شبكة ذي قار
عـاجـل











الحوار أي حوار يبدأ بتساؤلات ، والإجابات تقود الى حوار قد يخفت أو يشتد، و ينتج عنه تلاقح أفكار وتفاعل بناء ومن ثم مخرجات يتم صياغتها بعد الاتفاق عليها من أكثرية المتحاورين.فما بالك إذا كانوا ينتمون الى طيف واحد يحكمه شعار، { قبول رأي الأكثرية مع احترام رأي الأقلية } ، و هذا الشعار جزء لا يتجزاء عن مبدأ الديمقراطية المركزية التي يمارسها حزب البعث العربي الاشتراكي في حياته الداخلية.

ومن بين الأسئلة المطروحة في الحوار هذه الأيام هي :
هل يعرف الجيل الذي ولد في العراق قبل الاحتلال بخمسة سنوات وما بعد الاحتلال عام ٢٠٠٣م ، بالمنجزات التي حققها البعث والنظام الوطني في العراق ما قبل الاحتلال؟

ماهو دور الحزب واعضاؤه في العمل على القيام بمهمة التوعية والحديث عن هذه المنجزات ؟

هل يعرف الشباب في العراق { شباب ثورة تشرين } ، شيء عن ، التنمية الشاملة ، وقرار التأميم ، ومحو الأمية ، والتعليم المجاني ، والرعاية الاجتماعية ، والرعاية الصحية ، وحل القضية الكردية من خلال بيان ١١ اذار وعن قيام الجبهة الوطنية في السبعينات .. وغيرها من انجازات البعث ؟

الإجابات وان توزعت بين النظرة الملائكية للتجربة البعثية في العراق وبين الحديث عن نسبة الأخطاء التي تؤكد على أن من قاد ونفذ التجربة هم بشر وليسوا ملائكة وبالتالي فان الأخطاء واردة في التطبيق وهذا من طبائع الأمور.لكن المتحاورين اتفقوا على ان المنجزات التي تحققت كانت كثيرة على الرغم من وجود الأخطاء والتي كانت فردية بطبيعتها هنا أوهناك في هذه الدائرة أو تلك المؤسسة.

ان الشعور الذي يجعل أي بعثي يفخر بتجربته هو قدرة النظام الوطني قبل الاحتلال على نقل النظرية البعثية الى ممارسة على أرض الواقع بنسبة كبيرة ، وهي تجربة إذا ما أردنا مقارنتها وخاصة في مجال الخدمات الاجتماعية والتنموية فان الانصاف يقتضي مقارنتها بالتجارب الكبيرة في هذا المجال كالتجربة السوفيتية أو الصينة أو الكوبية ، ومن غير الجائز مقارنتها بحكومات الذيول بعد الاحتلال لأن هناك فرقاً شاسعاً بين التجربتين كالفرق بين السماء والأرض.

ورغم الجهد الذي بذلته وسائل الاعلام العالمية والعربية لشيطنة البعث ونظامه الوطني قبل الاحتلال وما أضيف اليها من وسائل الاعلام التي تعبر عن ذيول ايران في العراق ، الا ان كل هذه الهجمة الشرسة لم تستطع ان تحقق الهدف المطلوب.والمثل العراقي يقول : { الشمس لاتحجب بغربال }.

نعم ففكر البعث الموحِّد للأمة الداعي الى العدالة الاجتماعية ، وتجربته التحررية شمس ، شمس نراها في البناء الانساني والبناء المادي من شوارع وبنايات ومصانع ومشاريع مائية وزراعية ، اغلقها الاحتلال وذيول ايران وعملوا جادين على محوها من الأرض ومن الذاكرة العراقية على حد سواء.لكنهم فشلوا لأنها عصية على ذلك، ولأنهم لم يحققوا منجز واحد يشار اليه بالبنان.فالسارق والعميل لا يعطي ، لأنه جاء ليأخذ.

اليوم نرى البناء االنفسي الوطني في شباب ثورة تشرين ، الذين يمثلون { عودة الروح }.حيث يعبر كل شيء فيهم عن أصالة وحقيقة وعنفوان جمال العراق وشعبه.

علينا أن نترك التحدث عن تجربة البعث في العراق إلى الأعداء الذي يناكفون بعضهم البعض ، أو الذين أصابتهم حالة من حالات الصحوة جراء الصدمة ، وهذا ما حدث ويحدث وسيحدث فعلا.فها هي بعض رموزهم ومئات غيرهم من الذين كانوا يعارضون البعث قبل الاحتلال يخرجون على الفضائيات ليحدثوا الشعب العراقي عن المنجزات التي تحققت قبل الاحتلال ويقارنوا كل ذلك بما يحدث الآن.

أما الشباب الذي يعتقد البعض أنه لا يعرف شيء عن تجربة البعث في العراق ، فالواقع يثبت كل يوم أنهم يمتلكون ذكاء ووعياً عميقاً لدى مقارنتهم بين التجربة البعثية وما يحصل الآن في ظل حكومات الذيول.

يكفي أن تأخذ عجلة كوسيلة نقل في بغداد ، لتسمع شاب عراقي عمره ١٦ سنة ، وهو يحدثك عن البعث ومنجزاته.وعندما تسأله كيف تعرف ذلك ؟ يقول ، الناس الكبار { يحجون }.والدليل نراه في المجمعات السكنية والجامعات والمدارس والمستشفييات والمصانع و السدود والطرق والجسور والأسواق المركزية .. وغير ذلك الكثير.

ان المتتبع للواقع يطمئن بأن أبناء العراق من الشباب ليسوا بحاجة الينا لنحدثهم عن أنفسنا وتجربتنا وانجازاتنا ، لأنهم ينتمون الى جيل مبدع في منطقه وفهمه وتحليله.وهو في ثورته التشرينية سيحقق الأهداف التي تطلعنا اليها وعملنا على تحقيقيها ، وهم حقيقة يجسدون شعار : { العراقي بعثي وان لم ينتمي }.وهنا أتحدث عن الشباب غير المنتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي ، أما شباب البعث فالأمر مختلف معهم لأنهم الطليعية الحقيقية في ساحات التحرير وان لم يعلنوا عن أنفسهم.





السبت ٤ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي حسن البهادلي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة