شبكة ذي قار
عـاجـل











كانت خسارة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني الذي قتل في بغداد إثر غارة جوية نفذتها طارات أميركية مسيرة في الثالث من يناير ٢٠٢٠، قاسية وموجعة لحكام إيران واتباعهم، وأجبرتهم على التوقف عن اعمالهم الإرهابية في الشرق الأوسط.لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو الى أي مدى سيتوقف الملالي عن اعمالهم الإرهابية المتأصلة في ايديولوجيتهم وسياستهم الرعناء المتعجرفة؟ الجواب على هذا السؤال يعتمد على ردود الفعل الأميركية على أي من اعمال الملالي العدائية في الشرق الأوسط.

أنهار الاقتصاد الايراني نتيجة الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على إيران، ولم يكن امام ايران الا القيام بأعمال استفزازية لجر الولايات المتحدة الى مواجهات مباشرة تظن ايران انها ستكون قادرة على التفوق عليهم خصوصا وان لها ذيول في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وعدد من الدول العربية، وهذه الذيول ستكون قادرة، حسب ظن حكومة الملالي على ايقاع الاضرار بالمصالح الاميركية في الشرق الاوسط.

هاجمت حكومة الملالي وذيولها السفن التجارية في الخليج العربي، واسقطت طائرة اميركية مسيرة، وقصفت منشآت نفط سعودية بصواريخ موجهة لتثبت ان لديها قدرات فائقة ربما تكون قد اخافت فيها بعض الدول العربية التي تتحاشى المواجهة معهم.

لم تتخذ الولايات المتحدة اي موقف ضد تلك الاعمال الاستفزازية، فظنت إيران ان الاميركان يخافون المواجهة، فراحوا يوزعون على المنطقة ترسانة هائلة من الاسلحة والصواريخ ملأت العراق ولبنان وسوريا واليمن.سوف لن يتوقف محور الشر عن بث سمومه هنا وهناك، ولن يوقف أوامره وتعليماته الى ذيوله لاستخدام تلك الترسانة ضد أي دولة تقف بوجه مصالح إيران.

تعلم اميركا ويعلم العالم اجمع ان مقتل سليماني ليس خاتمة المطاف، بل بالعكس سوف يزيد من حدة الاعمال الإرهابية لحكومة الملالي في المنطقة، ورغبتها في الانتقام وتعويض الخسائر التي تكبدتها.لذا على أميركا ان تتخذ الإجراء المناسب والمفترض لإنهاء كافة أنشطة حكومة الملالي وذيولها في المنطقة وتقلب على رأسهم الماء الساخن قبل ان يستخدمونه لتعذيب البشرية.

لقد شكل سليماني شبكات إرهابية إجرامية دموية، ولن تتوقف تلك الشبكات ما لم ينقطع اتصالها كليا برأس الافعى.ان التخلص من الذيول والرؤوس الثانوية لن ينهي الحالة القائمة في الشرق الأوسط.ينبغي القضاء كليا على الرأس الكبير، نظام الملالي، والتأكد من انتهاء الخلايا المرتبطة بها.

تمكن سليماني من كسب روسيا الى جانب نظام الحكم في سوريا واشتعلت الحرب الاهلية التي راح ضحيتها الشعب السوري حيث تمكن المجرم سليماني من اشعال فتنة طائفية في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وما زالت ايدي الشر تحاول اشعال هذه الفتنة في كافة الأقطار العربية.ومما لا شك فيه ان اشعال هذه الفتنة الطائفية لم يتطلب موارد مالية وعسكرية وعقائدية فقط، بل الى ذيول موالين لإيران هنا وهناك يعملون تحت قيادة "حكيمة" كالتي كان المجرم سليماني يتمتع بها.ويبدو ان بديله إسماعيل قآني يعلم الدرس جيدا، حيث شرع في اول عملياته الى توزيع الأسلحة والصواريخ الى العراق وسوريا ولبنان واليمن، ليزرع الإرهاب والطائفية.لكن لم تعطه القوات الأميركية المجال للمضي بمخططاتها فشنت غارات على مخازن تلك الأسلحة في سوريا والآن في العراق ودمرتها تدميرا.وقد تبين لاحقا ان معظم هذه المواقع كانت منشآت لتصنيع الأسلحة والصواريخ المتطورة.لقد كانت تلك الأسلحة والصواريخ متطورة الى درجة انها تتمكن من إصابة هدف ضمن دائرة نصف قطرها ٥٠ مترا، وقتل شخصيات بضربات مباشرة.ومن المعتقد ان آخر الضربات التي شنت على المنشآت المذكورة في العراق كانت بطائرات إسرائيلية لتمنع انتشار تلك الأسلحة والصواريخ وتحافظ على سلامة مواطنيها.

من لديه القدرة على إيقاف حكومة الملالي عن أهدافها الاجرامية وطموحاتها التوسعية ضد الامة العربية وضد العالم بأسره؟ لقد خلف الإرهاب والمشاكل التي زرعتها حكومة الملالي في المنطقة ملايين المهجرين والمشردين واللاجئين الذين فقدوا وطنهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والذين يتشوقون للعودة اليها من اجل إعادة بناء ما دمرته آلة الخراب الإيرانية.إن بقاء هؤلاء الضحايا بعيدا عن اوطانهم واهاليهم سيبقيهم تحت وطأة عدم الاستقرار وربما الانجرار الى ايديولوجيات متطرفة بمساعدة من الإرهاب الإيراني وبطرق مبتكرة ومختلفة.

ندعو الولايات المتحدة وكافة الدول الأوروبية الى إيجاد الحلول المناسبة لتخليص الشعب العربي في الدول الواقعة تحت ظلم الاستبداد الإيراني واغلاق الطرق امام كافة أفكار التطرف والإرهاب عبر خلق بيئة اجتماعية ديمقراطية تؤمن الوطن الحر والحياة الكريمة للشعب.ولن يتحقق ذلك الا بوجود حكومة وطنية تتفهم احتياجات الشعب وتعرف حقوق الجيران وتعمل على تأمين الاستقرار والسلم العالمي.

نأمل ان تكون الضربات الجوية التي مازالت مستمرة من يوم أمس الخميس ١٢ مارس ٢٠٢٠ ولحد الآن على مواقع المليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا هي مفتاح القضاء على الارهاب الإيراني في الشرق الأوسط برمته.





الثلاثاء ٢٢ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة