شبكة ذي قار
عـاجـل











قامت القوات العراقية الباسلة في مثل هذا اليوم ١٧ نيسان ١٩٨٨ بعملية عسكرية نادرة وغير مسبوقة وغير متوقعة من العدوان الفارسي حيث قام جيش العراق الباسل بقيادة شهيد الحج الأكبر ورفاقه المجاهدين وعلى رأسهم رفيق دربه عزة إبراهيم ( رعاه الله ) الأبطال، وولديه الشجعان بعملية أطلق عليها عملية رمضان مبارك وبجهد استخباري عراقي بحت دون مساعدة أي جهات خارجية أو إقليمية كانت أم عالمية ،كان هدف العملية تحرير مدينة عراقية عربية من براثن الفرس المجوس ولم تستغرق العملية أكثر من ٣٥ ساعة وتم تحرير أول مدينة عربية محتلة من قبل الفرس المجوس في القرن العشرين وما سبقه.

كان الفرس المجوس قد أعلنوا ان الفاو أصبحت مدينة فارسية وغيرو اسمها وأسماء مناطقها ونصبو صور وتماثيل الخميني المجرم في كل بقعة من بقاعها.

ومنذ أول يوم لاحتلالها لم يرى جفن البطل صدام المجيد رحمه الله النوم ،وكان يلتقي ويجتمع بالقيادات العسكرية والأمنية والاستخبارية لإعادة هذه المدينة العراقية العربية التي راحت في غفلة من الزمن من حضن الوطن الغالي حتى أصيح تحريرها يؤرق القائد البطل أبو عدي.

اتت المعلومات المحصلة عن الفاو جيدة فآخر تصوير جوي للقاطع كان بتاريخ ٣٠ / ٣ / ١٩٨٨ احتوى على تفاصيل دقيقة جدا عن توزيع القطعات والأسلحة والعقد الدفاعية والأسلحة الساندة.

وتم إعداد مسرح قتال في العمارة مشابه لمسرح قاطع شبه جزيرة الفاو، وتدربت معظم الوحدات والتشكيلات على طبيعة الأرض، وثابر قائد الحرس الجمهوري على رفع قدرة قواته لبلوغ المستوى الذين يؤمن لها الظفر بالمعركة لتحرير الفاو وهي المهمة التي أقسم على تحقيقها حين استلم مسؤولية الحرس الجمهوري، وكان القائد صدام موفقا في اختيار هذا القائد المثابر والشجاع جدا (( الفريق الأول الركن أياد فتيح الراوي كان برتبة لواء ركن آنذاك ))

كانت مهمة تحرير الجزء الغربي ملقاة على عاتق فرقة المدينة المنورة حرس جمهوري، والذي يبدأ من خور عبد الله الى نصف قاطع المسؤولية، وبالعمق الى المشروع ٨١ ( مشروع قديم لصواريخ البحرية العراقية ) ، أما مسؤولية فرقة بغداد حرس جمهوري، فكانت على الطريق الاستراتيجي الذي يحد قاطع مسؤولية الفيلق السابع إلى الحدود الفاصلة مع فرقة المدينة المنورة حرس جمهوري وبالعمق الى نهاية منطقة المملحة، أما مهمة فرقة حمورابي حرس جمهوري فكانت الصفحة الثانية، وهي تحرير الفاو بالتعاون مع جهد الفيلق السابع والاندفاع الى رأس البيشة، أي الى رأس المثلث البري العراقي المطل على الخليج العربي أما فرقة نبوخذ نصر حرس جمهوري بقيادة العميد الركن آنذاك أزهر عبد الله فهي فرقة احتياط.

و بعد العرض جرت تعديلات على خطتي فرقة المدينة المنورة بقيادة العميد الركن آنذاك أحمد حماش، وفرقة حمورابي بقيادة العميد الركن آنذاك ابراهيم عبد الستار، أما خطة فرقة بغداد حرس جمهوري بقيادة العميد الركن آنذاك عبد الواحد شنان فكانت مستوفية، وكانت أعقد الأعمال والمهام هي الجهد الهندسي الذي كان يتمحور على فتح الممرات والمجازات وتأمين أكساء المنطقة الرخوة لتسمح باندفاع الدروع والعجلات عبر فرش حصر معدنية، وكذلك اكساء الممرات بمادة السبيس والحصى، علاوة على تأمين الجسور الصغيرة وتهيئة وسائد الأحذية العريضة لمنع غوص أرجل قطعات الصولة .. وكانت الهمة عالية والحمد لله.وكانت ضمن واجبات الفريق رعد الحمداني كضابط ركن عمليات عرض ما يتوصل اليه على معاون رئيس أركان الجيش، ومنه الى الرئيس صدام، حيث كان الفريق رعد الحمداني يستقل طائرة مروحية الى مديرية الاستخبارات العسكرية برئاسة اللواء صابر عبد العزيز الدوري لاطلاع الشخص المخول على الخطة، وهو فلان الفلاني ولن نذكر اسمه كونه أصبح من عملاء امريكا لاحقا بعد الاحتلال.

ثم استقل الحمداني احدى عجلات ديوان الرئاسة الى مبنى القيادة التي اتخذت آنذاك من أحد قصور الضيافة مقرا لها ( قصر بغداد ).

يوم بدء العمليات تأخر الى يوم ١٧ / ٤ / ١٩٨٨ لعدم تكامل استحضارات الفيلق السابع بقيادة اللواء الركن آنذاك ماهر عبد الرشيد، وكان هذا اليوم يصادف أول يوم رمضان، فأطلق القائد البطل صدام على هذه العملية مسمى عملية رمضان مبارك ، وكانت عناية الله سبحانه وتعالى لصالح العراق العظيم حيث ساءت الأحوال الجوية مما حد من إمكانيات الرصد المعادي حيث كان للعدو أكثر من ٧٠ برجا كبيرا للمراقبة.

ليلة الهجوم الكبير حضر البطل القائد صدام المجيد وعدنان خير الله الى مقر قيادة عمليات التحرير وأدارا جزءا من المعركة من غرفة عمليات قوات الحرس الجمهوري وقد كلف نجليه ( عدي وقصي ) بمشاركة قائدي الحرس الجمهوري والفيلق السابع فعدي كان مع الحرس، وقصي مع الفيلق السابع (( تزوج قصي من ابنة الفريق الأول الركن ماهر وأنجب منها شبلا بلغ مبلغ الرجال أطلق عليه اسم مصطفى، وقد استشهد الفتى مع أبيه وعمه وحارسهم الشخصي اثر معركة بطولية استمرت ست ساعات خاضوها مع مئات الأمريكان في الموصل بعد احتلال العراق )) .

في الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم ١٧ / ٤ / ١٩٨٨ أطلقت أكثر من ألف فوهة نيران القصف التمهيدي المركز،ومن ضمنها ضربة بالسلاح مموهة على أنها سلاح الكيمياوي من خلال مبدأ الحرب خدعة ،وبدءا من الساعة السادسة شاركت الدبابات المخصصة لتدمير النقاط الحصينة الأمامية من على منصات صنعت لها،وشاركت القوة الجوية وعدد من زوارق البحرية في مرحلة القصف التمهيدي، وفي تمام الساعة السادسة والنصف انطلقت وحدات الصولة لاقتحام الحاجز النفسي الكبير، وسرعان ما بدأت القيادة العامة للهجوم تستمع من خلال الاتصالات البشائر الأولى للنصر،لم تتأخر القطعات المعقبة الأخرى من زف أخبار النصر الواحد تلو الآخر وبعد مرور ست ساعات كانت كل التشكيلات الأمامية في أهدافها عدا قاطع لواء القوات الخاصة السادس عشر حرس جمهوري، الذي كان بإمرة العقيد الركن آنذاك طلال القيسي، حيث كان المانع المائي كبيرا وعميقا ،وقد تركزت أمامه قوة معادية كبيرة جدا ومن خلال مواطئ النجاح الأولى، تم دفع القدمة الثانية من الصولة، ومن خلال قاطع اللواء السادس بقيادة العقيد الركن آنذاك رعد رشاد تم الالتفاف حول مقاومة الفرس المجوس لقوات اللواء السادس عشر فتم تدميرها بالكامل وانطلقت الألوية المدرعة بالاندفاع نحو العمق ومع حلول ليل ذلك اليوم أكملت كافة التشكيلات أهدافها للصفحة الاولى بكل مراحلها، كذلك وردت أخبار النصر في قاطع الفيلق السابع الذي كان يقاتل في القسم الشرقي.

وفي ليلة ١٧ - ١٨ / ٤ / ١٩٨٨ وبعد أن أكملت الفرق المكلفة احتلال أهدافها وكذلك فرق الفيلق السابع، قام آمر مدفعية هذا الفيلق اللواء نايف قصب جنديل بزيارة المقر الرئيسي لقيادة عميلت التحرير على ضوء توجيه الرئيس صدام البطل رحمه الله بضرورة تكثيف إجراءات التنسيق، فاطلع على موقف قواته كان هناك تنافس شديد لكسب شرف دخول الفاو بين الفيلق السابع وقوات الحرس الجمهوري البطلة.

بدأت الصفحة الثانية بقصف تمهيدي ونار ساترة، فدارت معركة شديدة وفي تمام الساعة الثانية عشرة أعلن اللواء ٢٠ حرس جمهوري تتقدمه كتيبة دبابات الفارس التي يقودها المقدم ركن سالم حافظ من اللواء السابع عشر المدرع حرس جمهوري دخول الفاو وتم رفع العلم العراقي وتداخل ذلك أيضا مع دخول قطعات اللواء ٣٠ المدرع من الفيلق السابع فزفت البشرى الكبرى.

و هنا أمر القائد صدام حسين ( رحمه الله ) بدمج وتداخل الصفحة التالية دون انتظار مرحلة ترصين الهدف، حيث اندفعت فرقة حمورابي حرس جمهوري لتحقيق وإكمال الصفحة الثالثة فواصل لواء المشاة ٢٣ حرس جمهوري بقيادة العقيد الركن آنذاك صالح يوسف الى رأس البيشة فأمر القائد صدام بالسماح للعدو المهزوم بعبور شط العرب على جسر الأنابيب المقام من قبله لإشاعة روح الهزيمة في قطعات العدو في الضفة الشرقية لشط العرب ثم وبناء على رجاء أعضاء القيادة العامة، وخاصة الفريق الطيار الركن الحكم التكريتي، اكتفت القوة المهاجمة بتدمير ذلك الجسر بالقوة الجوية، ذلك أن القائد الشجاع صدام تساءل فيما لو كان للقوات المهاجمة أمكانية العبور الى الاراضي الفارسية لتأكيد الاقتدار العراقي، وفيما بعد كتب صدام بيان النصر العربي المبين وأملاه بالهاتف على وزير الإعلام يومها الرفيق لطيف نصيف جاسم، وأذيع البيان على الشعب العراقي العظيم فكانت البشرى عظيمة والفرحة أعظم وكان حدثا عربيا عراقيا عظيما.

قلب هذا النصر موازين القوى، فارتفعت معنويات قواتنا وشعبنا الى عنان السماء، وحصلت الصدمة بالعدو الفارسي، وكأنه لم يصدق ما حدث وعصر ذلك اليوم حلق القائدان المرحومان صدام وعدنان بالمروحية فوق الأراضي المحررة وكانت آثار القصف المدفعي والصاروخي احدى الملاحظات التي تحدث عنها القائد صدام فيما بعد، لقد تفوق مركز الثقل العراقي الذي نفذ الهجوم على قدرة الخصم فلم تبد منه ردة فعل نظرا لبعد مركز ثقل قواته المتواجد في أقصى الشمال.وكانت تضحياتنا مقبولة نوعا ما فلم تتجاوز الف شهيد في حين عند احتلال الفاو خسرنا حوالي الخمسين الف شهيد ولا شك ان العدو خسر الآلاف المؤلفة من جنوده الجبناء في تلك المعركة الميمونة المظفرة.

لقد دلت هذه المعركة على حب الوطن وقدرة قواته المسلحة وعلى استعداد الشعب للتضحية من اجل كرامة الوطن وطهارة ترابه ودلت أيضا على بطولة القائد البطل صدام حسين المجيد رحمه الله ورفاقه في القيادة العامة للقوات المسلحة الباسلة.

علما ان شبه جزيرة الفاو ظلت عامين تحت براثن الاحتلال الفارسي البغيض وتعاملت معها كانها جزء من ايران المجوسية، ولكن حنكة البطل صدام ودهائه ومعاونيه استطاعوا تحريرها ب٣٥ ساعة فقط من خلال خطط استخبارية فاقت استخبارات العدو ومن يسانده من الموساد والمخابرات الأميركية ،فقد تم تجميع الجيش العراقي قبل الهجوم على الحدود الشمالية للعراق لإيهام العدو الغبي بان العراق يريد الهجوم من الشمال ،فعلا كانت معركة كبيرة وكان للمعتز بالله الأمين العام للحزب وأمين سر القطر والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والقائد العام للقوات المسلحة الباسلة عزة إبراهيم ( رعاه الله وأرضاه ) دورا كبيرا فيها ،فهي أول ارض عربية يتم تحريرها في القرن العشرين.

بعد تحرير شبه جزيرة الفاو العراقية بأقل من شهر أطلق المهيب الركن الشهيد صدام البطل ( رحمه الله ) عملية أعمار شبه جزيرة الفاو وتم تنفيذ عملية الأعمار في أشهر قليلة وتم إزالة آثار الاحتلال المجوسي لها وعادت مدينة عربية عراقية باسلة وسميت مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم ،التي على أثرها وبعد شهور قلة أعلن الخميني المجرم بقبوله بالقرار ٥٩٨ القاضي يوقف إطلاق النار بين العرق وإيران المجوسية وقال بالحرف الواحد أني تجرعت السم الزعاف وأنا أوقع على قرار وقف إطلاق النار الاممي رقم ٥٩٨.

عاش العراق العظيم

الرحمة وعليين لقائد النصر العظيم وتحرير الفاو أبو عدي المجيد ( رحمه الله )
المجد والنصر والخلود لقادة تحرير الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم

المجد والخلود والتحايا الرفاقية الجهادية للمعتز بالله خادم الجهاد والمجاهدين والأمين العام للحزب والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة ( عزة إبراهيم البطل أبا احمد ) ( حفظه الله ورضي عنه وأرضاه )

أخوكم
أبو بعث الصدامي
أواسط نيسان
العراق العظيم





الجمعة ٢٤ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو بعث الصدامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة