

تحل ذكرى عزيزة على قلوبنا الا وهي الذكرى السابعة والأربعين لتأسيس اتحادنا المناضل "الاتحاد العام لشباب العراق" والتي تأتي هذا العام تزامنا مع انتفاضة شباب العراق الثائر على الظلم والطغيان وسط أوضاع صعبة ومعقدة وخطيرة يواجه فيها الوطن العربي عموما والعراق خاصة مؤامرة كبرى تعمل على اعادة رسم الخرائط الجيوسياسية للمنطقة والعالم أجمع ، وتمزيق المجتمع العربي وتفتيت الأمة ، واستهداف كل ما بناه العراق العظيم وحزبه المناضل الصامد عبر سنين طوال من التنمية والبناء ، حيث يواجه شبابنا منذ أكثر من ستة عشر عاما تدميرا ممنهجا في محاولة لشل وتعطيل مسيرة التنمية في العراق ..

أيها الرفاق :

ان الصمود الأسطوري لشباب العراق العظيم خلال السنوات الستة عشر الماضية من الاحتلال والعدوانية كان بفضل سواعد وخبرات اتحادنا المناضل الذي شكل مع حزبنا القائد باعتباره واجهة من واجهاته رمزا للثبات وتحقيق الانتصار ، وبفضل تصميمه المنقطع النظير على تحدي المصاعب والظروف وحماية مؤسساته والاستشهاد في سبيل الحفاظ عليها وصونها ، وبفضل تمثل الوعي الوطني والادراك السياسي لطبيعة العدوان على العراق الحبيب ..

أيها الرفاق :

أولى حزبنا العظيم "حزب البعث العربي الاشتراكي" منذ تأسيسه اهتماما خاصا بشريحة الشباب الذين شكلوا نواة الحزب التنظيمية ومسيرته النضالية ، اذ اعتمد البعث عليهم في انتشاره وتطوره باعتبارهم قادة المستقبل والشريحة الأوسع من شعبنا ، والتي كانت الأكثر تعرضا للظلم والقهر والاستغلال .. وأولت قيادة الحزب والثورة عناية خاصة بالشباب ، وأكد الأب القائد "رحمه الله" في أكثر من حديث على دور الشباب في بناء المجتمع حيث قال : "نكسب الشباب لنضمن المستقبل" و "الشباب الصحيح طريق الثورة الصحيحة" .. وكان لحركة الشباب وتنظيمهم الجماهيري المتمثل بالاتحاد العام لشباب العراق الدور الرئيسي الى جانب النقابات المهنية الأخرى في معركة التحرير وبناء الوطن ، وفي معركة المواجهة والصمود ضد الاحتلال البغيض وتداعياته ..

لقد حفل تأريخ حركتنا الشبابية في العراق بمآثر النضال الوطني والكفاح السياسي والمواقف المتميزة ، والتي كان لها أثرها الهام على صعيد الممارسة النضالية لمجتمعنا ولحزبنا ولمسيرة التنمية الشاملة ، فقد آلت على نفسها أن تكون فاعلة باسهامها وبالتعاون جنبا الى جنب مع أبناء شعبنا في دفع مسيرة التنمية ، وأداء الدور الكبير في المعركة التي تخوضها أمتنا في مواجهة الأخطار والتحديات التي تتعرض لها ، وأصبح شبابنا ركنا أساسيا في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وفي ترسيخ الوحدة الوطنية لبناء المجتمع المتطور والمتقدم ..

أيها الرفاق ..

سيبقى العراق بشبابه الناضج والمتجذر بتراب الوطن ، والذين هم في طليعة الصفوف دفاعا عن الوطن ، ويشكلون بعمق انتمائهم رديفا حقيقيا لأبطال المقاومة في تصديه البطولي المستمر للعصابات المجرمة التي جاء بها الاحتلال وأعوانه ، تقاوم وتجابه العدوان بمختلف أشكاله ، لتفويت الفرصة على أعداء الوطن ومنعهم من تحقيق أي هدف من أهدافهم ، وسيبقى شبابنا رمزا للعطاء والتضحية في سبيل تقدم الوطن وعزته .. وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا نعاهد قائدنا ورفيقنا المجاهد عزة ابراهيم الأمين العام للحزب القائد الأعلى للجهاد والتحرير باسم شباب العراق والأمة على المضي دوما خلف راية جهاده الخفاقة حتى تحرير آخر شبر من أرضنا المقدسة من براثن الاحتلال الأمريكي - الفارسي ..

تحية لشباب العراق والعرب على امتداد مساحة الوطن العربي .. والمجد والخلود لشهداء اتحادنا المناضل الاتحاد العام لشباب العراق وشهداء العراق والأمة الأبرار .. وعاش العراق العظيم وعاشت أمتنا العربية المجيدة وعاشت فلسطين حرة عربية والخزي والعار للعملاء والخونة.