شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ عقود طويلة يتردد علينا يوميا مصطلح المرجعية والمراجع العظام، وان المرجعية صمام الامان الذي يحمي العراق ويصونه ويحافظ على وحدة اراضيه وشعبه.وان يقودنا الى مستقبل مشرق خصوصا في الآخرة، وان المرجعية تدعو الى تحقيق العدالة الاجتماعية والقانونية والثقافية.وانها سوف تهيأ مجتمع الشباب لقيادة الدولة بوسائل عادلة اقرتها عقول الفقهاء والمراجع الكبار.

تعالوا ننظر الى اين ادى طريق المرجعية والتابعين لها من الاحزاب الدينية والدموية.الى اين قادت العراق الذين كان عميداً للتطور والتنمية.العراق الذي كان نظيفا من المخدرات ورائدا في محو الامية.العراق الذي تهابه الامم وتحترمه.

بعد احتلال العراق ظهرت المرجعية بشكل مختلف.فاول ما جاءت به هو موافقتها على الاحتلال.ومن يقل غير ذلك عليه تقديم الدليل.ثم باركت لخونة الوطن والفاسدين والسراق واللصوص بتسلم قيادة الوطن والشعب.الم تكن المرجعية هي من وجهت الشعب لانتخاب اولئك الخونة والفاسدين وسلمتهم زمام الامور؟ ومن يقل غير ذلك عليه تقديم الدليل.

لم نسمع من المرجعية اي فتوى تدين اولئك اللصوص والخونة، ولم نسمع منها توجيه الإدارات الحكومية لإلقاء القبض على المجرمين والقتلة والفاسدين ومحاكمتهم وفق القوانين.

تعالوا ننظر الى بعض المرجعيات خارج نطاق الوطن ممن يختلفون عن مرجعياتنا ( الحكيمة ) ! هؤلاء المرجعيات عاشوا معنا في هذا الزمن، اي لم تختلف ظروفهم عن الظروف التي عاش فيها العراق.نحن نتكلم عن نهاية القرن التاسع عشر ولحد الآن.

غاندي – مرجع من مراجع الهند الذين ناهضوا الاستعمار وحرروا شعبهم من الاستعباد والتبعية.كان رجل قانون وموفور الحال.نزع عنه لباس الثراء ولبس رداء شعبياً بسيطا حاله حال افقر رجل هندي وقال لن ارتدي لباسا غير هذا الى ان يتغير حال الهنود جميعاً.استخدم سياسة اللاعنف وتمكن من تحقيق استقلال الهند عن الاستعمار البريطاني، واشاع الحرية والاستقرار.تصوروا انه تمكن من توحيد الشعب الهندي المكون من مئات الطوائف والاديان واللغات المختلفة من بينهم مسلمين.وحدّهم كلهم في دولة واحدة موحدة يهابها العالم ويحترمها.اليس هذا مرجع عظيم؟

نلسون مانديلا – مرجع من جنوب افريقيا التي كانت تقبع تحت سطوة سياسة الفصل العنصري.رجل اسود تصدى لتلك السياسة وتصدى للفقر وعدم المساواة.استطاع قيادة الشعب وفق مبدأ المودة والحب وليس الحقد والعداوة والبغضاء، ولم يكن لديه سلطة حكومية، بل كان مسجونا.لكن شعبه احبه لانه كان قائداً حقيقيا اراد لهم الخير وناضل من اجلهم وتحققت عل يديه المساواة بين افراد الشعب.احترمه العالم كله لانه تمكن من وضع جنوب افريقيا على خارطة الدول التي تتمتع بحقوق الانسان والحرية والديمقراطية ضمن الاسس الصحيحة والسليمة.

مهاتير بن محمد – رئيس وزراء ماليزيا حالياً.مرجع حقيقي وواقعي تمكن من لعب دور رئيسي في تطور ماليزيا وتقدمها.ركز على تطوير الصناعة والخدمات الاخرى، خصوصا السياحية بدلا من الاعتماد على الزراعة فقط.يبلغ من العمر الآن ٩٢ سنة، ولكن الشعب هو الذي اختاره لقيادة البلاد بعد ان استقال عام ٢٠٠٣.

السلطان قابوس ( رحمه الله ) – مرجع عربي مشهور للغاية.في عام ١٩٧٠ تسنم قيادة السلطنة التي كانت تئن تحت رحمة التخلف والجهل والتطرف.مساحتها تقارب مساحة العراق، وامكانياتها لا تصل امكانيات العراق اطلاقاً.حتى انها لا تملك اي موارد مائية للزراعة سوى الآبار.

تمكن قابوس خلال فترة حكمه من الصعود بسلطنة عمان فوق مستوى التوقعات.بلد مستقر وذو سياسة متوازنة، له علاقات متساوية مع جميع بلدان العالم.منع الطائفية الدينية منعا باتاً.قيمة الريال العماني ثابتة لا تتغير مقارنة بالدولار.اطلق حملة التعمين، اي توظيف العمانيين في كل القطاعات، وبعث الشباب للدراسة في اوروبا واميركا مما زاد في مستوى الثقافة والتعليم، كما فعل العراق قبل الاحتلال.نتذكر جميعا كم بعث العراق شبابا للدراسة على نفقة الدولة في كافة التخصصات، وجاءوا لغرض البناء والتطور.الا انه من المؤسف القول ان ظروف التخلف والجهل والطائفية المقيتة حالت دون استغلال تلك الطاقات.

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله ) – استطاع عام ١٩٧١ إعلان تأسيس دولة الامارات العربية المتحدة بعد ان وحد الامارات واهلها الذين كانوا ينتمون الى امارات متفرقة.كما كان رائدا في تأسيس مجلس تعاون دول الخليج العربي.تمكن من ترسيخ مفهوم الحقوق والواجبات لدى المواطن الامارتي، وعرفه الناس بحبه لفعل الخير.وانتم تعلمون جيدا ما هي الامارات التي نتحدث عنها.كيف كانت، وماذا أصبحت!

لنعد الى المراجع ( العظام ) في العراق.ما هي منجزاتهم؟ ماذا حققوا طيلة قرون طويلة سوى التخلف والجهل والمرض والتفرقة والتسلط والعودة الى الوراء؟
اعطوني عملاً واحدا جيدا قامت به المرجعية واستفادت منه البشرية والوطن.اعطوني مشروعا خدميا واحدا استفاد منه الشعب والوطن! ولدت المرجعية الكراهية بين افراد الشعب بسبب الطائفية والمعتقدات الخرافية.اعادت المرجعية عقارب الساعة الى الوراء لأغراض مصالحها الشخصية وتحويل الولاء الى ايران بدلا من الولاء للوطن.تكسب المرجعية الاموال بحجة تطبيق الشريعة، وهي ابعد ما تكون عنها.

يستحق الشعب العراقي قيادة تنظر الى المستقبل، الى التنمية والتطوير، الى بناء الانسان بالشكل الذي يتوجب عليه معرفة حقوقه وواجباته، الى دولة قوية لا يجرؤ أحد على قصف اراضيها بالطائرات وهي تتفرج، الى ميزانية بأيدي امينة يستفيد منها الوطن والشعب والامة كلها ولا تذهب الى الخارج بأسماء سراق ولصوص لا يعرفون الله ولا يخافونه الا بمظاهر اللحية والعمامة البيضاء أو السوداء على حد سواء.

هلموا بنا نبحث عن مرجعية / قيادة قادرة على الصعود بالعراق الى مصاف الدول المتقدمة بسواعد ابنائه ورجاله ونسائه دون اي تمييز على أساس عرقي او ديني او حتى مناطقي.انها موجودة في ضمير كل عراقي شريف يريد الخير للوطن.

ليكن شعارنا " أنا عراقي وأفتخر!"

imadmugheer@hotmail.com





الاربعاء ١١ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة